وبدأ فضيلة الشيخ الثبيتي الخطبة بالتكبير والتهليل لرب العالمين فقال: الله أكبر كلما صام صائم وأفطر.. الله أكبر كلما أشرق صبح وأسفر.. الله أكبر كلما حج حاج واعتمر.. الله أكبر كلما طلع نبت وأزهر.. الله أكبر كلما أعطى غنياً وأفقر.
وأكمل فضيلته: في حجة الوداع، وفي يوم عرفة العظيم نزلت آية عظيمة هي أكبر نعمة على هذه الأمة بقوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يوم عرفة بواحد وثمانين يوماً، أكمل الله به الدين، فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم صلى الله عليه وسلم، وهو خاتم الأنبياء، فلا حلال إلى ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه.
وقد قال صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
وأضاف: دينٌ كملت أصوله وقواعده وأخلاقه، وبلغت ذروة الكمال، دينٌ أبديٌ عالميٌ ثابتٌ، هو المنهج الأقوم للحياة والأكمل، مهما تغيرت الأزمنة وتعددت العصور، وقد قال صلى الله عليه وسلم (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيرا فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور)
وقال فضيلته: بأن الله رضي للمؤمنين هذا الدين ولا يقبل من الناس غيره، وأن شريعة الإسلام أحكمُ ما تُساسُ به الأُمم، وأصلحُ ما يُقضى به بين الناس.
وتطرق فضيلته إلى حفظ العقول فقال: ديننا يحفظ العقول، ولهذا حرم الخمر والمخدرات وكل ما يؤدي إلى فساد العقل، ويحفظُ الأموال، ولهذا حث على الأمانة وحرم السرقة، ويحفظُ الأنفس، ولهذا حرم قتل النفس بغير الحق، ويحفظُ الصحة، قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وأن ديننا دين العدل مع الغريب والصديق والبعيد، حتى مع العدو، وأنه أيضاً دين القوة والجد والعمل والحزم، ودينٌ يصون العلاقات والأنساب بنظام الزواج والأسرة، ويحفظ الشرف والكرامة، فحمى النسل وصان المرأة.
وذكر فضيلته : أن هذا الإسلام يدعو إلى تآلف القلوب ووحدة الصفوف، وهو دين المحبة والاجتماع والرحمة، ويأتي العيد ليجدد هذه المعاني.
واختتم فضيلته الخطبة عن النسك فقال: وقت ذبح الأضاحي من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من أيام التشريق، ويبدأ التكبير المُقيد بعد الصلوات المكتوبة من فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.