DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تنظيم الأدوار الأسرية.. أهم عوامل تحقيق الاستقرار ونجاح الحياة الزوجية

يتطلب معايير وبناء معرفيا وسلوكيا يضبط إيقاع التفاعلات بين الأفراد

تنظيم الأدوار الأسرية.. أهم عوامل تحقيق الاستقرار ونجاح الحياة الزوجية
الدور الأسريوقال الأخصائي النفسي ناصر الراشد: تكوين أسرة جديدة يتطلب معرفة الدور المتوقع والمطلوب من طرفي العلاقة الزوجية، ولأن الكثير من الأزواج يعتمدون على الخبرة في نمطهم الزواجي وليس على الاختيار الواعي، وقد تكون هذه الخبرات ضعيفة لا تتجاوز بعض الأمور الأولية حسب بعض المعايير الاجتماعية التي أصبحت جزءا من الذاكرة السيكولوجية والاجتماعية التي قد لا تستوعب تحولات الحياة الاجتماعية، لذلك تحتاج المجتمعات إلى جهد اجتماعي مستمر ليكتسب الجيل مستوى سلوكيا وأخلاقيا يحقق ممارسة أفضل، ونموذجا معرفيا لفهم أكثر عمقا، وتوجها ذهنيا يحقق نتائج ومواقف تحمي استقرار الأسرة وتشبع حاجات أفرادها.
الاضطراب والتحول وأوضح الفارق بين اضطراب الأدوار الزوجية، والتحول أو التبادل الذي يطرأ على صورتها النمطية بسبب المتغيرات الطبيعية التي تمر بها المجتمعات الإنسانية، فقال: التحول سنة كونية واجتماعية عندما يتم الاستعداد لها بقيم ومعايير مجتمعية واعية يكون انعكاسها إيجابيا، وتسهم في تيسير عملية التواصل والتفاعل الأسري، بينما اضطراب الأدوار يكون ناتجا عن تباين في المعايير، وربما اضطراب في التكوين النفسي والمعرفي لأحد الزوجين أو كليهما، فالشخصية الاعتمادية مثلا قد تسبب للأسرة أزمة واضطرابا في الأدوار، وكذلك الشخصية المتسلطة وغيرها من أنماط الشخصية غير السوية، وكذلك بعض الخبرات التي يأتي بها أحد الأزواج من أسرة المنشأ أو الأسرة الأصلية التي تعيش بمعايير مختلفة عن أسرة الزوج الآخر، فالزوجة التي اعتادت أن ترى التعاون من والدها والإسهام في أعمال الخدمة المنزلية تتكون لديها خبرة تجعلها تتوقع أن يتكرر النموذج نفسه مع زوجها، بينما الزوج له معايير أخرى في مسألة الخدمة المنزلية، وهنا يحدث التباين وعدم التوافق، ما يؤدي إلى اضطراب العلاقة.
خبرات إنسانيةوتابع: الأدوار الزوجية مكتسبة، وهي نوع من الخبرات الإنسانية السلوكية المستمدة من المعايير والأعراف والأديان والثقافة المحلية، وهي قابلة للتحول والتبدل من وقت إلى آخر حسب المعايير والثقافة المجتمعية، ولعل أحد الشواهد الأكثر وضوحا هو اتساع مساحة حضور المرأة في الحراك المجتمعي الذي يتطلب ترسيخ مفاهيم ثقافية مجتمعية جديدة تسهم في إنتاج نمط جديد من الأدوار الزواجية يتناسب مع التطور والنمو في الموقف الأسري، ومن أبرز التحولات الدور الاقتصادي للمرأة، إذ تشير الدراسات إلى أن المرأة أصبحت تشارك بشكل فعال في اقتصاد الأسرة، وأقل نسبة سجلت في مجتمع الدراسة أن 30 % من الأسر تشارك المرأة في اقتصادها.
التدافع الإيجابي واستكمل حديثه قائلا: تتطلب العلاقة الزوجية التكامل والتغاير في الأدوار الزوجية، وهو نوع من التدافع الإيجابي في أصغر تكوين اجتماعي، وإدراك الزوجين هذا الموضوع المهم في تحمل مسؤولياتهما الزوجية يسهم في اختفاء أحد العوامل التي تؤدي إلى تكدر العلاقة الزوجية، والمساواة المطلوبة هنا في الجهد وليس في النوع، وهي مساواة معنوية أكثر من كونها تشابها في الأدوار، فالتغاير مطلب أساسي في دينامية الجماعة، ويشير موقع حقائق حول الزواج إلى أن 87 % من الزوجات اللائي يساعدهن أزواجهن في الأعمال المنزلية لديهن مستوى أعلى من الرضا عن العلاقة الزوجية من غيرهن، وينعكس هذا الرضا على مستوى سلوك الحب وتفاعلهن الزواجي، كما أنه كلما تساوى مستوى الجهد بين الزوجين في أداء الأدوار الزوجية، تحسنت فرص تواصلهما أكثر، وكان بينهما مشتركات تسهم في ترسيخ العلاقة، هذا النموذج من العلاقة الزوجية يعرف بنمط الاعتماد المتبادل، ويعده الخبراء مناسبا للتحولات المجتمعية التي تتطلب إعادة النظر في توزيع الجهد في المهام الأسرية.
