وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في الحرم المكي الشريف: في اتباع وصايا القرآن، والاتعاظ بعظاته، والاعتبار بعبره، نهج أولي الألباب، وطريق أولي النهى، وسبيل أولي الأبصار، يبتغون به الوسيلة إلى إدراك المنى وبلوغ الآمال في العاجلة، والحظوة بالرضوان ونزول أعالي الجنان في الآجلة، ولقد جاء ضرب الأمثال للناس من تقريب المعاني وإيضاح الحقائق، ما يبعث على حسن القبول والإيمان، وكمال التسليم والإذعان، لبراعة التصوير وبلاغة التشبيه.
نعيم مقيم
وبين الشيخ الخياط أن للناس في هذا الإقبال والانصراف موقفين: موقف أولي الألباب الذين هداهم الله، فسلكوا أصوب المسالك، واهتدوا إلى أشرف غاية، فعلموا أنهم -وإن كان لهم أن يأخذوا بحظهم ويصيبوا ما قدر لهم من نعيم العاجلة- فإن عليهم الحذر من أن يشغلهم هذا النعيم ببهجته ونضرته وبريق سحره عن ذلك النعيم المقيم، والبهجة الباقية، والمتاع الذي لا يفنى، ذلك المتاع الذي أعده الله للصالحين من عباده.
أبواب الخير
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن ذلك نعيم لا مكافئ ولا مساوي له، فضلا عن أن يفوقه أو يزيد عليه، فلا عجب أن يكون لهم في كل باب من أبواب الخير نصيب وافر بالقيام بأوامر ربهم سبحانه، أداء للفرائض، وكفا عن المحارم، وازدلافا إليه بالنوافل، واشتغالا بكل نافع يمكث في الأرض، وإعراضا عن الفضول والزبد الذي يذهب جفاء، مستيقنين أنهم حين يتخذون من أعمارهم المحدودة طريقا إلى رضوان ربهم بما يستغرقونها من الأعمال، وما يودعونها من الصالحات، إنما يزرعون اليوم ليحصدوا ثمار غرسهم غدا.أداء الفرائض
وأفاد فضيلته أن موقف أولئك الذين أغفل الله قلوبهم عن ذكره، واتبعوا أهواءهم وكان أمرهم فرطا، فإنهم جنحوا إلى سبل الضلال، وحادوا عن الجادة، فقعدوا عن أداء الفرائض، ووقعوا في محارم الله، واستكثروا من أكل الحرام، وقام الشح عندهم مقام البذل، فتقطعت بينهم الأسباب، ووهت الوشائج، وانفصمت العرى، وأضحى التمتع بالنعيم الفاني منتهى قصدهم، وغاية سعيهم، وأكبر همهم، ومبلغ علمهم، جمعوا لدنياهم، ونسوا أخراهم، فلم يرفعوا بثوابها رأسا.
الفوز بالجنة
وفي المدينة المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. حسين آل الشيخ عن أهمية استقامة المرء على دين الله بفعل الطاعات، والإخلاص في العبادات، وتربية النفس على الفضائل، وترك المنكرات والمعاصي لينال العبد رضوان الله ومغفرته، والفوز بالجنة والنجاة من النار.
وأوضح أن الغاية العظمى من العبادات كلها تعظيم الخالق سبحانه، وكمال التذلل له عز شأنه، وتحقيق غاية الحب له سبحانه وبحمده، ليكون العبد في غاية التوحيد الكامل لربه حتى يصير مجسدا في حياته.