وقال جروسي للصحيفة: «الخلاصة هي أن على مدى ما يقرب من خمسة أسابيع، كانت لدي رؤية محدودة للغاية مع برنامج نووي يتقدم بسرعة، لذلك إذا تم التوصل لاتفاق سيكون صعبا للغاية بالنسبة لي أن أعيد بناء الأحجية بوجود كل تلك الفترة من العمى الإجباري».
وتحذر قوى غربية من أن إيران تقترب من التمكن من الإسراع صوب صنع قنبلة نووية، بينما تنفي إيران رغبتها في ذلك من الأساس.
وقال جروسي الذي يزور مدريد، في مقابلته مع الصحيفة: إن إعادة بناء هذه الأحجية بالأجزاء المفقودة والناقصة بسبب غياب المراقبة من الوكالة «ليس مستحيلا، لكنه سيتطلب مهمة بالغة التعقيد وربما بعض الاتفاقات المحددة».
الأساس الهش
وأضاف جروسي: «تحتاج الوكالة لإعادة بناء قاعدة بيانات دونها سيتأسس أي اتفاق على أساس هش للغاية لأننا إذا لم نعرف ما الذي هناك، كيف يمكننا أن نحدد كمية المواد التي نصدرها وعدد أجهزة الطرد المركزي التي سنتركها دون استخدام؟»
ولدى سؤاله عن تقرير نشرته «رويترز» حول تصعيد إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم أكثر باستعمال معدات متقدمة في منشأة فوردو تحت الأرض، قال جروسي: «التقدم الفني للبرنامج الإيراني مستقر».
من جهة أخرى، حذر قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، أليكسوس غرينكوفيتش، من أن الميليشيات التابعة لإيران قد تشن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، ما قد يؤدي إلى جولة جديدة من التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.
وفي كلمته قبل توليه مهام منصبه الجديد بقاعدة العديد الجوية في قطر، حيث سيكون مسؤولا عن العمليات العسكرية في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها بالمنطقة، وصف غرينكوفيتش تصرفات إيران في المنطقة بـ «المثیرة للقلق». وقال: «نحن في موقف لا نتعرض فيه لهجوم مستمر، لكننا نرى التخطيط لهجمات باستمرار، سيحدث شيء ما يطلق العنان لذلك التخطيط وهذا التحضير ضدنا».
مرشد إيران
وفي السياق، قال رئيس جهاز المخابرات السرية البريطاني «إم آي 6»، ريتشارد مور: إنه لا يعتقد أن المرشد الإيراني يريد التوصل إلى اتفاق، لكن في الوقت نفسه، لا تريد إيران إنهاء مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
وذكر مور في منتدى «أسبن» الأمني بولاية كولورادو الأمريكية: «لم أخلص بأننا سنصل إلى النقطة المنشودة، ولا أن المرشد الإيراني يريد التوصل إلى اتفاق».
وكذلك أشار إلى أن «الإيرانيين في المقابل لا يريدون إنهاء المفاوضات، لذا فإن هذه الإجراءات قد تستمر لفترة من الزمن».
وقال ريتشارد مور أيضا: «أعتقد أن الاتفاق مطروح بالتأكيد على الطاولة، وموقف الاتحاد الأوروبي والحكومة الأمريكية من هذا الأمر واضح جدا، ومن غير المرجح أن ترغب الصين وروسيا في خلق عقبات بهذا الشأن. لكن في الوقت نفسه لا أعتقد أن الإيرانيين يبحثون عن الاتفاق».
وكان رئيس وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، قد قال يوم الأربعاء، في كلمته بمنتدى «أسبن»: إنه وفقا لتقديرات المخابرات الأمريكية، لم تستأنف إيران جهودها السابقة للحصول على أسلحة نووية منذ عام 2004.