ومَن ينظر من زاوية التشاؤم سيبقى يتحسر على خط الجبيل - الدمام وخط أبو حدرية وغيرها من الطرق، التي تحتاج إلى صيانة دورية تدوم لا ترقيع هنا وهناك في طول البلاد وعرضها، ومن باب الإنصاف كلا الفريقين معه حق، ولكن كفة الإيجابية راجحة...
يدعم الإيجابيين تقرير موقع Trade Arabia إلى أن الوزارة قد نفذت عددًا من مبادرات السلامة، التي ساهمت في خفض معدل الحوادث بنسبة 56 %، وعدد الوفيات بنسبة 51 %، وإجمالي الإصابات بنسبة 30 %، مما ساهم في توفير عائد مالي للمجتمع بقيمة 8.5 مليار ريال ( 2.26 مليار دولار)
للمعلومية الطريق أحد أضلاع مثلث الحادث المروري لمَن يجهله بجانب السائق والمركبة (السيارة) ومَن يتأمل أضلاع المثلث يجد تقدما فيما يخص الطرق والمركبات، بينما الضلع الخاص بالسائق أقل تطورا مقارنة بما تعيشه بلادنا من ازدهار، بل إن بعض السلوكيات المتهورة من قبل البعض تأخذنا للوراء وأكرر التنويه للمرة الألف إخفاق الضلع الخاص بالسائق يتحمله السائق وأخلاقياته فلا نضع كل اللوم على إدارة المرور ولا ننفي عنها تحمل شيء من المسؤولية، فثقافة المجتمع والمدرسة والجامع والأسرة ساهمت نوعا ما في ارتفاع وعي أخلاقيات القيادة عند السائق من عدمه.
بعد الحديث عن الطريق والسائق، يبقى لدينا ضلع المركبات وأين موقعها من نسبة الحوادث، فمن خلال مشاهداتنا اليومية للمركبات على الطرق نلحظ أنه يغلب عليها الموديلات الجديدة مع استمرار الفحص الدوري كمتطلب لتجديد الاستمارة للموديلات الأقدم إذا استثنينا بعض المركبات، التي أغفل أصحابها صيانتها وهنا نجد ضلع (السائق) أثر سلبا على ضلع (المركبة) فنسبة 90 % مما يقع من حوادث خلفه أخطاء بشرية. وهذه دراسة علمية عالمية وليست من (كيسي) كما يقال بالعامي!!
أخيرا، جميل ما تشهده بلادنا من تقدم وازدهار على جميع الأصعدة، فهل يعي كل شاب وشابة على الطريق أنهم قد يكونون عوامل بناء أو معاول هدم في رحلة الرؤية 2030 من خلال سلوكياتهم أثناء القيادة، والآن وزارة النقل تعمل بجد واجتهاد لتنقلنا للمركز السادس على مستوى العالم، فهل تأخذ الحمية الوطنية كل مستهتر أو متهور من الجنسين لننتقل جميعا على سلم الترتيب في جودة الطرق وسلامة روادها!؟