فتحت جريمة قتل شاب أسمر (25 عاما) على يد شرطي بـ60 رصاصة في ولاية أوهايو شمال الولايات المتحدة، الباب مجدداً أمام حوادث القتل المبنية على الكراهية والعنصرية في الولايات المتحدة التي لا تنتهي من التحقيق في حادث إلا ويتبعه بآخر بمعدلات متسارعة وسط قائمة طويلة من الحوادث، وردود أفعال قوية من أصحاب البشرة السمراء.
وتعد هذه الواقعة من أكبر الجرائم التي شهدتها أمريكا على مدار سنوات ماضية وكان هدفها الأساسي هو العنصرية، ففي 2014 خُنق شاب من أصحاب البشرة السمراء، ثم تكرر نفس السيناريو في عام 2020، وهو الحادث الذي نتج عنه حركة "حياة السود مهمة" والتي لاقت مساندة كبيرة داخل الولايات المتحدة.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية إطلاق 8 رجال شرطة النار على الشاب الأمريكي صاحب البشرة السمراء بسبب ارتكاب مخالفة مرورية، فيما ردت جمعيات مناهضة للعنصرية بالتظاهر لليوم الرابع على التوالي لرفض القوة المفرطة من قبل الشرطة، وأحرق المتظاهرون سلال مهملات وحطموا نوافذ آليات ثقيلة وسط انتشار للأمن لحماية مراكز الشرطة، مع إلغاء مهرجان الاحتفال بعيد استقلال الولايات المتحدة (4 يوليو من كل عام) في المدينة.
وقبل الواقعة المذكورة، شهدت مدينة نيويورك حادثاً مؤسفاً وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"البشع" عقب قتل شاب عمره 18 سنة 10 أفراد من أصحاب البشرة السمراء، سافر إليهم بالسيارة 200 كيلو متر ليضمن تواجده ضمن منطقة أغلبية المقيمين فيها من أصحاب البشرة السمراء وأطلق عليهم 70 طلقة من بندقيته الخاصة، وسط صدمة كبيرة بسبب العنصرية التي يكنها هذا الشاب الصغير تجاه أصحاب البشرة السمراء.
حياة السود مهمة
وتسبب مقتل جورج فلويد في 25 مايو 2020 في ولاية مينيسوتا الأمريكية على يد شرطي أمريكي عن طريق الخنق في تفجر أزمة كبيرة ومظاهرات عارمة عنيفة شملت تكسير واجهات محال وسيارات الشرطة.
وبدأت الحادثة بعد تعقب ضابط جورج فلويد بعد استخدامه ورقة بـ 20 دولار مزورا لشراء طعام من البقالة، وظهرت بعد هذه الواقعة حركة "حياة السود مهمة" والتي نظمت مظاهرات عارمة عنيفة ضد الشرطة، وأصبحت حركة مركزية تتواجد بعد وقوع الحوادث العنصرية، للدفاع عن حقوقهم ومطالبة الشرطة الأمريكية بالتوقف عن الممارسات العنيفة ضدهم.
جريمتا تكساس وأوهايو
قبل واقعة فلويد الشهيرة، قضت الولايات المتحدة الأمريكية، ساعات حزينة في عام 2019 بإعلان وقوع حدثتين في ساعات متقاربة، بعد إطلاق شخص النار بشكل عشوائي في ولاية تكساس أكبر الولايات الأمريكية من حيث المساحة، وسقط 20 قتيلاً و26 مصاباً، وحمل منفذ الجريمة كراهية وعنصرية تجاه المهاجرين واللاتينيين وترويج لسيادة العرق الأبيض، وبعدها وقع حادث في مدينة دايتون بنفس الولاية معلنا قتل 9 أشخاص من بينهم شقيقته وإصابة 27 من بينهم منفذ الجريمة.
دماء في الكنيسة
ولم تسلم الكنائس من أحداث الكراهية رغم أنها الأماكن التي يرتل فيها دائما أن "الله محبة"، إذ وقع في يونيو 2015 جريمة قتل مسلح نفذها شخص يدعي تفوق العرق الأبيض وأودت بحياة 9 أشخاص سود من مرتادي كنيسة تاريخية للسود في تشارلستون بولاية ساوث كارولاينا.
قتل عن طريق الخنق في 2014
وشهدت الولايات المتحدة حادث قتل مأساوي في 17 يوليو 2014 في جزيرة ستاتن في الولايات المتحدة بعد قتل أمريكي من أصول إفريقية (43 سنة) مصاب بالربو على يد شرطي بطريقة الخنق، وقُبض عليه لبيعه سجائر غير خاضعة للضريبة، وتكررت الحادثة في 2020 مع الشاب جورج فلويد الذي كان سببا لظهور حركة التضامن بين أصحاب البشرة السمراء أطلق عليها "حياة السود مهمة".
براءة بعد القتل
القتل لم يقتصر على الاستخدام المفرط للنيران من قبل الشرطة أو أشخاص لديهم عنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء بل امتد ليشمل القتل بعد عراك في الشارع بولاية فلوريدا جنوب الولايات المتحدة، وقتل ضابط الحراسات الخاصة الأبيض جورج زيمرمان، الشاب الأسمر تريفون مارتن بمسدسه في بداية عام 2012 بعد عراك في الشارع تطور إلى إطلاق النيران رغم مطالبة الشرطة الشاب الأبيض بعدم استخدام السلاح ضد صاحب البشرة السمراء، وثار أصحاب البشرة السمراء بسبب البراءة التي حصل عليها المتهم في صدمة جديدة تضاف للأمريكيين من أصول إفريقية.