قد يظن البعض أن الشهرة تنحصر وتتوقف فقط لدى أصحاب النفوذ الذين يملكون من المال والسلطة ما لا حصر له؛ لأنه من السهل عليهم الظهور والحصول على التفاعل المطلوب في مواقع الـ «سوشيال ميديا»، لكن ما أريد قوله لك إنك مخطئ تمامًا يا عزيزي، ليس مطلوبًا منك أن تولد مشهورًا ولا حتى أن تكون صاحب مال وسلطة؛ لتجد التفاعل الذي تحلم به، أتعلم ما الغريب في الأمر، إنه أيضًا ليس من المطلوب منك أن تكون عالمًا وعبقريًا لتحظى بقبول جمهور غفير، دعني أهمس لك بشيء لطيف، يمكنك من هذه اللحظة أن تصبح مشهورًا، فقط حين تتخذ القرار بذلك، ثم تبحث في نفسك عن بعض مواهبك؛ لأنه لا شخص يولد دون موهبة، كلنا نمتلك ذلك الشيء الذي يميزنا عن غيرنا، ثم وظف ذلك الشيء الذي يميّزك في محتوى رقمي، وهناك طرق لا نهاية لها، وكل ما عليك أنت سوى الاختيار منها، أردت من هذه المقدمة البسيطة أن أحرّك فيك شيئًا من التحفيز، ثم بعد ذلك أخبرك بالكيفية والطريق الأقصر لما تريده بالضبط، ومن المؤكد الآن أن هذا السؤال يتبادر إلى ذهنك وأنت متعطش لمعرفة الجواب، ألا وهو كيف لي أن أصبح مشهورًا عن طريق الـ «سوشيال ميديا»؟ وكيف لي أن أكون صانع محتوى، ولست أملك الخبرة؟ حسنًا يا عزيزي ركّز معي في هذه السطور القادمة، وسأخبرك بالمزيد.
في الحقيقة أن الإجابة عن سؤالك موجودة في كل مكان من مواقع الـ «سوشيال ميديا»، وحتى في واقعنا المُعاش، ولكن ما يمنعك عن التجربة ليس عدم الخبرة، ولا حتى الإمكانيات المحدودة، وإنما هو الخوف والتردد، نعم إنه كذلك، هل توقفت يومًا ما عند محتوى فيديو لشخص ما يصنع فنجانًا من القهوة ثم يشكّل من الرغوة قلبًا أو حرفًا، وفي النهاية يضع بجانب الفنجان قطعة من الشكولاته لتبدو الصورة جميلة وجذابة ثم يكتب على الفيديو *للقهوة طعم آخر حين نشاركها مع مَن نحب* وانتهى الأمر وحصل المحتوى على ملايين المعجبين، وأنت واحد منهم، هل فعل هذا الشخص شيئًا عظيمًا؟ في الحقيقة لا لم يفعل، لكنه صنع محتوى عاديًّا استهدف من خلاله عُشاق القهوة، وأضاف لمسة حب عليها؛ لتكون مؤثرة أكثر، كما أننا نشاهد الآلاف من صُنّاع المحتوى أصبحوا مشاهير فقط بفكرةٍ تم تبنّيها من البداية، ربما كانت تلك الفكرة تقديم النصيحة للناس والتأثير عليهم، أو مشاركة موهبة ما مثل الطبخ أو الغناء، أو محتوى تحفيزي كالرياضة مثلًا أو كتابة بعض الكلمات التي تبث في الآخر طاقة إيجابية أو حتى التعليق على ما يحدث في مختلف أنحاء العالم، أو من خلال استعراض حياتك اليومية، وفي هذا الصدد سأخبركم عن امرأة مشهورة جدًّا في الـ «سوشيال ميديا»، وهي صانعة محتوى بشكل يومي، صحيح أنها مشهورة، ولكنها غير محبوبة، ومعظم التعليقات التي تأتيها سلبية إلا بخلاف مَن تشبّه بها، والسبب ببساطة؛ لأنها تقدم محتوى غير هادف، بل وتافهًا جدًّا ومستفزًا وهذا ما جعله ينتشر.
الفكرة أنك ستصبح مشهورًا لا محالة إن قررت ذلك، سواء بطريقة إيجابية أو سلبية، ولكن ليس هذا مهم بقدر أهمية سبب شهرتك، وهل ستكون محبوبًا لدى جمهورك أو لا؛ لأن صناعة المحتوى أصبحت متاحة للجميع، وبأبسط الوسائل، يمكنك أن تكون معلمًا، ناصحًا، مغنيًا، طباخًا، معلقًا، مستهزئًا، عازفًا، فكاهيًّا، ناقلًا للأخبار، أو حتى ناقلًا لفكرة بصمت، كأن تعبّر عن رسالة ما فقط بدمعة أو ابتسامة أو قُبلة على جبين شخص ما، ودون حتى أن تكتب أو تقول شيئًا، نعم هذه هي صناعة المحتوى، ونصيحتي لك، كلما كنت مؤدبًا وحريصًا على مشاعر الناس، ومحترمًا للأديان والعادات والثقافات، كنتَ الأقرب إلى قلوبهم، وكنتَ المشهور الذي يتلقى الدعم لا المحاربة، فقم باختيار المحتوى الذي يليق بفكرتك، ثم ضع عليه لمسة تميّزك عن غيرك، وكن مشهورًا محبوبًا ونافعًا، ولا تكن مشهورًا منبوذًا وضارًا.
@ahmedalamer_99