بعيدا عن المقارنة بين المدن الشرقية والشمالية في مملكتنا، ولكن بكل سهولة تجد جذور الأصالة بأنواعها واضحة في الشمال، وذلك بسبب التمسك ببعض العادات والتقاليد المتوارثة والتداخل العرقي الذي عزز من قوة التلاحم بين أفراد المجتمع. القبول بحذر، يعتبر سلوكا ذكيا بين المداراة والمراعاة والذي لاحظته بشكل عام في المجتمع الشمالي. فهم يدارون ثقافتهم وقيمهم الخاصة عن طريق مراعاتهم ووعيهم بالثقافات الدخيلة، والتي من شأنها أن تؤثر مستقبلا على بعض أفراد المجتمع إما سلبا أو إيجابا. لذلك فإن القبول بحذر في الانتقاء يعتبر سلوكا صريحا يوضح قوة الهوية الشمالية خاصة وتمسكها بالأصالة وكذلك، مهما اختلفت الطبقات ومهما تنوعت المناسبات إلا أن البساطة تكاد تكون قيمة أخلاقية منبعها تواضع الكبير لرفع شأن الصغير. وما هذا إلا دليل على الوعي التربوي الذي يهدف إليه أفراده كطريقة لترسيخ جزء من القيم والفضائل التي يسمو بها الفرد بجماعته. وبشكل عام ومن وجهة نظري الشخصية، فإن بعض المفاهيم التربوية في المجتمع الشمالي قائمة على بعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي تدعو الكبير والصغير إلى المشاركة والممارسة للتعلم مع ومن الجماعة.
الهدوء وحسن التنظيم والاهتمام في الشوارع وبعض المرفقات العامة، تعتبر من الأمور اللافتة للانتباه وما ذلك إلا دليل على حرص واجتهاد أمانة المنطقة لتحقيق الأمن والأمان برؤية حضارية جاذبة. وتفعيل الأنظمة المختلفة بشكل عام لتحفيز الأفراد على الالتزام، دليل على الوعي الذي يرتقي به الأفراد والمجتمعات. فملامح العمران الحضاري الذي يواكب رؤية البلاد، يتمثل في الاهتمام بالمنتزهات العامة والاجتهاد في نظافتها وزينتها.
وأخيرا، فإن الانطلاقة الجمالية تبدأ من مطار عرعر الذي يعطي الزائر الانطباع الحسن والتنظيم المتمدن الذي يجعلنا نتطلع إلى جعل مدينة عرعر وجهة سياحية محلية وعالمية. ليتمكن المواطن فيها من الاعتزاز بأصالته وعرض ثقافته معرفيا وعلميا للزائر والمقيم، وبذلك تنطلق السياحة في الشمال من مدينة عرعر الأصل.