وقال جوتيريش إن نصف الإنسانية في منطقة الخطر، من الفيضانات، والتصحر، العواصف والحرائق جراء الأزمة المناخية والاحتباس الحراري.
وأضاف: "لن تكون هناك دولة بمنأى عن الكارثة، مشيرا إلى ضرورة التحرك الجماعي في مواجهة الطاقة الأحفورية".
وسجّلت البرتغال أكثر من ألف وفاة بسبب موجة الحر الحالية، وقالت كبيرة مسؤولي الصحة جراسا فريتاس: "البرتغال من بين إحدى مناطق العالم التي يمكن أن تكون أكثر تأثراً بالحرارة الشديدة".
ويواصل أكثر من 1400 من عناصر الإطفاء جهود إخماد الحرائق في وسط وشمال البلاد منذ صباح الثلاثاء. وأعنف تلك الحرائق حريقان في أقصى شمال البلاد. وتم تعبئة نحو 700 عنصر إطفاء لإخماد أحدهما بعد إجلاء 300 شخص.
وأشارت فريتاس إلى ضرورة الاستعداد لموجات أكثر حرارة ومواجهة آثار تغير المناخ، مؤكدة أن درجات الحرارة رغم انخفاضها إلا أنها ما زالت فوق المعدلات العادية في مثل هذا الوقت من السنة، بينما حذر المعهد البرتغالي للأرصاد الجوية من خطر حرائق الغابات الذي ما زال مرتفعا في معظم أنحاء البلاد.
وتجاوزت درجات الحرارة في المناطق التي يضربها الجفاف في البرتغال 40 درجة مئوية الأسبوع الماضي.
تعليق القطارت
وقالت وزارة الصحة الإسبانية إن ما لا يقل عن 510 أشخاص لقوا حتفهم نتيجة ارتفاع الحرارة في البلاد بين 10 و18 يوليو، موضحة تسجيل 273 حالة وفاة من بين تلك الوفيات يوم الجمعة.وانتهت الموجة الحارة التي بدأت الأسبوع الماضي رسميًا يوم الإثنين، لكن الوضع في جاليسيا وإكستريمادورا وكاستيلا إي ليون، لم يتحسن.
وتسببت الحرائق في تعليق القطارات بين مدريد وجاليسيا بسبب شراسة النيران في مقاطعتي زامورا وأورينس.
وبحسب البيانات التي قدمتها المناطق، فقد تسببت الحرائق في احتراق أكثر من 30 ألف هكتار ومغادرة آلاف الأشخاص منازلهم.
أما فرق الإطفاء في فرنسا فقد واصلت جهودها للسيطرة على حريقين كبيرين اندلعا في إقليم جيروند (جنوب غربي البلاد)، وأديا حتى الآن إلى تدمير 9 آلاف هكتار وإجلاء 12 ألف شخص، وذلك في سياق موجة حر يمكن أن تصل إلى 40 درجة مئوية محليا، وفقا للأرصاد الجوية الفرنسية.
حرائق غير مسبوقة
وتجاوزت الحرارة في المملكة المتحدة الأربعين درجة مئوية يوم الثلاثاء للمرة الأولى في تاريخ البلاد، مسجلة 40.2 درجة في مطار هيثرو وفق وكالة الأرصاد الوطنية.وكانت فرق الإطفاء في لندن أعلنت، وقوع حادث كبير فيما كان رجال الإطفاء يحاولون إخماد حرائق اندلعت في أنحاء العاصمة البريطانية خلال موجة حر حطمت الرقم القياسي.
كذلك، كان حوالي 100 إطفائي يحاولون بعد ظهر الثلاثاء السيطرة على حريق اندلع في بلدة في شرق لندن.
فيما اجتاحت النيران مساحات من النباتات ودمرت العديد من المباني والمنازل في بلدة وينينغتون الواقعة على مسافة حوالى 30 كيلومترا وسط لندن.
وقال رئيس بلدية لندن، صادق خان، إن العاصمة البريطانية تشهد "ارتفاعاً ضخماً" في عدد الحرائق بسبب موجة حرّ قياسية تضرب البلاد.
ورصدت وحدات الدفاع المدني وعمّال الإطفاء على الأقل 10 حرائق، نصفها حرائق طالت الغطاء النباتي، بينما اندلعت الأخرى في مناطق عمرانية.
انتحار مسن في اليونان
السلطات اليونانية أجلت مئات الأشخاص في ساعة مبكرة الأربعاء فيما نُشر عناصر الإطفاء ومروحيات لمكافحة حريق غابات يجتاح لليوم الثاني إحدى الضواحي الجبلية شمال أثينا.وحاولت السلطات السيطرة على انتشار الحرائق من خلال قرابة 500 إطفائي و120 عربة و3 طائرات و4 مروحيات فجرا، لمنع امتداد النيران إلى الضواحي بينتيلي وباليني وأنثوسا ويراكاس، التي يسكنها قرابة 29 ألف شخص.
وذكرت وسائل إعلام يونانية أن رجلا في الثمانين من عمره في أنثوسا انتحر يأسا بسبب النيران التي اندلعت بعد ظهر الثلاثاء.
ويأتي تكاثر موجات الحر نتيجة مباشرة للاحترار المناخي على ما يرى علماء إذ أن انبعاثات غازات الدفيئة تزيد من حدتها ومدتها وتواترها.
وقالت المفوضية الأوروبية إن نصف أراضي الاتحاد الأوروبي تواجه خطر الجفاف بسبب الانحسار الطويل للأمطار ما يرجح تراجع المحاصيل الزراعية في دول مثل فرنسا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا.