ويخدم الشيخ السديس، الإسلام والدعوة في منصب آخر، وهو الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والذي تولاه قبل 10 سنوات، خلفًا للشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين بمرسوم ملكي من الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، يحمه الله.
اسمه بالكامل أبو عبدالعزيز عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد ابن عبدالله (الملقب بالسديس) يرجع نسبه إلى عنزة القبيلة المشهورة من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم .
ولد "السديس" في الرياض عام 1382 هـ وحفظ القرآن في سن مبكرة بإشراف الشيخ عبدالرحمن آل فريان وكان آخر من قرأ عليهم الشيخ محمد علي حسان .
نشأ بالرياض وتخرج في المعهد العلمي عام 1399هـ بدرجة ممتاز، ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام 1403هـ، وكان من أشهر مشايخه فيها الشيخ صالح العلي الناصر والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ والشيخ صالح الأطرم والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين، ثم عُين معيداً بكلية الشريعة بعد تخرجه في قسم أصول الفقه وعمل إماماً وخطيباً في عدد من المساجد الرياض، وكان آخرها مسجد (جامع) الشيخ عبدالرزاق العفيفي .
إمامة المسجد الحرام
في عام 1404 هـ صدر التوجيه الكريم بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام، وفي عام 1408هـ حصل على درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود بتقدير ممتاز بإشراف فضيلة العلامة عبدالرازق عفيفي والشيخ الدكتور عبدالرحمن الدويش، ثم انتقل للعمل محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى .وفي عام 1416هـ حصل على درجة الدكتوراه من كلية الشريعة جامعة أم القرى بإشراف الأستاذ الدكتور أحمد فهمي أبو سنة، بعدها عُين أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة جامعة أم القرى، يقوم مع عمله بالإمامة والخطابة والتدريس في المسجد الحرام .
له عضوية في عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية والخيرية، وله مشاركات في وسائل الإعلام المختلفة ونشاط دعوي في الداخل والخارج، وله اهتمامات علمية عن طريق التدريس تشمل بعض البحوث والتحقيقات والرسائل المختلفة التي سترى النور قريبا بإذن الله .
حديث مؤثر عن الوالدين
والدة الشيخ السديس تمنت أن يكون إماماً للحرم المكي، ودعت الله أن يتحقق ذلك، وفي حديث إنساني عن نشأته، قال رئيس شؤون الحرمين: "تناقل الناس أن والدتي دعت لي أن أكون إماما للحرم المكي، لكن الواقع أن البعض يبالغ بغرض التأثير على العامة".ويكمل: "الحديث عن أمي مؤثر وتختنق العبارات في صدري، وأسال الله أن يتغمدها بالرحمة، فهي وأبي كان يدعوان لي كباقي الآباء، والدعوة للأبناء مسلك تربوي ونهج اتبعه الأنبياء، فقد توافق الدعوة باب مفتوحا عند الله، ولذا لا يجب أن تكون الدعوة سلبية.
وأوصي كل أب وأم أن يدعوان للأبناء، فقد تنفعه في حياته وهي مسلك تربوي يشجع الأبناء.
التسلح بالوعي
ويرى الشيخ السديس، الأمة الإسلامية تستعصي على الذوبان أمام الأزمات والتحديات، قائلا: "ينبغي أني يكون لدينا الوعي والحصانة والمناعة العقائدية التي تفوى أمام الأزمات"، مؤكدا أن طغيان نماط الثقافات الأخرى في بعض الأحيان يحدث بسبب ضعف هذه العناصر، مشددا على أهمية التسلح بالوعي.وقال: "لا بد للأمة الإسلامية أن تتكاتف وأن يتألف بين قلوبهم كيّ يتخطوا أي أزمات".