في غضون هذا، صرّح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بأن الأسلحة، التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا ينتهي بها المطاف في الشرق الأوسط والسوق السوداء.
وقال شويجو، في مؤتمر عبر الهاتف، أمس الثلاثاء، نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية: «وفقًا للبيانات المتاحة، تنتشر بعض الأسلحة الأجنبية التي قدمها الغرب لأوكرانيا في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وينتهي بها الأمر أيضًا في السوق السوداء».
إطالة الصراع
وأضاف وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو «إن الغرب على أمل إطالة الصراع في أوكرانيا، يواصل إمدادات الأسلحة على نطاق واسع»، مشيرًا إلى أنه تم بالفعل تسليم أكثر من 28000 طن من البضائع العسكرية إلى أوكرانيا.
وأشار إلى أن العملية الخاصة في أوكرانيا ستنتهي بالإنجاز الكامل لجميع المهام، مشددًا على أن الأولوية اليوم هي الحفاظ على حياة وصحة العسكريين والسكان المدنيين الروس.
وقال شويجو: إن روسيا أنشأت ممرين إنسانيين في البحر الأسود وبحر آزوف، مشيرا إلى أنه «يتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات لضمان سلامة الملاحة في مياه البحر الأسود وبحر آزوف تم القضاء تماما على خطر الألغام في مياه ميناء ماريوبول».
من جهته، أعلن الجيش الأوكراني أنه صد عدة تحركات لتقدم القوات الروسية في منطقة دونيتسك.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في المنطقة: إنه تم صد الوحدات الروسية شمال سلوفيانسك، وأضافت «إن محطة الطاقة في فوهليهيرسك لا تزال محل نزاع، لكن تم صد هجوم روسي إلى الجنوب منها بالقرب من نوفولوهانسكي».
وأعلن الجيش الأوكراني فشل الهجمات الروسية على الحدود مع منطقة لوجانسك المحتلة بالقرب من بيلوهوريفكا وفيرخنيوكاميانسكي.
وأضاف: «إنه مع ذلك، فإنه إلى الجنوب قليلا، تقدمت الوحدات الروسية في سبيرني باتجاه بلدة سيفرسك بدعم كبير من المدفعية ونشر القوات الجوية».
قصف دونيستك
في المقابل، أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأن هناك قصفا مكثفا بنيران المدفعية على مناطق واسعة من الجبهة في مناطق خاركيف ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون وميكولايف، ووقعت أيضًا عدة هجمات جوية من بينها هجمات بطائرات هليكوبتر.
وفي سياق قريب، قالت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، أمس الثلاثاء: إن السلطات التي عينتها روسيا في منطقة زابوريجيا بجنوب شرق أوكرانيا، والتي تخضع جزئيا للسيطرة الروسية، توصلت إلى اتفاق لبيع الحبوب في الخارج، وفي الأساس بالشرق الأوسط.
واتهمت أوكرانيا روسيا، أكبر مُصدر للقمح في العالم، بسرقة الحبوب من المناطق التي استولى عليها الجيش الروسي. وتنفي موسكو ذلك، وعطلت الحرب صادرات أوكرانيا من الحبوب عن طريق البحر الأسود.
وقال باليتسكي لوكالة تاس للأنباء «الأسعار ليست سيئة في الوقت الحالي».
وأضاف: «يحصل المزارع على حوالي 200 دولار لكل طن من الحبوب، وهو أمر رائع، لأن تكلفة إنتاجه تبلغ حوالي 120 دولارا، حتى مع الأخذ في الاعتبار وقت التخزين الطويل الذي تم فرضه».
وبلغت أسعار القمح الروسي الذي يحتوي على 12.5% من البروتين للشحن من موانئ البحر الأسود 375 دولارًا للطن للتسليم على ظهر السفينة بنهاية الأسبوع الماضي.
وعلى صعيد آخر، وافق المشرعون في روسيا على فرض ضريبة أرباح استثنائية مؤقتة على عملاق الطاقة «جازبروم»، في إجراء سيقود إلى ضخ المليارات من الدولارات إلى خزائن الدولة، في ظل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.
