وجاء اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بمشعر منى استشعارًا منها للفترة الزمنية التي يقضيها الحجاج في منى، وإيمانًا من القيادة الرشيدة -أيدها الله- بحجم المتطلبات التي تضمن راحة ضيوف الرحمن خلال فترة أداء مناسكهم. ووفرت القيادة الرشيدة -رعاها الله- الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم وأداء مناسكهم بروحانية وطمأنينة، مؤكدةً على الجهات الحكومية والخدمية أهمية السعي على تنفيذ كل ما من شأنه إنجاح مهامها في موسم الحج.
إلى ذلك، رفع عدد من حجاج بيت الله الحرام الشكر والثناء لقيادة المملكة العربية السعودية على جهودها في خدمة الإسلام والمسلمين وتسخيرها كل سبل لراحة ضيوف الرحمن خلال رحلة الحج، مشيدين بما شاهدوه من جهود لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمسجد الخيف، من تطوير يضمن الحصول على أفضل الخدمات.
وحدات التكييف وقال الحاج عبدالرحيم بوكادي من المغرب إن اطلاق أكبر مشروع لتطوير وحدات التكييف بمسجد الخيف، عمل رائع يصب في مصلحة حجاج بيت الله الحرام الذين جاؤوا ملبين لنداء ربّ العالمين من شتى مشارق الأرض ومغاربها، رافعاً شكره لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على الخدمات المقدمة لهم في مسجد الخيف حتى ينعم ضيوف الرحمن براحة وأمان خلال تواجدهم في مشعر منى.خدمة الفتوى
وقال إسماعيل الوتاري من العراق: وصلنا لمشعر منى صباح يوم التروية، وصليت الظهر، في مسجد الخيف، وسط خدمات متكاملة وأجواء إيمانية، مضيفاً أنه استفاد كثيرا من خدمة الفتوى في المسجد، عبر الأجهزة المنتشرة فيه، سائلاً الله بأن يجزي القائمين على هذه الوزارة المباركة، خير الجزاء.
ولفت الحاج أحمد يونس من العراق إلى أن المواد الدينية، التي توزعها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، تسهم في تبصير الحجاج لما يشكل عليهم من أمور الدين والدنيا، وتوضح أعمال الحج والعمرة وفق الكتاب والسنة النبوية، سائلاً الله بأن يجزي حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- على ما يوليان من اهتمام بالغ في تطوير الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار.
مكانة دينيةويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي «محسر». ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون. ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد «الخيف»، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال: «شهدت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف»، ومازال قائماً حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ.