وأشارت إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والاستثمار في المدارس والشرطة، كانا من الأمور التي شكلت العمود الفقري لبرنامج المحافظين في الانتخابات السابقة، وأكدت أن تلك الوعود اجتذبت جزءًا كبيرًا من الناخبين، وفاز المحافظون بأغلبية ساحقة في الانتخابات.
ومضت تقول: مع ذلك خلال الأسابيع القليلة الماضية، كان العديد من المرشحين لرئاسة الحزب وأنصارهم، يتصرفون كما لو أنهم تعرضوا للهزيمة في الانتخابات الأخيرة في المملكة المتحدة.
وتابعت: يبدو أن تحليلهم الأساسي هو أن رئيس الوزراء بوريس جونسون قد أطيح به ليس بسبب سلوكه الخاص ولكن بسبب سياساته، وأن ما تطالب به الأمة حقا هو التخلي التام عن نهج السنوات العديدة الماضية.
وأردفت: في عام 2019، حقق المحافظون انتصارًا ساحقًا، لقد سلكوا مسارًا دقيقًا يجمعون بين الوعود بشأن الإنفاق العام والعمل بشأن الهجرة، مع الحفاظ على خط فاصل واضح مع حزب العمال بشأن المسؤولية المالية، وقالوا «إننا سنمول الخدمة الصحية الوطنية دون تعريض أنفسنا للإفلاس في هذه العملية»، ووعدوا بتحسين المدن والشوارع الرئيسية ومساعدة المواطنين على اكتساب المهارات التي يحتاجونها، كما وعدوا بنظام هجرة على الطراز الأسترالي، بحيث يمكنك التحكم فيمن يأتي إلى البلاد.
وأضافت: لم يتمكن المحافظون من الوفاء بهذه الوعود بسبب مزيج من الأسباب المفهومة مثل وباء كورونا والقيود الهائلة على العرض والتضخم، وأسباب سيئة أخرى، مثل رئيس وزراء غير قادر على السيطرة أو الوفاء بالوعود.
وتابعت: ما الذي من المحتمل أن نشهده هذا الشتاء؟ يشعر الناس بأنهم أفقر بشكل كبير وربما يتخلفون عن سداد فواتيرهم، ينتظر الكثيرون سيارات الإسعاف لساعات، ولا يزالون غير قادرين على الحصول على موعد مع طبيب عام، البنزين لا يمكن تحمّل تكلفته، والقطارات لا تعمل بسبب الإضرابات أو الخلل الوظيفي.
ولفتت إلى أن برنامج حزب المحافظين في 2019 كان خدعة عندما قدّم نفسه وكأنه برنامج لولاية أولى لحكومة ستخدم لأربع ولايات، وهو شيء لم يكن ممكنًا إلا من خلال شخصية جونسون ومجموعة من الظروف الفريدة.
وتابعت: لكن لا أحد من المرشحين على قيادة الحزب حاليا، وكلاهما عمل على مستوى رفيع في حكومة جونسون، القيام بذلك مرة أخرى بمصداقية. هم الآن يتحدثون وكأنهم يقدمون برنامج الولاية الثانية، والذي يتلخص بما مفاده «لقد بدأنا العمل، هذا هو كل تقدمنا، والآن ثق بنا لإنهائه».
وأشارت إلى أن ليز تروس خاطرت بشكل كبير فيما يتعلق بالضرائب والتضخم، ولكن دون تقديم الكثير من أي شيء آخر.
وأضافت: بينما لا يقدم ريشي سوناك، على الرغم من المخاطرة الكبيرة في حياته المهنية، مثل اختيار دعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو القيام بأعباء كبيرة كمستشار بشأن وباء كورونا، سوى القليل مما يتجاوز به كونه نجمًا صاعدًا.
وأردفت بالقول: هذه الانتخابات القادمة تدور حول أكثر بكثير ممن سيكون رئيس الوزراء القادم من حزب المحافظين، بل إن الأمر يتعلق بما هو أكثر من التضخم المتصاعد الذي يدفع الناس إلى اليأس.
واستطردت: رغم كل الضجيج والشكاوى من الكثير من وسائل الإعلام، تظل بريطانيا دولة متوازنة بشكل مذهل ومتسامحة.
واختتمت بقولها: علينا أن نشكر الحس السليم للجمهور البريطاني، لكن صبرهم سيختبر على حافة الهاوية في العامين المقبلين، وهم بحاجة إلى رئيس وزراء يفهم ذلك.
