يكشر صيف 2022 عن أنيابه بعد بدايته رسميا 21 نهاية يونيو الماضي، مسبباً حرائق في أوروبا وجزء من إفريقيا وسط موجات حر غير مسبوقة، وشهد أيضاً ظهور فيروس ماربورغ القاتل في دولة غانا غرب القارة الإفريقية.
قديما قال العرب "المصائب لا تأتي فرادى" وهذا ما ينطبق مع أوروبا في 2022 بعد مرورها بأزمة طاقة إثر الحرب الروسية الأوكرانية نهاية فبراير الماضي، ثم موجة حارة شديدة نتج عنها حرائق غابات ومساحات زراعية كبيرة، وتعطيل جزء في بعض البلاد الأوروبية.
أعلى درجة حرارة في بريطانيا
وسجلت هيئة الأرصاد في بريطانيا درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية لأول مرة في البلاد، ما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ في البلد الذي تعرفه عاصمته لندن بمدينة الضباب لانخفاض الحرارة فيها.
وذكر وزير النقل غرانت شابس في تصريح لـ"BBC"، أن بلاده ستستغرق وقتاً طويلاً يمتد لسنوات من أجل تعديل بنيتها التحتية لتناسب درجات الحرارة المرتفعة، بعد حدوث التواء في بعض قضبان السكك الحديدية.
واندلعت حرائق واسعة في لندن مع إعلان حالة التأهب القصوى وسط التغير المناخي الذي يمر به العالم، وفوجئ المواطنون باختراق بعض الحافلات نتيجة للحرارة العالية، وامتدت الحرائق لتشمل ويلز مع تواجد كثيف لرجال المطافي لتهدئة الأوضاع.
حرائق مزارع العنب
وفي فرنسا لم يكن الأمر أحسن حالاً، إذ وقع كماً كبيراً من الحرائق بجانب موجة هي الأسوأ في البلاد منذ أربعينيات القرن الماضي، واحترقت مساحة 19300 هكتار في مزارع جنوب غرب البلاد في أكبر حريق بالغابات في البلاد منذ 30 عاماً، ما تسبب في إجلاء أكثر من 34 ألف شخص من منزله وتدخل نحو 2000 رجل إطفاء بدعم من 8 طائرات قاذفة للماء.
خسائر بالجملة في إسبانيا
وشهدت إسبانيا موجة حارة منذ أكثر من أسبوع أودت بحياة 510 أشخاص وفقا لتقرير معهد كارلوس الثالث الصحي، وامتدت الخسائر إلى 173 ألف فدان بعد اندلاع الحرائق نتيجة الطقس الحار في موجة هي الأسوأ على منذ 10 سنوات، وفقا لبيانات الأرصاد في إسبانيا.
14 طائرة تطفئ حرائق البرتغال
وعمل أكثر من ألف رجل إطفاء في البرتغال على التدخل لإيقاف حرائق الغابات مدعومين بـ285 مركبة و14 طائرة لمكافحة حرائق 9 غابات مستمرة منذ أسبوع في موجة طقس سيئ سجله المعهد البرتغالي للأرصاد الجوية.
سخونة القارة
وكان حظ دولتي إيطاليا وسويسرا أفضل من فرنسا وإسبانيا وإنجلترا، فقد سجلتا الدولتين درجات حرارة وصلت إلى 40 دون وجود حرائق في الغابات أو إصابات ووفيات.
وأعلنت شركة أكسبو، مدير محطة بيزناو النووية عن خفض الإنتاج حتى لا تترفع درجة حرارة نهر "آر" الذي تستمد منه المحطة مياه التبريد.
حرائق في المغرب
لم تسلم المغرب من الحرائق رغم أنها خارج أوروبا إلا أن موجة الطقس السيئ طالتها لقربها جغرافياً، فاندلعت الحرائق للعام الخامس على التوالي بعد ارتفاع درجات الحرارة، وخسر البلد المعروف بمنتجاته الزراعية أكثر من 2300 هكتار في مدن العرائض وتطوان ووزان وشفشاون مع إجلاء 1325 أسرة من 19 قرية.
توجه عالمي لمواجهة التغيرات المناخية
تأتي الحرائق في ظل تضافر الجهود عالميا لمحاربة التغير المناخي، فقد خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب أمس يؤكد فيه أن بلاده تتعامل مع أزمة المناخ بشكل طارئ، لأن الوضع حرج.
مع الإعلان عن تخصيص 2.5 مليار دولار لمساعدة المجتمعات المحلية في التعامل مع تداعيات تغير المناخ، وتستضف أيضاً مصر نوفمبر المقبل قمة المناخ بحضور قادة العالم من أجل تقديم الرؤى والاقتراحات لحل أزمة التغيرات المناخية.
فيروس جديد
يشهد هذا صيف العام أيضاً عودة لفيروس ماربورغ الخطير بعد انتشار الإصابات في مدنية بدولة غانا غرب القارة الإفريقية، وترتفع إمكانية الوفاة بعد الإصابة بالفيروس إلى 88% وهو فيروس ينتقل عن طريق السوائل، وظهر لأول مرة في عام 1967، ويسبب الحمى وآلام العضلات والإسهال والقيء، ويؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة بسبب النزيف الحاد الذي يسببه.
وأشارت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس من عائلة إيبولا وينتقل للإنسان عن طريق خفاش الفاكهة وقادر على قتل الشخص بعد إصابته بـ 3 أيام، مبينة أنه لا يوجد له لقاح أو علاج حتى الآن