DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المفاوضات النووية إلى مفترق طرق.. ومطلوب خطة أمريكية جديدة

واشنطن تخشى حدوث مواجهة عسكرية تتسبب في اندلاع حريق إقليمي

المفاوضات النووية إلى مفترق طرق.. ومطلوب خطة أمريكية جديدة
المفاوضات النووية إلى مفترق طرق.. ومطلوب خطة أمريكية جديدة
إيران على بعد أسابيع قليلة من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة نووية (رويترز)
المفاوضات النووية إلى مفترق طرق.. ومطلوب خطة أمريكية جديدة
إيران على بعد أسابيع قليلة من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة نووية (رويترز)
قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية إن المفاوضات النووية مع إيران وصلت إلى مفترق طرق، موضحة أن الولايات المتحدة بحاجة إلى خطة جديدة في التعامل مع طهران.
وبحسب مقال لـ «ارييل إي ليفيت»، انتهت الجولة الأخيرة من العملية المتقطعة لإعادة خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، المعروفة باسم الاتفاقية النووية لعام 2015 مع إيران، بالفشل الذريع.
وأضاف: أصدر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، هذا الأسبوع، أخطر بيان له حتى الآن بشأن الوضع النووي الإيراني.
وأردف يقول: لم يحذر غروسي من تطورات البرنامج نفسه فحسب؛ بل دق ناقوس الخطر أيضا بشأن آثاره غير المباشرة، قائلا إن استمرار عدم إحراز تقدم في المفاوضات قد يؤثر على قرارات الدول الأخرى، حيث يمكن أن يبدأ جيران إيران في الخوف من الأسوأ والتخطيط وفقا لذلك. ومضى يقول: ذكر غروسي العالم بأن القادة السياسيين قد صرحوا في بعض الأحيان صراحة بأنهم سيسعون بنشاط لامتلاك أسلحة نووية إذا كانت إيران ستشكل تهديدا نوويا.
واستطرد: هذا يستدعي إعادة النظر فيما يمكن فعله بشكل واقعي حيال ذلك.
إدارة بايدن
وتابع: وصلت إدارة بايدن إلى السلطة بينما تتقدم إيران بشكل كبير في برنامج التخصيب النووي الخاص بها، وتتحدى بشكل منهجي طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للوصول وتفسيرات الأفعال السيئة الماضية.
وأردف: الأسوأ من ذلك، ورث بايدن أيضا إيران التي تزداد ثقة في قدرتها على تحمل العقوبات مع تعزيز قوتها الصاروخية بعيدة المدى وسلوكها الإقليمي الخبيث دائما.
ومضى يقول: لأنها منشغلة في مكان آخر، وخائفة من احتمال حدوث مواجهة عسكرية تتسبب في اندلاع حريق إقليمي، وتفتقر إلى النفوذ الدبلوماسي الكبير على إيران، اختارت الإدارة نهج المسار المزدوج.
وأشار إلى أن هذا النهج يهدف إلى إعادة الولايات المتحدة وإيران بسرعة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة أولا، مع السعي أيضا إلى اتفاق متابعة «أقوى وأطول» لمعالجة الصواريخ والقضايا الإقليمية التي لم يتم تناولها في الاتفاقية الأصلية.
نهج تصالحي
وتابع: اختارت إدارة بايدن نهجا أكثر تصالحية لإغراء إيران بالعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضاف: كررت إلى ما لا نهاية حرصها على العودة إلى الصفقة وأظهرت قدرة رائعة على غض الطرف عن تهرب إيران من العقوبات الجسيمة، بتواطؤ مع كيانات صينية أو عبر الإيذاء الإقليمي، ما سمح لإيران بتقويض نظام العقوبات الأمريكي تدريجيا.
واستطرد: فشل الإدارة في الإصرار على أنه يجب على إيران الحد من التقدم النووي خلال المفاوضات. حتى إن الإدارة خلقت توقعا في غير محله في إيران بأنها ستدرس إزالة الحرس الثوري الإيراني، من العقوبات النووية غير ذات الصلة، وهو الانطباع الذي اختارت عدم تصحيحه حتى وقت قريب جدا.
وأضاف: لعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن إدارة بايدن فشلت حتى الآن في الاستجابة للتحذيرات التي أطلقتها هي نفسها مرارا وتكرارا خلال العام الماضي، بأن الوقت ينفد أمام محاولة العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، ما كان يعني ضمنيا أن واشنطن ستنسحب من المفاوضات إذا ثبت أن تصرفات إيران مراوغة.
