ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد نحو 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، ويعد داخل حدود الحرم، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويرجع المؤرخون تسمية «مِنَى» إلى أنها أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس مِنَى.
وبمِنَى رمى إبراهيم «عليه السلام» الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل «عليه السلام»، وفيه قال «عزّ وجل»: «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ».
أيام التشريق
يقضي الحجاج في مِنَى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه، وكما جاء في القرآن الكريم «وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ»، والمقصود بها «مِنَى» المكان الذي يبيت فيه الحاج ليالي معلومة من ذي الحجة يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده، وسُميت «أيام التشريق» لأن العرب كما قال ابن حجر: كانوا يُشرِّقون لحوم الأضاحي في الشمس، وهو تقطيع اللحم وتقديده ونشره.