مراعاة الخطأ غير المقصود
قال الأكاديمي والخبير والباحث في مجال السيارات د. عمر حافظ إنه على الرغم من أهمية نظام «ساهر»، في الحد من الحوادث والوفيات بالمملكة، فإنه ينبغي مراعاة الحالات الاستثنائية والخطأ غير المقصود، إذ قد يخطئ الشخص في قياس المسافة، وبالتالي يتكبد مبلغا كبيرا يتعدى بعض رواتب الموظفين. وأضاف: أتمنى إعادة النظر في مثل هذه المخالفات، التي تستطيع الأنظمة الذكية، تحديد ما إذا كان السائق متعمدا لقطع الإشارة، أو أن الأمر «سوء تقدير» دفعه لذلك.
كما طالب بتطوير نظام الاعتراض على المخالفات، من خلال السماح للمخالف بإثبات تفسيره، عبر «محكمة مرورية»، مضيفا: حضرت لمحكمة مرورية في كندا، أثناء مرحلة الدراسة، وقدمت أمامها الأدلة، التي تثبت صحة كلامي، وهو ما نتمني وجوده في المملكة.
وتابع: نعلم أن المملكة مقبلة على سيارات كهربائية، سيتبعها سيارات ذاتية القيادة الذاتية، وكل ذلك يتطلب وجود نظام مرور ذكي في رصد السلامة المرورية والمخالفات.
معالجة الازدحامات بأوقات الذروة
أكد الخبير في السيارات والتوعية المرورية إبراهيم السلمي، أهمية إيجاد حلول جذرية للازدحام المروري، في أوقات الذروة، الذي أصبح مزعجا، ويتسبب في الانتظار بالطرق لساعات طويلة.
كما أشار إلى أهمية إعادة دراسة قيمة المخالفات المرورية، وتخفيضها، مع إيجاد عقوبات بديلة غير مادية.
وأضاف السلمي: فيما يخص معارض السيارات أتمنى مساواتها مع وكالات السيارات، من حيث صلاحيات إصدار اللوحات في البطائق الجمركية المرورية؛ أسوة بالشركات التي تم السماح لها بتلك الخطوة.
إسهام المخالف في الخدمات المجتمعية
ذكر المختص في الأمن والسلامة المرورية عبدالله رزيقي أن المخالفات المرورية، أصبحت تشكل عبئا كبيرا على الكثير من المواطنين، خصوصا مَن يرتكب المخالفة دون قصد أو لعدم معرفة، مشيرا إلى أن المخالفات، بشكل عام، وضعت لتنظيم الحركة المرورية للمركبات وما في حكمها، مطالبا بعقوبات بديلة، تهدف لخدمة المجتمع، وتهذيب شخصية السائق للمركبة مع مراعاة السن وظرف ارتكاب المخالفة.
وأضاف رزيقي: مخالفة قطع الإشارة 3 آلاف ريال، وهناك فئة من المجتمع لا تستطيع دفعها، وهنا يمكن أن يكون البديل، تقديم خدمة بإحدى الإدارات الحكومية، لفترات تصل إلى 15 يوما، بحسب حجم المخالفة، مع أخذ تعهد بعدم تكرار المخالفة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من البدائل المجدية، للحد من المخالفات.
وأكد أهمية مراقبة نظام «ساهر» لضبط المخالفات المرورية، وعدم وضعها في أماكن شبه مخفية أو مموهة، بل بشكل واضح وصحيح.
تحفيز السائقين الملتزمين
طالب الخبير في المحركات والسلامة المرورية م. حسن الشهري مدير عام الإدارة العامة للمرور، بإيجاد آلية محفزة للسائقين الملتزمين بأنظمة المرور، تشمل، على سبيل المثال، رسوما رمزية لتجديد رخصة القيادة، إضافة إلى تنبيه السائق في المخالفة الأولى له، باستثناء المخالفات الجسيمة، مثل قطع الإشارة والسير عكس السير، والقيادة بسرعة عالية تتجاوز 20 %، فوق السرعة المحددة للطريق.
وأضاف الشهري: في المخالفات البسيطة مثل الوقوف الخاطئ أو الوقوف في مكان مخصص للأشخاص ذوي الإعاقة، أقترح إيجاد عقوبة بديلة للغرامة، تشمل الخدمة المجتمعية، والجمع ما بين الغرامة المخففة والخدمة المجتمعية في المخالفات الأكبر.
وأكد أن نظام «ساهر» ساهم بشكل كبير في الحد من تجاوز السرعة، وخفض نسب الحوادث، مقارنة بالفترات السابقة، ولكن يفضل وضع إشارات توضيحية، ترشد السائق، بضرورة الالتزام بالسرعة المحددة
.إيجاد عقوبات بديلة
دعا المستشار في السلامة والصحة المهنية عضو هيئة التدريس بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة م. محمد زمزمي، إلى أهمية تفعيل ثقافة السلامة المرورية، وتكثيف الحملات الإعلامية التوعوية، بالإضافة لإسهام المخالف في الخدمات المجتمعية، في عقوبة بديلة؛ كالخدمة في دور المسنين، وجمعيات المعاقين، والسجون، والإصلاحيات، ومراكز استقبال الحوادث، بما يضمن تحقيق هدف مجتمعي.
وأضاف زمزمي: لا شك أن نظام «ساهر» المروري خفض مؤشر الحوادث وحالات الوفاة، وساعد بشكل كبير في تلافي حالات قطع الإشارة المرورية والسرعات الزائدة، إضافة إلى رفع وعي قائدي المركبات بأهمية المحافظة على أنظمة المرور، وأتمنى تفعيل دور الخدمة المجتمعية، كبديل يخفف قيمة المخالفات المرورية.
