DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

زيارة بايدن تأكيد على «مركزية ومكانة» المملكة عالميا

السعودية من أهم «صانعي القرار» الإسلامي والعربي والآسيوي والدولي

زيارة بايدن تأكيد على «مركزية ومكانة» المملكة عالميا
أكد سياسيون عرب وباحثون في العلاقات الدولية، على أن زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة، ولقاء القمة الذي سيعقده مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة عرب، ويتخلله اجتماع مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، إقرار واشنطن بأهمية ومركزية دور السعودية باعتبارها الضامن لاستقرار الشرق الأوسط واحتضانها للدول الخليجية والعربية وحضورها الدولي وفاعليتها، زيادة على أنها تعد من أهم صانعي القرار الإسلامي والعربي والآسيوي والعالمي.
وشددوا في حديثهم لـ«اليوم»، على أهمية الزيارة كونها تأتي في فترة بالغة الدقة والحساسية، ليس لمنطقة الشرق الأوسط فحسب، ولكن على الصعيد الدولي بعد تداعيات الحرب «الروسية – الأوكرانية» على الجانبين السياسي والاقتصادي، إضافة للتصعيد الإيراني بالملف النووي، فضلا عما يمثله تدخل نظام الملالي الإرهابي بشؤون اليمن ولبنان والعراق بهدف تمزيق الوطن العربي، علاوة على إذابة الجمود في عدد من القضايا المهمة مثل القضية الفلسطينية والسلام في الشرق الأوسط.
السياسة الخارجية
من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني: نجحت السياسة الخارجية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في التأكيد على الدور المهم والمؤثر للمملكة في مسار الأحداث الإقليمية والعالمية، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي يزور المملكة في أولى جولاته بمنطقة الشرق الأوسط.
وأشار العناني إلى أن عقد القمة الخليجية الأمريكية في المملكة يعكس مكانة السعودية ودورها المحوري في أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أن القمة ستركز على عدد من القضايا المصيرية بالمنطقة أبرزها التصدي لسلوكيات إيران المُزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وتحييد خطر الميليشيات الإرهابية المدعومة من طهران.
وأوضح العناني أن هناك تطابقا في وجهات النظر بين المملكة والولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا المنطقة، إذ تؤيد أمريكا جهود المملكة في ضرورة التوصل لحل سياسي شامل في اليمن يضمن تحقيق أمن واستقرار البلاد، كما أن هناك تنسيقا بين البلدين في ملف مكافحة التطرف والإرهاب، وأسهم التعاون الثنائي بين البلدين في هذا المجال في دحر التنظيمات الإرهابية وتحييد خطرها على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
أهمية السعودية
زيارة تاريخية
يجزم رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» شارل جبور، أن «الزيارة تشكل إقراراً أمريكيا ولو متأخراً من هذه الإدارة بأهمية الدور السعودي ومركزية هذا الدور على ثلاثة مستويات أساسية، المستوى الأول تشكل السعودية الضامن لمشروع استقراري على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وذلك انطلاقاً من علاقاتها وكونها الحاضنة للدول الخليجية والعربية وانطلاقاً من علاقات الثقة بدورها وبحضورها وفاعليتها».
ويقول: «نجحت من خلال الأمير محمد بن سلمان في بناء شراكات خليجية وعربية وإقليمية، أدت إلى نشوء، بشكل أو بآخر، محور عنوانه الاستقرار على مستوى المنطقة، وأفضت إلى عزل زعزعة الاستقرار ألا وهو المحور الإيراني الذي بات معزولاً ومنكفئاً وفي حالة تراجعية باستمرار، وبالتالي للمرة الأولى تشهد المنطقة نشوء محور بهذا القبيل، ويعود الفضل للمملكة وللأمير محمد بن سلمان، وهذه مصلحة عربية في تثبيت كيانات الدول العربية في مواجهة إيران وسعيها الدائم لزعزعة الاستقرار على مستوى المنطقة».
