وأضاف: يشعر النقاد بالقلق من أنه إذا انتصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، فقد يتم تشجيع تشي جين بينغ على شن غزو صيني لتايوان.
لكن، وبحسب التقرير، هناك اهتمام أقل بالدروس التي قد يستخلصها كيم جونغ أون في كوريا الشمالية من الصراع، في حال سعى، أو شعر بأنه مضطر لإشعال الحرب الكورية الثانية.
وتابع: لعقود من الزمان، بدا هذا الاحتمال بعيدًا، بل وحتى سخيف، الآن، ومع ذلك، فإنه ليس من السهل رفضه، ومضى يقول: لعقود من الزمان، بدا بقاء كوريا الجنوبية مدعومًا بقوتها وضعف كوريا الشمالية.
فشل «شمالي»
وتساءل الكاتب أندرو سالمون في تقريره: كيف يمكن لكوريا الشمالية، التي فشلت في الاستيلاء على كوريا الجنوبية في عام 1950 عندما تم نشر عدد قليل من القوات الأمريكية في شبه الجزيرة في بداية الحرب، أن تأمل في الانتصار ضد تحالف في وضع دفاعي كامل، بما في ذلك 28000 جندي أمريكي على استعداد للقتال فورًا.
واستطرد: كان هذا التحليل مدعومًا بالهبوط السريع لاقتصاد كوريا الشمالية في أوائل التسعينيات، مما جعلها غير قادرة على الاستثمار بكثافة في القوات التقليدية، بينما أنفقت بيونغ يانغ ثروتها الوطنية المتضائلة في تشكيل رادع نووي بعيد المدى لإبقاء أمريكا في مأزق.
ونوه إلى أن النقاد أراحوا النقاد أنفسهم بالتحليل القائل إن نظام كيم لن يخاطر ببقائه باستفزاز كبير.
وأشار إلى أنه في عام 2021، بعد فشل التواصل رفيع المستوى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون علنًا عن بناء أسلحة جديدة ضخمة، تم تصنيفها لعمليات قريبة وليست عابرة للقارات.
نجاح مغامرة
ويواصل الكاتب بقوله: أثار اجتياح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا المزيد من الرعب لدى البعض، الذين يخشون أنه إذا نجحت مغامرة موسكو في أوروبا الشرقية، فقد تشجع على اتخاذ خطوات مماثلة في شرق آسيا.
واعتبر أن أهم الدروس الإستراتيجية التي يمكن أن تستفيد منها كوريا الشمالية من الصراع في أوروبا البعيدة هو إستراتيجية بوتين ذات الرأسين المتمثلة في خوض الحروب في وقت واحد مع ردع الآخرين عن الانضمام إلى المعركة.
وتابع: كانت طريقته تتمحور حول غزوه التقليدي بالتهديد باستخدام نووي ضد أي شخص يجرؤ على التدخل، وقد نجحت حتى الآن.
ونقل عن ماركوس جارلاوسكاس، الزميل البارز في مركز «سكوكروفت» للإستراتيجيات والأمن ومسؤول سابق في المخابرات الوطنية الأمريكية، قوله: ترى كوريا الشمالية كيف سيطر بعض الصخب على الجبهة النووية على الخطاب حول كيفية الرد على العدوان الروسي، ربما تعلّم الكوريون الشماليون أيضًا أنه يمكنك إبقاء الصراع محدودًا، يمكنهم تركيز عدوان كبير وعدم جعله يتطور إلى صراع أوسع.
ومضى يقول: لم تكن أوكرانيا عضوًا في الناتو ولا حليفًا لمعاهدة أمريكية، تتمتع كوريا الجنوبية بمعاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة ولها قوات أمريكية في أراضيها.
مواجهة أزمة
ويتابع الكاتب: ومع ذلك، فإن الأمر الذي يتم مناقشته كثيرًا بين النقاد هو التزام الولايات المتحدة في مواجهة أزمة تحرك محتملة من هذا النوع.
وأضاف: يشعر البعض بالقلق من أن واشنطن ستوازن التزامها بموجب المعاهدة تجاه سيول مقابل خطر خسارة مدينة أمريكية أو أكثر بسبب الضربات النووية الكورية الشمالية، وبالتالي، من المرجح أن تراقب بيونغ يانغ أوكرانيا باعتبارها اختبارا لإرادة الولايات المتحدة.
ونقل عن تشو سونغ مين، الأستاذ بكلية الدراسات الأمنية في مركز «دانيال ك. إينوي آسيا باسيفيك» لدراسات الأمن، قوله: إذا سقطت أوكرانيا أو قدمت تنازلات، فيمكن للصين أو كوريا الشمالية استخدام هذه الحالة كسردية تبرر أن تايوان أو كوريا الجنوبية لا يمكنهما الاعتماد على قرار من الولايات المتحدة.
وأردف التقرير: مع قيام حرب أوكرانيا بتوسيع الانقسام العالمي بما يضع «الشمال العالمي»، الذي يمثله الغرب، واليابان وكوريا المتحالفة مع الولايات المتحدة ضد الشراكة الناشئة بين الصين وروسيا، فقد استفادت كوريا الشمالية بالفعل دبلوماسيا.
ونقل عن المحلل السياسي فيكتور تشا، قوله: قام الصينيون والروس بشكل أساسي في إعاقة مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بكوريا الشمالية.
سداد مقابل
وأشار فيكتور تشا إلى أن بيونغ يانغ لم تستغرق وقتًا طويلًا لسداد المقابل لموسكو، ففي 13 يوليو، أصبحت الدولة الثالثة على وجه الأرض، بعد روسيا وسوريا، تعترف بجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الأوكرانيتين المواليتين لروسيا.
وأضاف المحلل السياسي: قد تكون الفوائد المستقبلية لكوريا الشمالية مادية وكذلك دبلوماسية. ترى كوريا الشمالية على الأرجح الكثير من الفرص في روسيا، سواء كانت في شكل طاقة أو تعاون مستقبلي في تقنيات الصواريخ.
وبحسب التقرير، تعتمد برامج الصواريخ في كوريا الشمالية، من المدفعية الصاروخية إلى الصواريخ الباليستية، بشكل كبير على الأصول والتصميمات والمكونات الروسية.
وتابع: كما تظل موسكو ملتزمة بشرقها الأقصى على الرغم من التحديات التي تواجهها في أوكرانيا.
ونقل عن تشا، قوله: تحتفظ روسيا بوجود عسكري في شرق آسيا ولا تشتت انتباهها عن تلك المنطقة، هذا يرسل إشارة قوية إلى كيم جونغ أون بأن لديه صديقا إذا لزم الأمر.
وأضاف التقرير: لكن من المرجح أن تكون الدروس التكتيكية لبيونغ يانغ من ساحة القتال أكثر دقة، وأكثر إثارة للقلق.
وأضاف: لم تأخذ كوريا الشمالية الكثير من معداتها فحسب من الاتحاد السوفييتي وروسيا، بل أخذت أيضًا العقيدة الهجومية لموسكو الأولوية التي تعتمد على مناورة الأسلحة المشتركة والمدرعة الثقيلة والاختراق العميق.