DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

السياسي اليمني د. عبدالملك اليوسفي لـ«اليوم»: المملكة وضعت على عاتقها استقرار اليمن والمنطقة

السياسي اليمني د. عبدالملك اليوسفي لـ«اليوم»: المملكة وضعت على عاتقها استقرار اليمن والمنطقة
السياسي اليمني د. عبدالملك اليوسفي لـ«اليوم»: المملكة وضعت على عاتقها استقرار اليمن والمنطقة
عبدالملك اليوسفي
السياسي اليمني د. عبدالملك اليوسفي لـ«اليوم»: المملكة وضعت على عاتقها استقرار اليمن والمنطقة
عبدالملك اليوسفي
أشاد السياسي اليمني د. عبدالملك اليوسفي بتوصيات «قمة جدة»، التي كان من بينها التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، مؤكدا أن القمة التي دعت إليها المملكة، وشاركت فيها الولايات المتحدة ودول عربية تسعى إلى صناعة الاستقرار في المنطقة، والانتقال من مراحل الصراعات والعنف إلى مرحلة التنمية، وتضع حلولا رادعة ضد أطماع إيران في المنطقة، كما وضعت كلمة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، رؤية إستراتيجية لكافة القضايا المهمة.
وثمن اليوسفي في حواره مع «اليوم» دور المملكة في حل أزمة بلاده، مشيدا بدور التحالف العربي والقيادة السعودية له في دعم خيارات الشعب اليمني لاستعادة الأمن والاستقرار، وشدد على أن الحكومة والقوات المسلحة اليمنية تتمسك بالسلام لإنهاء الحرب، ولكنها في الوقت ذاته لن تصمت إزاء الجرائم الإرهابية التي ستقابل بالقوة العسكرية، لافتا إلى أن إهدار الحوثيين فرص السلام والاستمرار في التصعيد العسكري يهدد الأمن والسلم الدوليين ويعرقل العمل في ممرات الملاحة الدولية ما سيضع الميليشيات المدعومة من إيران على قوائم الإرهاب الدولية بشكل نهائي بوصفها أخطر من تنظيم داعش.. فإلى متن الحوار:
• كيف رأيت مطالبة «قمة جدة» بحل سياسي للأزمة اليمنية وفقًا للمبادرة الخليجية؟
- مطالبة «قمة جدة» بالتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية تأتي في سياق مسعى دولي وإقليمي لصناعة الاستقرار في المنطقة مع مقاربات للحل، تتحول بالمنطقة من مراحل الصراعات والعنف إلى مرحلة التنمية، ومن هنا كانت تسمية «قمة جدة» بقمة الأمن والتنمية التي نتج عنها ميلاد مكون عربي لمشروع الشرق الأوسط الأخضر بعضوية كل من دول الخليج ومصر والأردن والعراق، وبالتالي حل المشكلة في اليمن والذي كان حاضرًا بقوة في أجندة القمة، ويأتي في إطار مقاربة شاملة لخفض منسوب التوتر في المنطقة، ومن بين ذلك الصراع في اليمن.
كما وضعت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، رؤية إستراتيجية لكافة القضايا المهمة، ما يؤكد أهمية هذه القمة بالحضور الكبير لقادة الخليج والولايات المتحدة ومصر والأردن والعراق لرسم خريطة جديدة للحاضر وما به من تعقيدات، والمستقبل وما به من طموحات.
• وهل إدانة الهجمات الإرهابية ضد المدنيين بالمملكة والإمارات بمثابة ردع الحوثيين؟
- الموقف الدولي تجاوز مسألة الإدانة، إذ إن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2624 يهدف لتوسيع الحظر على إيصال الأسلحة إلى اليمن ليشمل جميع الحوثيين بعدما كان مقتصرا على أفراد وشركات محددة، ويصف القرار ميليشيا الحوثي كـ «منظمة إرهابية»، لكن المادة 23 من القرار اعتبرت الوضع في اليمن قيد الاستعراض المستمر، وأن العقوبات الواردة في هذا القرار قابلة للتعديل إما بالإلغاء أو التعزيز أو التعديل من أجل البقاء على فرص السلام، وفي حال استجابت ميليشيا الحوثي وتوقفت عن العنف وانخرطت في عملية سياسية تفضي إلى السلام واستقرار اليمن سوف تلغى هذه العقوبات، ولكن إن أصرت على الاستمرار في التصعيد وتأجيج القتال سيتم تصعيد العقوبات وتصنيف الحوثي بشكل نهائي على لائحة الإرهاب وإلزام الدول بالتعامل مع الحوثي كجماعة إرهابية.
