وأضافت: الوضع الصحي في المملكة على أهبة الاستعداد لاستقبال ورصد أي اشتباه أو ثبوت إصابة أي مواطن أو مقيم، وتم تعميم كافة البروتوكولات وآلية التعامل مع حالات الاشتباه، وعلى أي فرد بالأخص القادم من خارج المملكة لو حصل له أي طفح بالأخص في الوجه وباطن القدم واليد، وسبق ذلك الحرارة وتورم في الغدد الليمفاوية أو آلام متفرقة، عليه التوجه للكشف والتأكد من حالته الصحية.
الاختلاط المباشر
أما استشاري الأمراض المعدية رئيس لجنة مكافحة العدوى بالمدينة الطبية بجامعة الملك خالد بأبها، د. زينب النجيمي، فقالت: مع تسجيل المملكة عددا من حالات مرض جدري القرود، يجب على الجميع التيقظ ومعرفة أعراض المرض، حتى يتسنى لهم التوجه إلى أقرب منشأه صحية عند ظهور الأعراض، وعزل أنفسهم والإفصاح عن جميع المخالطين حفاظا على سلامة الجميع، ومرض جدري القرود ليس وباء جديدا، فمن منتصف القرن المنصرم تم التعرف عليه ثم سجلت حالات لهذا الفيروس في إفريقيا، تلاها تفشٍّ للفيروس في سنوات مختلفة ومناطق خارج إفريقيا، ولكن مع اللقاحات المضادة للجدري smallpox لوحظ تراجع لهذا الفيروس، وهو فيروس حيواني المنشأ، وينتمي إلى فصيلة فيروسات الجدري.
وأضافت: وهو مرض معدٍ يجب توخي الحذر حياله، ويعد الاختلاط المباشر مع المصاب أكبر وسيلة لانتقال العدوى، سواء من الاحتكاك المباشر بالمريض عن طريق الجلد أو الدم أو إفرازات الجسم، وكذلك مستلزمات المصاب، أو الوجود في مكان المريض، إذ إنه ينتقل بالرذاذ التنفسي كذلك، ونظرا لفترة حضانة الفيروس التي تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، فإن الأشخاص المخالطين لا تظهر عليهم الأعراض مباشرة، ويجب عليهم الالتزام بإجراءات وزارة الصحة ورصد الأعراض في حال ظهورها، وعادة ما تزول الأعراض من تلقاء ذاتها، وتشتد الأعراض بناء على الحالة الصحية للمريض وكذلك عمر المريض، والحالات الشديدة تظهر في الأطفال، وتبلغ نسبة الوفاة منه أقل من 10%، وبالنسبة إلى أهم الاحتياطات اللازمة للوقاية من هذا المرض، فهي نشر الوعي وتثقيف المجتمع بالمرض وأعراضه، وبجميع التدابير الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة للحد من انتشار هذا المرض، لأن التعرف السريع على المصاب ورصد المخالطين من أهم عوامل منع التفشي.
وضع مستقر
وتحدثت استشاري الأمراض الباطنة بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن، د. عائشة العصيل قائلة: من المتوقع أن يتم رصد حالات جدري القرود في المملكة، وخصوصا أنها أصبحت وجهة عالمية، ولذلك كانت وزارة الصحة قد وضعت الخطط اللازمة والإجراءات حسب البروتوكولات العالمية المعتمدة، وكذلك هي على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية، وكما عهدنا من وزارة الصحة فهي على أتم الاستعداد في مواجهة تداعيات جدري القرود، ولله الحمد الوضع الصحي في المملكة مستقر وفي أتم جاهزية، كما أن المنشورات التوعوية الإلكترونية الطبية تم نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي لطمأنه المواطنين وإعطائهم المعلومات الطبية الصحيحة وكيفية التعامل مع الحالات والوقاية منه، وبما أننا في العطلة الصيفية ونسبة السفر خارج المملكة كبيرة، لذلك ننصح المسافرين بالالتزام بلبس الكمامة، وغسل اليدين، وتجنب الاتصال بأشخاص تم تشخيص إصابتهم مؤخرا بالمرض أو بأشخاص قد يكونون مصابين، وكذلك ارتداء الكمامة في حال الاتصال الوثيق بشخص ظهرت عليه الأعراض، وأيضا تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تحمل الفيروس بما فيها المريضة أو النافقة، خصوصا تلك التي لديها تاريخ مع الإصابة بالعدوى، مثل القرود والقوارض وكلاب البراري، مع تعقيم الأيدي جيدا، وفي حال الإصابة، شددت التوصيات على ضرورة عزل الشخص وطهي جميع المنتجات الحيوانية بشكل جيد قبل تناولها، وارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى المصابين.
خطة التصدي
وقالت الصيدلانية د. سهام المحمادي: المملكة نجحت في مواجهة جائحة كورونا بتعاون كافة القطاعات وحدت من انتشار الفيروس وكان النجاح تكامليا، واستطاعت بإدارتها السياسية أن تضع كل مؤسساتها في خطة واحدة للتصدي لجائحة كورونا، وهذا دليل على نجاح خطة حج هذا العام بكل المقاييس بدون أي إصابات ولله الحمد، وهذا مما لا شك فيه يؤكد أننا أبناء هذا الوطن أيادٍ بناءة في جميع القطاعات، ممتثلين لأوامر ولاة أمرنا لما فيه خير بلادنا، وقادرون على الحد من انتشار مرض جدري القردة بالالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية، مع الأخذ باحتياطات السفر والتطعيمات اللازمة وتجنب مخالطة المصابين، وارتداء القفازات والكمامات عند العناية بالمرضى، وتجنب ملامسة الحيوانات المصابة، وغسل اليدين بالماء والصابون والمحافظة على النظافة العامة، وهذا أبرز ما جاء في الوقاية من جدوي القرود حتى الآن من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
وسائل الحماية
وقال استشاري الأمراض المعدية د. عليان آل عليان: المملكة بدأت العمل على اتخاذ وسائل الحماية اللازمة للحماية من انتشار مرض جدري القردة، وذلك بتوعية المواطن والمجتمع من خلال اتخاذ الاحتياطات الوقائية ومحاولة عدم مخالطة أي حالة تظهر عليها الأعراض، خصوصا في ظل الظروف الراهنة بعد إلغاء القيود الاحترازية اللازمة بعد جائحة كوفيد-19، لا سميا أن احتمالية انتشار هذا الفيروس بين المواطنين والمقيمين ممكنة، خصوصا بعد اكتشاف عدد من الحالات في المملكة، وبالإمكان أن ينتقل بين البشر من خلال الاختلاط المباشر، والرذاذ التنفسي الكبير، أو السوائل الجسدية، أو آفات على الجلد.
أعلنت وزارة الصحة أمس وصول عدد الإصابات بمرض جدري القردة في المملكة إلى 3 حالات، وأكد مختصون لـ«اليوم» أن المملكة بكافة قطاعاتها الصحية قادرة على السيطرة على مرض جدري القردة الذي بدأ في الظهور في المملكة من خلال إصابة عدد من الأشخاص، خصوصا القادمين من خارج المملكة، مشيرين إلى أهمية تطبيق الإجراءات الاحترازية وتجنب المناطق المزدحمة، والتوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز في حال ظهور أي أعراض حتى لو كانت بسيطة.
مختصون: القطاعات الصحية لديها القدرة الكاملة على مواجهة المرض
توعية المواطن والمجتمع من خلال اتخاذ الاحتياطات أولى خطوات الوقاية
الجهات المختصة عممت البروتوكولات وآلية التعامل مع حالات الاشتباه
الاختلاط المباشر مع المصاب بالجلد أو الدم أو الإفرازات أكبر وسيلة للعدوى
ظهور الأعراض يتأخر لأن فترة حضانة الفيروس تتراوح من أسبوع إلى اثنين