خطيب يوم عرفة
أحد رموز التعايش والتسامح في العالم، يرى أن إدراك معنى الإنسانية يبني الجسور، ويُقوي من عزيمة العمل على مشتركاتنا الإنسانية التي تُمَثل قانونا الطبيعي، دعا إلى كلمة سواء في وجه الحروب المصطنعة والتطرف الفكري، فحظى بالمكانة المرموقة، واختاره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ليكون خطيباً وإماماً في يوم عرفة بمسجد نمرة في حج هذا العام.أسكت ضجيج الصراع
الدكتور العيسى المولود في 10 يونيو عام 1965، لا يرد يداً مُدت بالسلام والمنهج المعتدل من أجل حفظ الأوطان، فهو يؤمن أن الإسلام قام على الرحابة والسعة والنظر في معاني الأمور والترجيح بين المصالح والمفاسد، لأن أساس ذلك كله فهم مقاصد الشريعة.حصل العيسى على البكالوريوس في الفقه الإسلامي المقارن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ودرجتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات القضائيّة المقارنة بجامعة الإمام، ومنذ توليه أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي في 12 أغسطس 2016 استطاع تحويل ضجيج الصراع إلى دعوات حوار باستجابات واسعة في مراكز صنع القرار الدولي.
صولاته وجولاته للتعريف بسماحة الإسلام حظيت بالترحيب في الشرق والغرب، فحاز التكريمات أينما حلّ في العالم أو ارتحل، وكُرم من عدد من الدول والهيئات والمؤسسات حول العالم، كان آخرها تكريم مملكة ماليزيا بمنحه أعلى ألقابها بدرجة "داتو سري" في حفل سلطاني أقيـم بهـذه المناسبة، وذلك تقديراً لجهوده في تعزيز قيم "الوسطيّة" و"التعايش" و"السلام".
ومنحته لجنة جائزة جاليليو الدولية جائزتها في تعزيز السلام والوئام عام 2018، وحصد جائزة الاعتدال بالمملكة، ووسام الدولة الأكبر من رئيس السنغال، ووسام السلام العالمي من رئيس سريلانكا، ووسام من جمهورية مصر العربية من الدرجة الأولى، وأيضا جائزة الحسن بن علي من منتدى تعزيز السلم في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
رسالة سلام
وضع العيسى نصب عينيه تصحيح الفهم الخاطئ عن الدين، وتفنيد شبهات المغرضين، حتى احتل موقع الصدارة كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في الفكر الإسلامي لجهده المتفاني في تقديم الفهم الصحيح للدين وإعادة تصديره للعالم.انطلق برابطة العالم الإسلامي من مكة المكرمة إلى فضاءات الأرض، للتصدي لأعداء الدين والفكر المتطرف والإرهاب، وتقديم الإسلام في صورته النقية بلا حقد ولا ضغينة. "الإسلام رسالة سلام دين عالمي صالح لكل زمان ومكان بدعوات حوار لا جدال أو اقتتال"، هكذا جاب العالم.
جمع الأديان الإبراهيمية
عمل العيسى على جمع الأديان الإبراهيمية في فرنسا في اتفاقية حملت اسم: اتفاقية باريس للعائلة الإبراهيمية للتضامن والسلام، جمعت القيادات الدينية اليهودية والكاثوليكية والأرثوذكسية والإسلامية، وقَدَّم محاضرات داخل المملكة وخارجها، عن الفقه الإسلامي ونظرياته القضائية، ولاسيما تشريعه الجنائي، إضافة إلى دراسات (مقارنة) بين الفقه الإسلامي والقانون الوضعي.جوائز عالمية
وحاور حول العالم على امتداد عدة سنوات عدداً من الجهات السياسية والفكريّة والحقوقيّة والأكاديميّة، وألقى عدداً من المحاضرات الأكاديميّة، وناقش رسائل علميّة في كبرى الجامعات داخل المملكة وخارجها، وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حتى كرمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالدرع الذهبي للمنظمة تقديرا لجهوده في خدمة العمل الإسلامي المشترك وتعزيز القيم الحضارية في السيرة النبوية، والدعم غير المحدود لقضايا المسلمين في العالم أجمع، وجهوده في إرساء السلم العالمي.ومُنح جائزة "الهجرة النبويَّة" للشخصية الإسلامية الدولية الأكثر تأثيراً على مستوى العالم لعام 2021، من ملك ماليزيا، وجائزة "باني الجسور" النرويجية لعام 2021، لقيامه بعملٍ استثنائيٍّ في تجسير العلاقة بين أتباع الأديان والحضارات بإسهام ملموس، وبوصفه قوة عالمية رائدة في الاعتدال ومكافحة الأيديولوجيات المتطرفة، وصوتًا واضحًا ومتميزًا للسلام والتعاون بين الأمم والأديان.