أتذكر جيدًا عقب نهاية المباراة، مشهد مؤلم، يتذكره الجميع أيضا ولن ينسوه، مُسنّة لم تتمالك نفسها بجانب ابنها، ذرفت دموع حُزنٍ كانت تمني نفسها أن تستبدلها فرحا، عندما يعلن حينها بقاء فريقها الجداوي بين الكبار، وهو المشهد الذي خشيه كافة الأهلاويين قبل المواجهة الحاسمة عدا رئيس النادي ماجد النفيعي، الذي عاد إلى رئاسة النادي العريق وفاز بالمنصب الرئاسي لأربعة أعوام واعدًا آنذاك الأهلاويين بسنوات قادمة لا تُنسى، وأنه سيبهر العالم بفريقه، وفعلا استطاع تحقيق ذلك.. وعد وأوفى.. حيث لن ينسى العالم والأهلاويين ليلة العاصمة الكئيبة.
بعد سقوط قلعة جدة الشامخة، دروس كثيرة مستفادة، لعل واحدا منها وأهمها الوعود وإطلاقها ومدى قدرة مُطلقها على تحقيقها، الوعد كحدّ السيف إن لم تجرؤ على تحقيقه لا تُطلقه، وعد النفيعي أن يبهر العالم وأسقط الأهلي إلى غياهب الجب، وفي جانب آخر لم يكن بعيدا عن النفيعي.. وعد رئيس الطائي بتغيير بوصلة الدوري وفعل ذلك، هزم الاتحاد وأفقده ثقته، وغيّر البوصلة تماما حتى توج الهلال بلقب الدوري، وفرح أنصاره الذين لا يتوقفون عن الفرح وسط نظرات الاتحاديين والنفيعي رئيس أهلي جدة في دوري الدرجة الأولى.