خبرات إنسانيةوتابع: الأدوار الزوجية مكتسبة، وهي نوع من الخبرات الإنسانية السلوكية المستمدة من المعايير والأعراف والأديان والثقافة المحلية، وهي قابلة للتحول والتبدل من وقت إلى آخر حسب المعايير والثقافة المجتمعية، ولعل أحد الشواهد الأكثر وضوحا هو اتساع مساحة حضور المرأة في الحراك المجتمعي الذي يتطلب ترسيخ مفاهيم ثقافية مجتمعية جديدة تسهم في إنتاج نمط جديد من الأدوار الزواجية يتناسب مع التطور والنمو في الموقف الأسري، ومن أبرز التحولات الدور الاقتصادي للمرأة، إذ تشير الدراسات إلى أن المرأة أصبحت تشارك بشكل فعال في اقتصاد الأسرة، وأقل نسبة سجلت في مجتمع الدراسة أن 30 % من الأسر تشارك المرأة في اقتصادها.
التدافع الإيجابي واستكمل حديثه قائلا: تتطلب العلاقة الزوجية التكامل والتغاير في الأدوار الزوجية، وهو نوع من التدافع الإيجابي في أصغر تكوين اجتماعي، وإدراك الزوجين هذا الموضوع المهم في تحمل مسؤولياتهما الزوجية يسهم في اختفاء أحد العوامل التي تؤدي إلى تكدر العلاقة الزوجية، والمساواة المطلوبة هنا في الجهد وليس في النوع، وهي مساواة معنوية أكثر من كونها تشابها في الأدوار، فالتغاير مطلب أساسي في دينامية الجماعة، ويشير موقع حقائق حول الزواج إلى أن 87 % من الزوجات اللائي يساعدهن أزواجهن في الأعمال المنزلية لديهن مستوى أعلى من الرضا عن العلاقة الزوجية من غيرهن، وينعكس هذا الرضا على مستوى سلوك الحب وتفاعلهن الزواجي، كما أنه كلما تساوى مستوى الجهد بين الزوجين في أداء الأدوار الزوجية، تحسنت فرص تواصلهما أكثر، وكان بينهما مشتركات تسهم في ترسيخ العلاقة، هذا النموذج من العلاقة الزوجية يعرف بنمط الاعتماد المتبادل، ويعده الخبراء مناسبا للتحولات المجتمعية التي تتطلب إعادة النظر في توزيع الجهد في المهام الأسرية.
أهمية التصنيف كما أوضح أن مفهوم السلوك المفيد موجود في دراسات وأبحاث علماء الاجتماع الأسري بشكل أساسي وواسع، إذ أكدوا أهمية هذا التصنيف في تنظيم العلاقات الزوجية وتيسير تفاعلاتها والحفاظ على استقرارها، وبدوره أسهم هذا التصنيف في إيجاد تعميمات ثقافية حديثة في المجتمعات الإنسانية وسلوك زواجي نحو التخصص في أداء الأدوار العائلية، ما أسهم في وجود أنظمة الدعم التي تلبي احتياجات العائلة، وتحقق مستوى مناسبا جدا من الرضا لأفرادها.
ثقافة مجتمعيةوأشار إلى أن التوجه نحو التخصص في الأدوار العائلية ترافقه ثقافة مجتمعية لتوقع الدور بما يتناسب مع الطبيعة الفسيولوجية والتكوين النفسي والاجتماعي لكل من المرأة والرجل، وشكلت هذه الفروقات النسبية بين المرأة والرجل مثيرات طبيعية أسهمت في تعميم الأدوار وتفضيلها، كما أن هذا التفضيل وجهت إليه الأديان التي هي في الأساس تلامس الطبيعة البشرية، وأوضح أن الوضع أو المكانة لكلا الزوجين في الأسرة لا ينفصل عن الدور، وهو يعد نظام دعم وحماية متكاملا للأسرة، وهذا الدور إشارة إلى الفعل السلوكي المتوقع والمطلوب من هذه المكانة، فالزوجان لديهما قائمة من الواجبات المعيارية والمتوقعة من الطرف الآخر، ويتطلب القيام بها تحديد مواقع الأدوار، ويجب ألا تتحول المكانة في الدور إلى شعور بالفوقية والتفوق لتتحول في النهاية إلى مصدر للكدر والصراع في العلاقة الزوجية، أو مصادرة الرأي أو تحقيق امتياز محدد على حساب العلاقة الأسرية، لذلك فالموقع يتطلب مجموعة من السمات النفسية، وهي: يقظة الضمير والعدل والإنصاف والرحمة والضبط الانفعالي.والسمات الاجتماعية، وهي: القدرة على التواصل، والانفتاح على الخبرة، بمعنى إعطاء الحق في التعبير والاستفادة من خبرات الطرف الآخر، وعدم التعامل مع العائلة والزوجة بالتحديد كزعيم أو رجل فكرة، بل على أساس المعاشرة بالمعروف، ويمكن افتراض أحد المعاني لمفهوم القوامة كأداة ضبط إيجابية في العلاقة الزوجية، فهي لا تعني التعسف في استخدام حق لسلب حق أو إيقاع أي نوع من أنواع الظلم، لأن القوامة ذات بعد معنوي لكل ما يوحي بالأمان والحب والعشرة بالمعروف، أي السلوك الاجتماعي السوي الذي يوفر المناخ السيكولوجي الذي تنمو فيه المرأة وتزدهر شخصيتها.
الدراسات تربط مستوى الرضا عن العلاقة الزوجية بمدى أداء كل فرد دوره
التنظيم هو نوع من الخبرات الإنسانية السلوكية المستمدة من الأعراف والأديان
المساواة المطلوبة معنوية تتركز في توزيع الجهد ولا تتعلق بتشابه الأدوار
تنظيم الأدوار بين أفراد الأسرة جزء مهم وأساسي في بناء التنظيم الأسري، ومع تقدم ونمو التراث المعرفي وتعقد المتغيرات المؤثرة في دينامية العلاقات الأسرية، من الطبيعي أن تظهر رؤى فردية واجتماعية تطالب بإعادة تحليل التفاعلات الأسرية، وإيجاد معايير وبناء معرفي وسلوكي يسهم في ضبط إيقاع التفاعلات الأسرية واستقرارها، ونظرا لأهمية هذا التنظيم الأسري نجد أصحاب الاختصاص في مجال علم الاجتماع وعلم النفس الأسري يعطون أهمية كبيرة للأدوار الأسرية، إلى الحد الذي وصل فيه بعض الدراسات إلى إمكانية التنبؤ بمستوى الرضا عن العلاقة الزوجية من خلال معرفتنا بمدى أداء كل فرد من أفراد الأسرة الدور المتوقع حسب المعايير المجتمعية والقيم الدينية.