• كشفت جولات المفاوضات زيف الحوثي، هل هناك فرصة لإحلال السلام أم الحل باستمرار الحرب؟
- كافة جولات السلام، سواء السابقة أو الحالية، تؤكد أن ميليشيا الحوثي لا تريد السلام، بل وأجهضت كافة الحلول التي تسعى إلى ذلك، وهذه القناعة بدأت تتعزز لدى المجتمع الدولي بعد تكرار المواقف الحوثية، إلا أنه لا تزال هناك جهود مستمرة من أجل إعطاء فرصة للسلام ومنع الحرب ووقف الخسائر في الأرواح والممتلكات.
ويقود مجلس القيادة الرئاسي في اليمن عملية جادة لصنع مقاربات والوصول إلى موقف واضح وجاد من الحوثيين ومن ثم الذهاب لمفاوضات الحل الشامل، إذا اقتنص الحوثي الفرصة فهي أقرب الطرق للوصول للسلام، وفي حال رفضها ذلك سيكون استخدام القوة المسلحة كأداة من أدوات السياسة.

• كيف ترى جهود الحكومة اليمنية في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي؟
- بعد التحول في 7 أبريل 2022 بإعلان مجلس القيادة الرئاسي، هناك تغيرات كثيرة في مسارات بناء الدولة وصناعة التوافقات السياسية وترميم النسيج السياسي وإصلاح القوات المسلحة، هي جهود كبيرة ولكن لم تصل للطموحات العريضة لليمنيين في ظل التعقيدات والصعوبات في الملف اليمني التي تؤدي إلى بطء في الإنجازات، ولكنها مهمة؛ لأنه يمكن البناء عليها لإنجازات أخرى.
• بعد تمديد الهدنة، كيف ترى التزام ميليشيا الحوثي بتنفيذ بنودها؟
- في الهدنة الأولى والثانية التزمت الحكومة اليمنية، بل قدمت تنازلات كثيرة من أجل إعطاء فرصة للسلام، لكن في المقابل لم تلتزم ميليشيا الحوثي، وذلك الذي يؤثر على مسار إستراتيجية صناعة الاستقرار في اليمن، وفي الهدنة الجديدة التي تم تمديدها بدءًا من الثاني من يوليو الجاري لمدة شهرين، سوف نشهد استمرار التزام الحكومة والقوات المسلحة اليمنية من أجل إعطاء فرصة كاملة للسلام، وقطع جميع الذرائع في حال الاضطرار لاستخدام القوة المسلحة من أجل إنهاء الصراع، عندئذ يكون الداخل والخارج معك.
كما يجب تفكيك الشبكات المحيطة بالحوثي، سواء القبلية أو الاجتماعية أو السياسية وإظهار الكتلة المؤيدة للميليشيات الانقلابية والإرهاب والجريمة المنظمة على أنها لا تريد مصلحة اليمن.
لذا فإن تفكيك هذه الشبكات أمر مهم جدًّا في بلادنا قبل إشهار تحوّل الحرب في اليمن من حرب على تمرد لإنهاء الانقلاب إلى حرب على الإرهاب ومسارات الحرب ستتغير تماما.
• ما سبب الصمت الدولي على الانتهاكات الحوثية في مأرب وتعز؟
- لا يوجد صمت دولي على الجرائم الحوثية سواء في مأرب وتعز أو غيرها من المناطق في اليمن، بل هناك رد فعل قوي في كثير من المواقف وضد أغلب الجرائم الحوثية.
والتعبير الرسمي للمجتمع الدولي والمتمثل في القرارات الرسمية الصادرة عن مجلس الأمن جميعها تدين الحوثي، لكن الوكالات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة مخترقة من شخصيات معينة تسعى إلى تحقيق مصالح شخصية وتتاجر بالأزمة اليمنية على الصعيد الدولي دون الالتفات لمصلحة شعبنا، وصارت هذه الوكالات تصمت بشكل مريب على التجاوزات والجرائم الحوثية، بل الغريب أن هناك مسؤولين في هذه المنظمات يشهدون زورًا، وهي أمور باتت مكشوفة للجميع، ما وضع هذه المنظمات في مرمى الاتهامات والشبهات، وفي الأغلب يتم تضليل المجتمع الدولي عن حقيقة ما يدور على الأرض من جرائم ترتكبها ميليشيا الحوثي.
