حينما نتحدث عن تأمين المركبات، ينحصر تفكيرنا في أنه حماية مادية فحسب، وذلك عبر قيام شركات التأمين بتحمل تكاليف إصلاح السيارة المتضررة. والحقيقة التي يجب أن نسلط الضوء عليها، هي أن التأمين صناعة، ومؤثر اقتصادي مهم، ورفيق آمن على الطريق، وأمان مجتمعي، وأحد أهم عناصر جودة الحياة.
ومن هذا المنطلق، أتت فكرة حملة "أمن وارتاح" التي أطلقتها شركة نجم بالتعاون مع 24 شركة تأمين أخرى تقدم خدماتها التأمينية في المملكة، وبإشراف البنك المركزي السعودي (ساما)، للتأكيد على أهمية التأمين على المركبات، بالنسبة إلى الفرد والمجتمع من عدة نواحٍ، اقتصادية واجتماعية وثقافية، وضرورة تجديد الوثيقة قبل انتهاء تاريخها. إذ لم يعد التأمين مهماً فقط لإنهاء بعض الإجراءات المتعلقة ببيع المركبة وشرائها، بل لكونه ضرورة ملحة في ظل الازدحام الذي تشهده طرقاتنا، مما قد يجعل قائد المركبة (لا سمح الله) عرضة لأن يكون طرفاً في أحد الحوادث، والتي من أبرز نتائجها المباشرة، الأضرار المادية على أحد طرفي الحادث أو كليهما، فضلاً عن الأضرار الجسدية والمعنوية والمتطلبات النظامية.
كل هذه المعطيات تجعل من حملة "أمن وارتاح" ضرورة فعلية وليس مجرد شعار ترويجي، خصوصاً عندما نأخذ في الاعتبار الإجراءات المصاحبة للحوادث المرورية، المتابعة والمراجعات المستمرة لإنهاء الالتزامات والتعويضات المالية للمتضرر، وما ينتج عنها من أعباء، سواء على المستوى المادي أو على مستوى الوقت المرتبط غالباً بفترات العمل الرسمية، والتي قد تتعارض مع أعمال الفرد الخاصة، فضلاً عن الإصلاحات المادية والتغطيات الطبية. فكل هذه الأمور والأعباء تقع تحت مسؤولية شركات التأمين منذ لحظة وقوع الحادث حتى وقت إيداع التعويضات في حساب المستفيد، الأمر الذي من شأنه أن يمنح حامل وثيقة التأمين شعوراً بالأمان في مختلف الحالات، خاصةً إذا كانت تلك الوثيقة وثيقة تأمين شامل، والتي تتميز بعدد من المزايا، ومن أهمها وأبرزها تغطية الإصابات الشخصية للسائق نتيجة أي حادث تشترك فيه السيارة المؤمن عليها هذا النوع من التأمين. وتطمح نجم من خلال مبادراتها لنشر ثقافة التأمين، إلى تحقيق مجموعة أهداف رئيسية تتكامل مع رؤية المملكة 2030، وعلى رأسها تعميق دور قطاع التأمين الاقتصادي ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، ورفع مؤشر السلامة المرورية لتكون بين أول 75 دولة، وكذلك رفع أهم موشرات الأداء لقياس ولاء العملاء، مؤشر صافي نقاط الترويج ليصل إلى 35 نقطة.
عديدة هي المواقف التي تمر بنا أو كنا طرفاً فيها، نستذكر فيها التباين في الإجراءات ما بين الأمس واليوم، وما قبل التأمين وبعده، وذلك بفضل الخدمات التي تقدمها الجهات التأمينية، وحجم التطور الذي وصلت إليه من خلال اعتمادها، في تقديم خدماتها للمستفيدين، على القنوات الإلكترونية، والتي أصبحت في متناول الجميع، وبإمكانهم الاستفادة منها بكل يسر وسهولة، سواء في عملية التجديد أو الاشتراك، الأمر الذي يجعلنا ندعو الجميع إلى المسارعة وعدم التهاون في الحصول على التغطية التأمينية المناسبة.