يستعد المسلمون لأداء فرض الحج الركن الخامس من أركان الإسلام في شهر ذو الحجة ويبدأ الحجيج بالوقوف على مشعر منى صباح ثامن أيام شهر ذو الحجة ثم تحدث التروية.
وفي فضل الحج قال أبو هريرة رضي الله عنه: "سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه) براوية البخاري.
مشعر منى
ومشعر منى وادي تحيط به الجبال من جبهتيه الشمالية والجنوبية وجمرة العقبة من جهة مكة الكرمة ووادي محسر من جهة مشعر مزدلفة، وتبلغ مساحة مشعر منى 16.8 كيلومتر مربع، ويقع على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام.
وتشير المرويات التاريخية إلى أن اسم منى يعود إلى الدماء المشروعة التي تراق في الحج، وقيل أن سبب ذلك تمني سيدنا آدم في هذا المكان الجنة ويستند البعض أن التسمية سببها اجتماع الناس لأن العرب قديما كانوا يطلقون على أماكن التجمع منى.
يستوعب مشعر منى أكبر مشعر من حيث المساحة 2.6 مليون حاج ومساحته 2.5 مليون متر مربع، ومصمم بشكل يوفر الأمن والسلامة للحجيج، ويتحول المشعر إلى أكبر مدينة خيام في العالم.
ويعد التواجد بالمشعر أثناء شعائر الحج من السنن المؤكدة، وفيه يقضي الحجاج أيام التروية ويتزودوا بالماء ويبيتون به في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة اقتداء بما فعله النبي محمد، وينفر الحجيج مع مغيب الشمس يوم عرفات إلى مزدلفة ثم يعودون إلى منى صبيحة اليوم العاشر (أول يوم العيد) لرمي جمرة العقبة والنحر والحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
مدة الوقوف عليه
يتواجد الحجاج في منى في أيام التشريق الثلاثة الموافقين 11 و12 و13 ذو الحجة لرمي الجمرات الثلاثة (الصغرى والوسطى والكبرى) ويمكن للمتعجل اختصارها في يومين، وبعدها يتوجه الأشخاص لأداء طواف الوداع الذي يعد آخر منسك من مناسك الحج.
وقوف النبي إبراهيم على المشعر
كان النبي إبراهيم خليل الله أول شخص يقف على المشعر ويرمي الجمرات وقد فدى الله ابنه النبي إسماعيل بكبش ذبحه النبي إبراهيم في مشعر منى، وذبح أيضا عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكبش ورمى الجمرات وحلق رأسه.
أحداث تاريخية في المشعر
يتواجد بالمشعر معالم تاريخية ومنها الشواخص الثلاث التي ترمى، وكذلك مسجد "الخيف" واشتق اسمه بعد تكونه بشكل معين نتيجة التقاء الماء في مناطق في الجبل، وصلى النبي في هذا المسجد صلاة الصبح ووسعته المملكة في عام 1407 هجريا.
وشهدت منى أيضا بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت الأولى في عام 12 هجريا وبايع النبي فيها 12 شخص والثانية في 13 هجريا وبايع النبي فيها 73 رجل وإمرأتان من أهل المدينة المنورة.
وأنزلت سورة "المرسلات" على النبي في هذا المكان بحسب ما رواه البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال: "بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزل عليه (والمرسلات) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها".
وبنى الخليفة المنصور العباسي مسجداً عُرف بمسجد البيعة يبعد 300 متر عن جمر العقبة يمين الجسر النازل من منى إلى مكة المكرمة.