ويضيف جبور: «ثانياً، يشكل الدور السعودي ضابط إيقاع لكل ما يتعلق بالنفط وأسعار النفط، وبالتالي نجحت المملكة أن تكون الدور الضامن لهذه المادة الحيوية على مستوى العالم من خلال إداراتها الحسنة والحديثة، ثالثاً نجحت السعودية في طرح خطط اقتصادية وشراكات عالمية تحولت من خلالها المملكة ليس فقط دولة إقليمية لا بل إلى دولة بمعايير دولية، فرضت على المجتمع الدولي وأمريكا تحديداً لأن تمد يدها لأنها لو بقيت على موقفها فستكون الخاسر في هذا المجال».
بدوره، يشدد المحلل السياسي يوسف دياب، في تصريح لـ«اليوم»، على أن «زيارة بايدن إلى المملكة ولقاء القمة الذي سيعقده مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة عرب والذي يتخلله لقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يدّل على أنها زيارة تاريخية وغير مسبوقة في المنطقة، وخصوصاً إلى المملكة التي استطاعت في السنوات الأخيرة أن تكرس دور القيادة على مستوى المنطقة، القيادة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وبنتيجة السياسة التي نقلت المملكة من دور الشريك على مستوى القرارات إلى دور الفاعل والقيادي على مستوى صنع القرار الإسلامي والعربي والآسيوي والدولي».
ويقول دياب: «وبالتالي هذه الزيارة لها أهمية ورمزية كبيرة لأن بايدن اختار هذه الزيارة في مرحلة دقيقة جداً خصوصاً أنها تأتي على مفارق استحقاقات على مستوى المنطقة، وتأتي في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا، وفي ظل تعثر المفاوضات الإيرانية ـ الغربية وفي ظل أزمة الغاز والنفط والأزمة الغذائية على مستوى العالم، وبالتالي السعودية قادرة على لعب دور ريادي في حلّ كل هذه المشاكل، لهذا اختار بايدن هذا التوقيت واختار أن تعقد في جدة، في المملكة العربية السعودية، لهذا فإن هذه القمة تشكل مفترق على مستوى صنع القرارات في المنطقة وهي قيّد المراقبة والمتابعة الدقيقة كونها ستحدث تغييرات كبيرة ستظهر نتائجها في الأيام التي ستلي هذه القمة، فالعالم أجمع يراقب ما سيحدث في جدة وما النتائج التي ستخلص إليها هذه الزيارة، كما أن هنالك حديثا عن تشكل قوة إقليمية كبيرة، يتحدث البعض عن ناتو عربي في الشرق الأوسط بقيادة المملكة العربية السعودية».
من جهته، يرى المحلل السياسي والأستاذ الجامعي أحمد الزعبي، أن «زيارة بايدن إلى السعودية في الحسابات الجيواستراتيجية تصب في مصلحة المملكة من زوايا عدة، فبايدن بنى حملته الانتخابية على وعد بجعل السعودية دولة منبوذة، لا بل هو بذل جهودا كبيرة لكي تحصل هذه اللقاءات وهذه القمة، ثانياً أثبتت المملكة أنها اللاعب الأقوى، لا بل المتفرد في مسألة ضبط أسواق النفط العالمية مع ما يعنيه ذلك من قوة دولية، خصوصاً ما إذا عطفنا الأمر على ما بين روسيا وأوكرانيا وأزمة إمدادات فيما خص النفط والغاز».