• أين دور المنظمات الحقوقية والإنسانية من حصار الحوثي قرى البيضاء التي وصفت بأنها جريمة حرب مكتملة الأركان؟
- نعم ما حدث في قرى محافظة البيضاء جريمة مكتملة الأركان، فقد سقط العشرات من الضحايا والجرحى نتيجة عمل إجرامي لميليشيا الحوثي في ظل صمت المتلونين من أصحاب ما تسمى «الدكاكين الحقوقية» الذين لا يذكرون الأمور الحقوقية إلا عندما يريدون تلفيق موضوعات تتعلق بالدولة أو التحالف، وعندما يجب أن يقولوا الحقائق يصمتون، بالطبع مواقفهم تعد وصمة عار في جبين هذه المنظمات المشبوهة.
• كيف ترى التحذيرات من وقوع أكبر كارثة إنسانية في التاريخ باليمن؟
- هناك كارثة ووضع سيئ، لكن في الوقت ذاته هناك تهويل من بعض الوكالات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة عن حقيقة الوضع، وذلك لجذب مزيد من التمويلات والتي لا تذهب لمستحقيها.
بعد مأرب يواصل الإرهاب الحوثي تهديد سكان البيضاء خارقا «الهدنة الإنسانية» (اليوم)

• ماذا تعني تصريحات رئيس المجلس الرئاسي بأن الحوثي ليس أمامه إلا الانصياع للإرادتين الشعبية والدولية؟
- تصريحات رئيس مجلس القيادة اليمني د. رشاد العليمي تعني أن هناك خطا واحدا يقود اليمن إلى الاستقرار، فإما أن تنصاع ميليشيا الحوثي للإرادة الشعبية والدولية لإنهاء الصراع عن طريق سلام الشجعان ووقف أي تصعيد عسكري والانخراط في العملية السياسية، أو أنها سوف تنصاع بالقوة المسلحة.
• كيف ترى دور التحالف العربي في دعم الشعب اليمني في استعادة أمن واستقرار بلاده؟
- دور كبير قام به التحالف العربي منذ 2015، السيناريوهات التي كانت تنتظرها اليمن في حال عدم تدخل التحالف كانت صعبة جدا، مثل مجازر حلب الجماعية والبراميل المتفجرة.
بدون شك الوضع الحالي ربما ليس مُرضيًا لليمنيين والعرب، لكنه أفضل بكثير مما كان سيحدث في اليمن، إذ كانت البلاد ستقع في بحور من الدماء، لذا يجب دومًا أن نشيد بما قام به التحالف من جهود كبيرة لمنع سقوط اليمن في مستنقع من الفوضى.
• وماذا بشأن دور المملكة في القضية اليمنية؟
- السعودية وضعت على عاتقها استقرار المنطقة عمومًا، وقيادة المملكة دائما في تحركاتها وتحالفاتها توظف سياساتها الخارجية ودبلوماسيتها لتحقيق ذلك، إضافة للدعم العسكري والاقتصادي للوصول بالمنطقة إلى بر الأمان، ونحن في اليمن نجد كل الدعم من الأشقاء السعوديين حكومة وشعبا من أجل عودة الأمن والاستقرار لبلادنا، كما أن للمملكة جهودًا كبيرة في الجانب الإنساني للشعب اليمني الذي يشعر كافة أبنائه دومًا بأن المملكة هي الداعم الأول له منذ اندلاع أزمته الطاحنة.
• كيف يمكن ردع التدخل الإيراني في اليمن؟
- المقاربة التنموية القائمة على مشروع «الشرق الأوسط الأخضر» والتحول بالمنطقة من مراحل الصراعات والنفوذ، والرافعات التنموية والاقتصادية التي تستخدم في المنطقة عموما ومن بينها اليمن، من أهم المحاور التي تواجه المشروع الإيراني التخريبي الفوضوي الذي لا ينشط إلا في مناطق الفراغ الاقتصادي والتنموي.
المواجهة العسكرية واحدة من ضمن الحلول، وحدثت في اليمن، لكن لابد من الانتقال إلى عملية سياسية وتنموية تجعل الشعوب تلتف حول مشاريع وطنية.
• لماذا لا يجرم إرهاب الحوثي وتوضع الميليشيات على قوائم الإرهاب؟
- وضعت الحوثي على قوائم الإرهاب ومرشحة لتصدرها بعد ضلوعها واستمرارها في تكرار الجرائم وعدم الالتزام بفرص السلام عن طريق الهدنة.
هناك بيان صادر من مجلس الأمن في 23 يناير 2021، وصف الحوثي صراحة بالجماعة الإرهابية، كما وصف جرائمها بأنها تهديد للأمن والسلم الدوليين، واعتبر الاعتداءات على المدنيين في المملكة والإمارات جرائم إرهابية، هناك خيار فرصة أخيرة للسلام للحوثي أو سيتم التعامل معها دوليًّا بوصفها أخطر من داعش في مجال الإرهاب.