وكان جوتابايا راجاباكسا (73 عاماً) رئيسا لسريلانكا منذ عام 2019 وهو أحد أفراد عائلة هيمنت على الحياة السياسية في سريلانكا لعقود، منها شقيقه ماهيندا (76 عاماً) الزعيم الكاريزمي للعائلة، والذي شغل رئاسة البلاد لعقد حتى عام 2015.
وفي عهد ماهيندا تحولت سريلانكا إلى دولة مدينة بشكل كبير للصين التي جرى التعاقد معها على ديون ضخمة لتمويل مشاريع بنية تحتية كبرى حامت حولها شبهات الفساد.
رئيس سريلانكا القادم
كان رئيس البرلمان السريلانكى ماهيندا يابا أبيواردانا قد أعلن - في وقت سابق اليوم - أن استقالة راجاباكسا كرئيس للبلاد سارية منذ أمس الخميس، وأنه سيتم دعوة مشرعي البرلمان للاجتماع غدا السبت لبدء عملية اختيار رئيس جديد.
وأوضح أبيواردانا أن الرئيس الجديد الذي سيتم اختياره سيتولى الرئاسة طوال الفترة المتبقية من ولاية راجاباكسا التي تنتهي في عام 2024، متوقعا أن يتم الانتهاء من هذه العملية في غضون 7 أيام.
الفرار
وفر راجاباكسا إلى خارج البلاد، الأربعاء الماضي، وسط المظاهرات المتصاعدة التي كانت تطالب بتنحيه على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، تاركاً إرثاً محملاً بالديون للرئيس والحكومة التي تخلفه.ووصل راجاباكسا إلى سنغافورة أمس الخميس، قادما من جزر المالديف، على متن طائرة عسكرية مع زوجته واثنين من حراسه، بعد أن اقتحم المتظاهرون قصر الرئاسة ومكتبه السبت الماضي.
وأثار نبأ استقالة راجاباكسا، التي أرسلها عبر البريد الإلكتروني إلى رئيس البرلمان قبل تسليمه نسخة ورقية، الابتهاج في مدينة كولومبو الرئيسية، وأطلقت الحشود الألعاب النارية ورقص النماس مرددين الهتافات الاحتجاجية.
حركة الاحتجاجات
واندلعت حركة احتجاجية ضد الأزمة الاقتصادية في سريلانكا منذ أشهر، في ظل أزمة سياسية غير مسبوقة منذ استقلال هذه الجزيرة في العام 1948 والتي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة.
وعانى قطاع السياحة الذي يعد حيويا لاقتصاد الجزيرة، تداعيات الهجمات الجهادية في أبريل 2019 على الكنائس والفنادق (أسفرت عن 279 قتيلاً بينهم 45 أجنبياً)، ثم جائحة فيروس كورونا.
وأدت أكبر تخفيضات ضريبية في تاريخ الجزيرة، منحها جوتابايا عند توليه الرئاسة، إلى إفراغ خزائن الدولة.
ووجدت سريلانكا نفسها بدون عملات أجنبية كافية لاستيراد ما تحتاج إليه من طعام ودواء ووقود.
ويعيش السريلانكيون منذ أشهر في ظل نقص الغذاء والدواء وانقطاع التيار الكهربائي، بسبب نقص الوقود الذي يحد من التنقل الضرورية.