ويقول: «ثالثاً، يتطلع المراقبون إلى ما سينتج عن هذه القمة من نتائج تعيد تقديم إدارة بايدين كشريك متوازن في المنطقة، وهذا يتحدد بناء على ملفات عدة ضرورية منها وقف التغاضي عن جرائم الحوثي في اليمن، الضغط على إيران بوقف اللعب بالاستقرار الإقليمي، ودعم التطرف الإرهابي، وتحريك عملية السلام بشكل متوازن وحيادي، مسألة النفط والغاز وترسيم الحدود بما يعنيه لبنانياً، كل هذه النقاط ستكون متأثرة بشكل مباشر بنتائج الزيارة، أما فيما يخص الداخل الأمريكي عشية الانتخابات الرئاسية وهي ليست بعيدة يُأمل أن تثمر الزيارة خفضاً في أسعار النفط العالمية وهذا الامر بدأت مؤشراته اليوم بشكل خجول ولكن لا يتم القياس عليه بين ما جرى بالأمس واليوم في أسعار النفط العالمية، بالإضافة إلى إعادة إنعاش الاقتصاد الأمريكي على اعتبار أن المملكة هي لاعب فاعل جداً في الاقتصاد العالمي».
ويختم: «الزيارة تصب في دعم صورة المملكة ومكانتها كلاعب إقليمي ودولي فاعل في الملفات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية».
التصعيد الإيراني
وفي السياق، تقول الباحثة في العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية د. سمية عسلة: يأتي لقاء الرئيس الأمريكي «جو بايدن» مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، في فترة بالغة الدقة والحساسية ليس لمنطقة الشرق الأوسط فحسب، ولكن على الصعيد الدولي، إذ إن هناك تغيرات دولية كبرى بعد تداعيات الحرب «الروسية الأوكرانية» على الجانبين السياسي والاقتصادي، إضافة لظهور مخاطر على الأمن والسلم الدوليين إثر التصعيد الإيراني في الملف النووي، فضلا عما يمثله تدخل نظام الملالي في شؤون دول مثل اليمن ولبنان والعراق وما قد يؤدي إلى تمزيق للوطن العربي، فضلا عن الجمود في عدد من القضايا المهمة مثل القضية الفلسطينية والسلام في الشرق الأوسط.
وأشارت عسلة إلى أن العلاقات بين الرياض وواشنطن تتسم بالمتانة والعمق في كافة المجالات، خصوصا السياسية والاقتصادية، لافتة إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي ومسؤولي البيت الأبيض قبل الزيارة تؤكد حرص الإدارة الأمريكية على تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع المملكة، كما تؤكد أيضا تقدير المسؤولين الأمريكيين لدور المملكة الريادي بالمنطقة، مشددة على أن واشنطن حريصة على التعاون مع الرياض لمواجهة التحديات المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأعربت عسلة عن تطلعها لتحقيق نتائج إيجابية للقمة الخليجية الأمريكية بمشاركة «مصر والأردن والعراق» لدعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
قمة جدة
من جهته، قال الباحث في الشؤون العربية محمد شعت: تتصدر القمة الخليجية الأمريكية في جدة، عدد من المحاور المهمة، منها ما يتعلق بالشأن العربي ويعول فيها الرئيس الأمريكي على دور وثقل المملكة في المنطقة، ما يمكنها من لعب دور مؤثر في هذه القضايا، ومنها القضية الفلسطينية ودعم حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإدانة إرهاب ميليشيا الحوثي المدعومة من اليمن ووقف مؤامرة الملالي لتقسيم البلاد، والترحيب بالحل السلمي، أيضا يبرز ملف دعم العراق وأمنه، واستقرار لبنان واستقلال قراره السياسي.
وعلى الصعيد الإقليمي يرى شعت أن واشنطن تعول بشكل كبير على دور المملكة في ردع الأطماع الإيرانية في المنطقة، لافتا إلى أن القمة ستتطرق إلى التأكيد على منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة ودعوة إيران إلى العودة لالتزاماتها النووية.
وفيما يتعلق بالقضايا الدولية يؤكد الباحث محمد شعت أن الحرب «الروسية - الأوكرانية» ستفرض نفسها بقوة، خصوصا في ظل الموقف الواضح من الرياض وواشنطن والدول المشاركة في القمة على ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، إضافة لدعم جهود الوساطة وتشجيع حل الأزمة سياسيًا من خلال المفاوضات.