وقال الرئيس التنفيذي للمركز د. خالد العبدالقادر: إن العالم أدرك أن النظام البيئي لأشجار المانجروف، كنز طبيعي حيوي، ومن أفضل الأنظمة البيئية فائدة، وأكثرها تكاملًا وحلولًا طبيعية لكثير من المشكلات العالمية؛ لذا توجه العالم نحو الاحتفاء به؛ ليصبح السادس والعشرون من يوليو كل عام يومًا دوليًّا لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف؛ اعترافًا بما لهذا النظام من منافع عديدة بيئيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وتعزيزًا للوعي بأهمية الحفاظ عليه وتحريك بواعث الالتزام الفردي والمجتمعي والمؤسسي تجاه حماية هذه الغابات.
الأمن الغذائي
وأوضح خلال فعالية اليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف، التي ينظمها المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، في مدينة الجبيل الصناعية، أن غابات المانجروف تسهم في تعزيز الأمن الغذائي للمجتمعات المحلية الساحلية، وتُخفِّف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وتحمي من تآكُل وانجراف الشواطئ الساحلية، وتمثل بيئة غنيّة للأسماك والرخويات والقشريات والطيور، ما يعزز التنوع الأحيائي.
آثار بيئية
وتابع إن تسارع وتيرة تدهور غابات المانجروف عالميًّا، وما سيُخلِّفه من آثار بيئية واجتماعيّة واقتصاديّة ضارة، جعل الحاجة ماسة وضرورية لحماية النظم البيئية لهذه الغابات، والتغلب على التحديات، التي تواجه بقاءها إما بسبب التدخلات البشرية السلبية الضارة أو الظروف الطبيعية، وذلك عبر إطلاق صيحة عالمية من قبل الجهات المختصة للتحذير من الآثار الناجمة عن فقدان هذه النظم، وصيحة أخرى تَشارُكية تُوحِّد الصفوف خلف نداء «تحقيق مستقبل مستدام ينعم في ظِلِّه الجميع.
الغطاء النباتيوأشار إلى أن المملكة كان لها السبق في دعم الجهود الدولية؛ للتوسع في تنمية وحماية الغطاء النباتي لأشجار المانجروف، وتعزيز النظم البيئية لها، فكان الإعلان عن زراعة 100 مليون شجرة مانجروف خلال الأعوام المقبلة كمستهدف رئيس نصَّت عليه رؤية 2030، وكذلك إعلان سمو ولي العهد «يحفظه الله»، عن مبادرتي «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر»، كمظلة تعمل في إطارها العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص وغير الربحي، وأهمها وزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، عمل على كثير من المشاريع لزراعة ملايين من أشجار المانجروف تحقيقًا لمستهدفات المبادرتين.
جودة الحياة
من ناحيته، بيّن مدير إدارة غابات المانجروف، د. صالح آل زمانان أن أشجار المانجروف لها أهمية في تعزيز جودة الحياة، والمحافظة على جودة المياه، وهي ملاذ ومأوى للعديد من الطيور المهاجرة والمقيمة، وتعتبر ذات كفاءة عالية في تخزين الكربون بعشرة أضعاف الغابات الأرضية، وخمسة أضعاف الغابات الاستوائية، وهي مناطق جذب بيئي وسياحي.
غابات طبيعيةوكشف أن مساحة الغابات الطبيعية في المملكة 2.7 مليون هكتار، وأن الضغوط على غابات المانجروف أثرت سلبًا عليها، ومن أسباب تدهورها الصرف الصحي والردم والتجريف، بالإضافة إلى الرعي وزحف الرمال والتلوث النفطي، مشيرًا إلى زراعة مليوني شجرة مانجروف خلال عامين وسط وجنوب البحر الأحمر.
حلقة الوصلوقال المختص في الدراسات البيئية في غابات المانجروف بجامعة الملك عبدالعزيز، د. رفعت أبو حسن، إن أشجار المانجروف تنتشر في المملكة، إلى حدود 28 درجة شمالًا، وهو أحد الحدود العليا لانتشار المانجروف على مستوى العالم، ويعد حلقة الوصل بين اليابسة والبحار. مضيفًا: يوفر المانجروف بيئة حاضنة للأسماك، وتعتمد عليها الطيور والأسماك كمستهلكات ثلاثية.
المعلومات الجغرافية وأشار م. أحمد النعمي إلى دور نظم المعلومات الجغرافية والتقنية في دعم اتخاذ القرار فيما يخص البيئة، وأن أشجار المانجروف بالمنطقة الشرقية شهدت تدهورًا، إثر التعديات، والرعي، وزحف الرمال، والآثار البيئية الأخرى، موضحًا أن ميناء الدمام تأثر عام 2000.
تهديدات عدةمن جهته، قال مستشار المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر د. لطفي الجهني: إن التهديدات التي تتعرض لها غابات المانجروف تتمثل في انخفاض الكثافة الشجرية، وسوء مظهر الأشجار، وإن الوضع الراهن لغابات المانجروف يوحي بتعرضها لضغوطات بيئية أو بشرية، ومن أسباب التدهور تحرك الرمال، والموت القمّي، والآفات على الفروع والثمار، بالإضافة إلى القطع الجائر، وصرف المجاري في البحر، وإلقاء المخلفات، وتغيير طبيعة الشاطئ، ومخلفات الصيادين، ورعي الإبل.