وتابع: ليس من المستغرب بالنسبة لأي شخص مطلع على المفاوضات مع الدبلوماسيين الإيرانيين المخضرمين، أن ما يقرب من 18 شهرا من المفاوضات غير المثمرة لم تسفر عن أي اتفاق، ما سمح للوضع السيئ بالتدهور أكثر.
ومضى يقول: بشكل أساسي، فإن إيران على بعد أسابيع قليلة من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة نووية واحدة.
وأردف: كما تواصل طهران جهود تطوير صواريخ وطائرات دون طيار بشكل جاد، ويستمر سلوكها الحازم والمزعزع للاستقرار بلا هوادة في المنطقة وخارجها، ولا يزال التوصل إلى اتفاق أطول وأقوى لمعالجة كل هذه القضايا بعيد المنال.
الاعتراف بالحقائق
وأكد الكاتب على أنه يجب البدء بالتفكير الجاد في الخيارات المطروحة بالاعتراف ببعض الحقائق الواقعية إلى حد ما.
ومضى يقول: أولى الحقائق هي أن إيران اقتربت بالفعل بشكل خطير من العتبة النووية، الأمر الذي قد يغريها أيضا بالسير مسافة إضافية.
وتابع: الحقيقة الثانية تتمثل في أنه لم يعد الحصول على جميع المزايا الأصلية لخطة العمل الشاملة المشتركة أو حتى معظمها في فحص البرنامج النووي الإيراني أمرا ممكنا، لقد تقدم التخصيب الإيراني بالفعل إلى الأمام بعيدا جدا بحيث لا يمكن التراجع عنه بشكل فعال، في حين أن أحد بنود الآجال الخاصة بالتزامات إيران بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة قد انقضى بالفعل، وسوف تحذو حذوها بنود مهمة أخرى في وقت قريب.
واستطرد: ثالث الحقائق هي أن كل الإجراءات الدبلوماسية والقسرية التي اتخذتها الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهما فرضت ثمنا باهظا على إيران، لكنها فشلت حتى الآن في إقناع القيادة بالتخلي عن مساعيها النووية.
وأضاف: الحقيقة الرابعة هي أنه رغم كل التقدم الذي أحرزته إيران في تكديس تكنولوجيا التخصيب المتقدمة ومخزونات المواد الانشطارية، قاوم المرشد الأعلى حتى الآن كل الضغوط، ما جعل طهران على بعد عدة أشهر من تحقيق اختراق نووي.
وأضاف: خامسا، أثبت مستوى اختراق الاستخبارات الخارجية للأنشطة النووية الإيرانية، إلى جانب قدرات المراقبة المتبقية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فعاليته حتى الآن في ردع القيادة الإيرانية عن سيناريوهات «التسلل» و«الاختراق» لحيازة الأسلحة النووية.
تجنب المواجهة
وتابع: أخيرا، رغم أن الجميع يفضلون تجنب مواجهة عسكرية محفوفة بالمخاطر، لا يمكن لإيران أن تستبعد تماما احتمال أن التصميم الراسخ لإسرائيل والولايات المتحدة، وبدرجة أقل «الاتحاد الأوروبي» لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية قد يؤدي في النهاية إلى توجيه ضربة عسكرية.
ومضى يقول: مثل هذا الهجوم لن يترك فقط ندوبا شديدة على إيران، بل قد يؤدي أيضا إلى إضعاف الأسس الضعيفة بالفعل لنظامها الإسلامي الذي لا يحظى بشعبية كبيرة.
وأردف: في ظل هذه الظروف، يتطلب إحراز تقدم إستراتيجية أمريكية جديدة تجاه إيران. يجب أن تستخدم واشنطن مزيجا مبتكرا من الدبلوماسية والتدابير الفرعية، والجمع بين الجزرة والإكراه والردع.
وأضاف: يجب أن تكون التحركات مصحوبة بوضعية ردع، وإخطار إيران بأن أي تصعيد إضافي في برنامج التخصيب أو جهود التسليح لن يؤدي فقط إلى تحرك في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاستعادة جميع عقوبات ما قبل عام 2015، ولكنها ستفتح أيضا الطريق أمام تطبيق المزيد من التدابير القسرية.