قانون «الدوما»
وفقًا لما نقلته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن تدفع عملاق الطاقة «جازبروم»، 1.25 تريليون روبل إضافية (22.2 مليار دولار) كضريبة استخراج معادن، في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر، أو 416 مليار روبل كل شهر، وفقًا لمشروع قانون أقرته الغرفة الدنيا (مجلس الدوما) من البرلمان (الجمعية الاتحادية)، أمس الثلاثاء، ولا يزال يتعين موافقة الغرفة العليا (مجلس الاتحاد) والرئيس عليه، وهو ما سيعوّض بعضًا من خسائر العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بأكثر من الضعف هذا العام، بعدما أدت الحرب الروسية في أوكرانيا وما أعقبها من فرض عقوبات دولية إلى زيادة المخاطر على الإمدادات. وتقلصت صادرات «جازبروم» إلى أسواقها الرئيسية منذ مارس.
ورغم تراجع الكميات التي يتم ضخها، حققت روسيا أرباحا من صادراتها في ظل ارتفاع الأسعار، وبمجرد المصادقة على الضريبة، سيتم توجيه المزيد من هذه العائدات إلى الحكومة وليس لجميع المستثمرين في الشركة.
وصوّت مساهمو الشركة في اجتماعهم السنوي مؤخرًا ضد توزيع قياسي للأرباح بقيمة 1.24 تريليون روبل، وصرح نائب الرئيس التنفيذي فاميل ساديجوف بأن المساهمين رأوا أنه من «غير المعقول» توزيع أرباح في ظل الظروف الحالية.
ونظرًا لأن الدولة تمتلك ما يزيد قليلا عن 50% من جازبروم، فإن الضريبة الجديدة ستكون مربحة لموازنة البلاد مرتين بالمقارنة بتوزيعات الأرباح التي كانت مقترحة.
تغطية إعلامية
وفي سياق منفصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الغرب يبذل قصارى جهده لعرقلة عمل وسائل الإعلام التي تغطي ما يحدث في أوكرانيا بصورة موضوعية وغير متحيزة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده لافروف ونظيره المنغولي باتمونكين باتسيتسيج في العاصمة المنغولية أولان باتور، أمس الثلاثاء، ونقلت مقتطفات منه وكالة «نوفوستى» الروسية.
وأشار لافروف إلى أنه أطلع الشركاء المنغوليين على تفاصيل سير العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وقال: «نحن مهتمون بأن تكون الحقائق المتعلقة بالتصرفات السابقة والحالية لممثلي نظام كييف في أوكرانيا، متاحة للرأي العام العالمي على أوسع نطاق».
وأضاف: «للأسف، الغرب يفعل ما بوسعه لعرقلة عمل وسائل الإعلام التي تقدم معلومات موضوعية حول ما يحدث في أوكرانيا».
إلى ذلك، يجمع المواطنون في بولندا الأموال حاليًا من أجل شراء طائرة درون (مسيرة) لأوكرانيا، في خطوة مماثلة قام بها المواطنون في ليتوانيا المجاورة.
وأعلن القائمون على جمع الأموال أنه تم حتى الآن جمع نحو 1.3 مليون يورو (1.36 مليون دولار)، وهذا المبلغ يمثل ربع ثمن الطائرة، التي تتكلف نحو 5 ملايين يورو، وسوف تستمر حملة جمع الأموال حتى نهاية يوليو الجاري.
يشار إلى أن التضامن مع أوكرانيا قوي للغاية في بولندا. وتشير الإحصاءات الحكومية إلى أن بولندا استقبلت أكثر من مليوني لاجئ.
وكان مواطنو ليتوانيا، البالغ عددهم نحو 2.8 مليون نسمة، قد جمعوا في بداية يونيو الماضي أموالًا كافية لشراء طائرة بيرقدار خلال بضعة أيام، وتأثرا بهذه الحملة، قامت شركة «بايكار» التركية بمنح ليتوانيا الطائرة مجانا بحيث يمكن استخدام الأموال لأغراض أخرى.