الأول هو مَن يصاحبك في السفر، فالسفر مقياس مهم لطول البال وتقلب المزاج، والانفتاح في كل الأوقات، فتعرفه قبل النوم وبعده، وحين الخروج وقبله، وحين الأكل والشراء والغضب والضحك؛ لأن الحياة العادية غالبًا تُظهرنا للآخرين بالوقت والمظهر اللذين نحبهما نحن، أما في السفر فكل شيء ظاهر شكلًا ووقتًا.
الثاني هو المال، فما أن تدخل مع شخص في أمر ماليّ إلا ويُظهر ذلك ماهية هذا الشخص، سواء كان دينًا أو شراكة أو خلافهما، فمدى حرصه وتصرُّفاته والتزامه وإهماله تجاه هذا الأمر يُعدُّ معيارًا مهمًّا للحكم عليه.
الأمر الثالث هو الاختلاف، والذي قد يتطور إلى خلاف، هنا تحضر أمُّ المعايير وأبوها وجدتها، فهل يكون مُنصفًا عادلًا في الاختلاف أم هادمًا لكل ما مضى جائرًا على غيره أنانيًّا لنفسه، هل يصفك بعد الخلاف بما فيك فعليًّا فيُثني عليك إن كنتَ تستحق الثناء، أم يجعلك مجمعًا لسوء الخصال كلها، ناسفًا لكل شيء آخر فيك، وكأنك لم تعِش إلا لهذا الأمر فقط، الذي أسأت له فيه بنظره.
قيل: (ثلاثة أرباع الحكمة ـ العقل - في التغافل) وهنا لا يُقصد الغفلة فشتان بينهما، فالتغافل هو غض الطرف من أجل عدم تعطيل الأمور، وحتى تسلك الحياة، فما من شخص وقف على كل صغيرة وكبيرة إلا كان الهَم والقلق صاحبيه الوفيَّين، كفانا الله وإياكم كل شر.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل، أودعكم قائلًا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبدًا)، في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi