ما القصة؟
في 20 يونيو الماضي، تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر مقتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف على يد زميلها بطعنات عِدّة، ثم ذبحها بسكين أمام بوابة "توشكى" بشارع كلية الآداب، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، قبل أن يتمكن المارة وأفراد أمن الجامعة من نقلها إلى المستشفى والإمساك بالمتهم لتسليمه للشرطة.
صدمة
وتسببت الجريمة في صدمة تردد صداها من مصر إلى العالم العربي، خصوصاً مع تتابع الأخبار والتفاصيل التي تؤكد أن زميل نيرة في الجامعة كان يحبها دون أن تبادله هي نفس المشاعر، وظلّ يطاردها ويهددها بالقتل، وهو ما دفع والدها أشرف عبد القادر بتحرير محاضر عدّة ضده لكن دون جدوى، إذ تربص بها وراح يراقبها وعند ذهابها لأداء الامتحان نفذّ جريمته.
وحشية
ولوحشية طريقة قتل نيرة أشرف على يد شخص رفضت الزواج منه، أوجعت كل ما سمعت أذناه قصتها، وطغت على السوشيال ميديا وشارك المغردون آرائهم على أكثر من هاشتاج، وكانت معظم التعليقات تدين القاتل وتشير إلى بشاعة الحادث والنزعة الذكورية، لكن في المقابل لم يخلو الأمر من التعليقات التي تدين الضحية وتخلق له رداءً تبرر فعلته، غير إن هذه التعليقات لفظتها الغالبية.
حبس المتهم
صباح اليوم التالي للجريمة أمر النائب العام المصري بحبس المتهم محمد عادل 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات، وأعلنت جامعتها تأبين الطالبة في مكان الحادث وأداء صلاة الغائب عليها بساحة كلية الآداب؛ لتسيطر حالة من الحزن على الطلاب.
إحالة إلى "الجنايات"
وبعد يومين، أُحيل المتهم إلى محكمة الجنايات وذلك بعدما استمعت النيابة لـ25 شاهداً في الواقعة. وفي هذه الأثناء توصلت تحقيقات النيابة إلى أن الطالب نفّذ جريمته عمداً مع سبق الإصرار والترصد، وباغتها بسكين طعنها به عدة طعنات، ونحرها قاصدا إزهاق روحها.
تشريح الجثة
ويوم الجمعة 24 يونيو الماضي، كشف تقرير الصفة التشريحية لـ"نيرة" أنها أصيبت بـ17 جرحاً نتيجة الطعنات، وبيّن تقرير الطب الشرعي أن المتهم لا يتعاطى أي نوع من أنواع المخدرات أو الكحوليات.
أول محاكمة
وظهر المتهم للمرة الأولى بعد الواقعة، في أولى جلسات محاكمته بقاعة المحكمة يوم 26 يونيو الماضي، وأدلى بأقواله مدعياً أنه كان ضحية تلاعب بمشاعره، وأنه قتلها قبل أن تتخلص منه.
إحالة أوراقه للمفتي
وفي 28 يونيو بعد يومين من سير القضية، قرر المستشار بهاء الدين المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة، إحالة أوراق المتهم إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، غير إنه ألقى كلمة إلى المجتمع والآباء وإلى المتهم قبل النطق بالحكم، وصفها كثيرون بالبليغة واحتفى بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
حب زائف
وقال المستشار كلمة طويلة جاء أبرزها: "دنيا مقبلة بزخارفها وإنسان متكالب على مفاتنها، مادية سيطرت فاستلبت العقول وصار الإنسان آلة، يقين غاب وباطل بالزيف يحيا وتفاهات بالجهر تتواتر، وبيت غاب لسبب أو لآخر، والمؤنسات الغاليات صرن في نظر الموتورين سلعة والقوارير فواخير.
وأضاف: "نفس تدثرت برداء حب زائف مكذوب، تأثرت بثقافة عصر اختلطت فيه المفاهيم، الرغبة صارت حبا والقتل لأجله انتصارا والانتقام شجاعة وجرأة على قيم المجتمع تسمى حرية مكفولة ومن هذا الرحم ولد جنينا مشوها، ووقود الأمة صار حطبها، اعقدوا محكمة صلح كبرى بين قوى الإنسان المتباينة لننمي فيه أجمل ما فيه.. أعيدوا النشء الملتوي إلى حظيرة الإنسانية".
حكم بالإعدام
وصباح اليوم أصدر المستشار حكماً بالإعدام، ويلزم قانون إجراءات وحالات الطعن أمام محكمة النقض، النيابة العامة بالطعن على الحكم الصادر على المتهم أمام محكمة النقض "إذا كان الحكم صادرًا بعقوبة الإعدام يجب على النيابة العامة أن تعرض القضية على محكمة النقض مشفوعة بمذكرة برأيها في الحكم، وذلك في خلال 60 يومًا من تاريخ صدور الحكم".
زغاريد وفرحة:
وسادت حالة من الفرحة على أصدقاء وأقارب نيرة أشرف، الموجودين أمام المحكم نطق الحكم بالإعدام، وتعالت الزغاريد من السيدات أقارب المجني عليها "نيرة أشرف" وسط تبادل الأحضان من قبل الحاضرين لوالدة المجني عليها، التي انهارت لحظة سماع الحكم معبرة عن فرحها.