تبذل حكومتنا الرشيدة -أعزها الله- جهودا كبيرة في مختلف المجالات، فالتقدم الكبير الذي نشهده في مملكتنا الغالية هو أمر ملموس يشهده القاصي والداني، وما ننعم به من أمن وأمان واستقرار كبير لا بد أن يخلق لنا حسادا هنا وهناك، فالتشكيك في قدرات المملكة ليس بجديد، فبعد أن ظهرت رؤية المملكة 2030، وآمنا بها حكومة وشعبا وبدأنا نلمس آثارها على حياتنا اليومية، ظهرت الأصوات والأقلام النشاز للتشكيك في قدرتنا كسعوديين في إنجاح هذه الرؤية وتحقيق تطلعات القيادة فيها، والتشكيك في قدرات بلادنا مبدأ ليس بجديد علينا، فعند ظهور صناعة البتروكيماويات في المملكة في أواخر السبعينيات ظهرت بعض الأقلام الغربية، التي تشكك بقدرة المملكة على النهوض بهذه الصناعة في تلك الفترة من الزمان، حيث لم تكن مظاهر التقدم بادية علينا مثل يومنا الحاضر، فقد كتب روبرت دي هيرشي في صحيفة «النيويورك تايمز» في 3 يونيو عام 1978 قائلا «يعتقد الكثير من الناس، في الواقع، أن ذلك لن يكون مربحا لسنوات عديدة وأن مصانع البتروكيماويات السعودية وغيرها في الشرق الأوسط يمكن أن تصبح أفيال بيضاء عالية التكلفة في صناعة ذات إنتاج فائض في جميع أنحاء العالم». وكتب كذلك ديفيد أوتاوي في «الواشنطن بوست» في 26 نوفمبر 1984 قائلا «عندما بدأ السعوديون الحديث لأول مرة عن بناء عشرات المصانع على مستوى عالمي في منتصف السبعينيات، سخر الكثير من أوهام العظمة، وتوقعوا أن النتيجة ستكون سلسلة من الأفيال البيضاء باهظة الثمن». لكن النتائج التي تحققت كانت مخيبة لآمالهم، فقد تحققت بفضل الله ثم بدعم حكومتنا أكبر مدينة صناعية بالعالم وهي الجبيل الصناعية، التي سعت القيادة الحكيمة أن تكون رقما مؤثرا في صناعة البتروكيماويات ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى العالمي، ورغم خيبة أملهم في تحقيق آمالهم في فشل مشاريعنا التنموية في مجال صناعة البتروكيماويات، إلا أنهم مازالوا مستمرين في التشكيك بقدراتنا كسعوديين، فمشروع نيوم لم يسلم منهم ومن تشكيكهم، حتى إنهم تحولوا إلى أهداف هذا المشروع المهم واختلاق تهم زائفة تكال هنا وهناك للتشكيك بقدراتنا للنجاح في مثل هذه المشاريع العملاقة، واليوم يعلن سمو ولي العهد عن التطلعات والأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار للعقدين المقبلين لتصبح مملكتنا من رواد الابتكار ولتكون منارة للعالم يهتدى بها في مجال البحث والابتكار، وهو مؤشر كبير على أننا مستمرون في نجاحاتنا ومصرون على التميز فيها، مستمدين طموحنا وعزمنا من قيادتنا الحكيمة، التي لا تألو جهدا في سبيل خدمة هذا الوطن الغالي ورفعته ونهضته. ويبقى دورنا كمواطنين سعوديين أن ندعم توجهات حكومتنا الرشيدة كل في موقعه ومجاله، وأن نكون إيجابيين في التعامل مع هذه التطلعات لتكون بلادنا في مقدمة دول العالم في كل المجالات.
@dhfeeri