أهمية التصنيف كما أوضح أن مفهوم السلوك المفيد موجود في دراسات وأبحاث علماء الاجتماع الأسري بشكل أساسي وواسع، إذ أكدوا أهمية هذا التصنيف في تنظيم العلاقات الزوجية وتيسير تفاعلاتها والحفاظ على استقرارها، وبدوره أسهم هذا التصنيف في إيجاد تعميمات ثقافية حديثة في المجتمعات الإنسانية وسلوك زواجي نحو التخصص في أداء الأدوار العائلية، ما أسهم في وجود أنظمة الدعم التي تلبي احتياجات العائلة، وتحقق مستوى مناسبا جدا من الرضا لأفرادها.
ثقافة مجتمعيةوأشار إلى أن التوجه نحو التخصص في الأدوار العائلية ترافقه ثقافة مجتمعية لتوقع الدور بما يتناسب مع الطبيعة الفسيولوجية والتكوين النفسي والاجتماعي لكل من المرأة والرجل، وشكلت هذه الفروقات النسبية بين المرأة والرجل مثيرات طبيعية أسهمت في تعميم الأدوار وتفضيلها، كما أن هذا التفضيل وجهت إليه الأديان التي هي في الأساس تلامس الطبيعة البشرية، وأوضح أن الوضع أو المكانة لكلا الزوجين في الأسرة لا ينفصل عن الدور، وهو يعد نظام دعم وحماية متكاملا للأسرة، وهذا الدور إشارة إلى الفعل السلوكي المتوقع والمطلوب من هذه المكانة، فالزوجان لديهما قائمة من الواجبات المعيارية والمتوقعة من الطرف الآخر، ويتطلب القيام بها تحديد مواقع الأدوار، ويجب ألا تتحول المكانة في الدور إلى شعور بالفوقية والتفوق لتتحول في النهاية إلى مصدر للكدر والصراع في العلاقة الزوجية، أو مصادرة الرأي أو تحقيق امتياز محدد على حساب العلاقة الأسرية، لذلك فالموقع يتطلب مجموعة من السمات النفسية، وهي: يقظة الضمير والعدل والإنصاف والرحمة والضبط الانفعالي.والسمات الاجتماعية، وهي: القدرة على التواصل، والانفتاح على الخبرة، بمعنى إعطاء الحق في التعبير والاستفادة من خبرات الطرف الآخر، وعدم التعامل مع العائلة والزوجة بالتحديد كزعيم أو رجل فكرة، بل على أساس المعاشرة بالمعروف، ويمكن افتراض أحد المعاني لمفهوم القوامة كأداة ضبط إيجابية في العلاقة الزوجية، فهي لا تعني التعسف في استخدام حق لسلب حق أو إيقاع أي نوع من أنواع الظلم، لأن القوامة ذات بعد معنوي لكل ما يوحي بالأمان والحب والعشرة بالمعروف، أي السلوك الاجتماعي السوي الذي يوفر المناخ السيكولوجي الذي تنمو فيه المرأة وتزدهر شخصيتها.
الدراسات تربط مستوى الرضا عن العلاقة الزوجية بمدى أداء كل فرد دوره
التنظيم هو نوع من الخبرات الإنسانية السلوكية المستمدة من الأعراف والأديان
المساواة المطلوبة معنوية تتركز في توزيع الجهد ولا تتعلق بتشابه الأدوار
تنظيم الأدوار بين أفراد الأسرة جزء مهم وأساسي في بناء التنظيم الأسري، ومع تقدم ونمو التراث المعرفي وتعقد المتغيرات المؤثرة في دينامية العلاقات الأسرية، من الطبيعي أن تظهر رؤى فردية واجتماعية تطالب بإعادة تحليل التفاعلات الأسرية، وإيجاد معايير وبناء معرفي وسلوكي يسهم في ضبط إيقاع التفاعلات الأسرية واستقرارها، ونظرا لأهمية هذا التنظيم الأسري نجد أصحاب الاختصاص في مجال علم الاجتماع وعلم النفس الأسري يعطون أهمية كبيرة للأدوار الأسرية، إلى الحد الذي وصل فيه بعض الدراسات إلى إمكانية التنبؤ بمستوى الرضا عن العلاقة الزوجية من خلال معرفتنا بمدى أداء كل فرد من أفراد الأسرة الدور المتوقع حسب المعايير المجتمعية والقيم الدينية.