هناك بعض التصرفات لا يقبلها البعض على أنفسهم ويرون فيها إهانة لكرامتهم وعزة أنفسهم وتجاوزا يفوق المقبول أو الممكن وفق ما يؤمنون به أو يعيشونه في حياتهم ويرون صوابه.
بينما البعض ووفق سلوكهم وتربيتهم وثقافتهم يقبلون ما يرى غيرهم أنه غير مقبول فثقافة الاختلاف موجودة وحاضرة ومقبولة فأنت كبشر تحكمك قناعتك وما تؤمن به وما ترى نفسك راضية عنه.
الذين يؤمنون بمبادئهم لا يمكنهم التجاوز أو التمرير أو التغافل هنا يجزمون أنه أمر أساسي بحياتهم، فالقيمة التي تحملها في فكرك وتصرفاتك هي القيمة التي تبقى لك أمام الآخرين وتحاسب عليها وتشكل الصورة التي تظهر بها ويراك الناس عليها، فما تراه أنت صعبا يراه غيرك ممكنا وبسيطا ومتحققا وهذا الاختلاف تحدده شخصية الأفراد وطريقة توافقهم مع ما يعيشونه من مواقف وأحداث.
الحياة ببابها الواسع الكبير وتجاربها المتعددة ومواقفها المختلفة تمنحنا دروسا تجعلنا نتعلم وندرك لتتشكل في النهاية قرارات حياتنا التي نكون مسؤولين عنها ونتحملها بكل شجاعة.
تبقى تعيش حياتك لا تقبل على نفسك ما ترى أنه يهينها أو يقلل منها أو يسيء لها أو يدنو بها للسوء لأنك تراها عزيزة كريمة عالية المكانة لا تقبل المهانة ولا الضيم.
بينما في نظر البعض كل شيء وله خصوصية وطريقة وتعامل تحدده الحالة والمكان والزمان والمناسبة والحاجة والرغبة.
والحياة مدرسة كبيرة يحدث لك بها في كل يوم مواقف تعلمك وتقابل بشرا مختلفين وقلوبا يحمل بعضها لك الود والبعض الآخر يبغضك ولكنك تدرك بيقينك أنك تستفيد وتتعلم وتتطور لتعرف ما تريده وما تتقبله وما ترفضه وما يرضي طموحك وما يتناقض مع ما ترغبه، وما تراه ملحا وضروريا لك وما لا يتناسب معك أو ما تسعى له أو تتقبله نفسك.
فالخلاصة أنك وفق ما تؤمن به ستجد نفسك تذهب إليه وتتقبله وتعيشه، وبينما ستجدها تنفر من كل ما تراه لا يناسبها ولا يتوافق معها فأنت لست مجرد جسد فقط بل توافق الجسد مع الروح والفكر والقلب والعقل والشعور.
samialjasim1