أُصيبت محبوبتي قبل أعوام بالمرض الخبيث (سرطان الثدي)، وبفضل من الله العزيز القوي خلال عام ونصف العام، وبعد العلاج المتعارف عليه بالكيماوي والإشعاع تعافت منه وخمد عن الانتشار للأعوام السبعة التالية، في العام الماضي عاد للنشاط في أماكن أُخرى في جسم محبوبتي، فبدأ يشتد المرض ويظهر تأثير ذلك على جسمها وتصرفاتها، وبالطبع انعكس سلباً على احتياجات العائلة، خصوصاً أنا.
كان عليَّ أن أكون هي في جزء بسيط من مسؤولياتها لعائلتي، وحتى في هذا البسيط تكمن الاستحالة.. فلا أحد لا أحد مهما كان يستطيع أن يكون أمي.
بالأمس دخلت أمي إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية بسيطة على تقدير لا تتجاوز الأطباء ساعتين لاستئصال ورم، فلم يخرج الطبيب إلا بعد أربع ساعات وهو منهك لكنه طمأننا، لكن أمي لم تخرج بل استمرت في غرفة الملاحظة (الإفاقة) لأكثر من ست ساعات، كانت بمثابة الدهر، عصفت الخواطر بعقلي، أرجحت العواطف قلبي بشدة، قلق أفقد جوارحي الاتزان والتركيز، فقط ذكر الله والدعاء يهدئ من نفسي، هدوء أبي لا يعرفه إلا أنا.. فظاهره مختلف تماماً عما بداخله، من عيونه الحزينة أقيس حجم ألمه ومعاناته..
ما كنت أخاف حدوثه.. أنجانا الله عز وجل منه بلطفه وحجبه عنا، فله الحمد وله الشكر والسجود..
أمي.. هذا العيد أتى.. ومعه أخي الغائب عنا لأكثر من أربعة أعوام -الذي لم تره أمي إلا لساعتين فقط ثم دخلت المشفى- وبشارة من الله الرحمن الرحيم بقبوله لإحيائنا سُنة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بإهراق دم أُضحيتنا لهذا العام سيأخذ معه كل شر وبلاء ويُلبسك الله الشافي المعافي ثوب الصحة والعافية.
فضلاً منك وكرماً واستمراراً لعطائك وتضحيتك.. لا تتأخري علينا.. فنحن بانتظارك.
لن أكون متحابية لفرد أو متحيزة لأنثى.. لذلك أقول للكادر الطبي أجمع وبكل العرفان والامتنان: جزاكم الله خيراً.. تتركون عائلاتكم لتسهروا على صحتنا، ونحن ننعم بإجازاتنا.
@nanomomen