وفي تصريح من أوغندا، أكد لافروف، أمس الثلاثاء، خلال ندوة صحفية، أن إنشاء مشروع نقل الغاز الروسي إلى أوروبا والاستثمار في «نورد ستريم 1» تم وفقا للمعايير الأوروبية، ورغم ذلك قرروا إغلاقه، وفي نفس السياق أكد استعداد بلاده لبيع النفط لأي دولة مهتمة.
دعاية الغرب
وقال وزير الخارجية الروسي: لا يسعني إلا أن أقول «إن زملاءنا الأجانب يلوموننا على كل المشاكل، في عام 2016، انتخبت موسكو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والاتحاد الأوروبي يصرح باستمرار على مدى الـ 6-7 سنوات الماضية بأن بلادنا تستخدم الغاز كسلاح، بدون أن يقدم أي دليل أو مثال على ذلك».
وأضاف لافروف: «إن الغرب يعمل على نشر دعاية والتأثير على الرأي الاجتماعي وإقناع المجتمعات بأن روسيا مذنبة في كل شيء ومسؤولة عن كل المشاكل بما فيها أزمة الطاقة وأزمة الغذاء».
وكتبت جمهورية التشيك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، على «تويتر» تقول: «لم تكن هذه مهمة مستحيلة، الوزراء توصلوا إلى اتفاق سياسي بشأن خفض الطلب على الغاز قبل الشتاء القادم».
كما قرر الاتحاد الأوروبي تجديد عقوباته على روسيا لستة أشهر أخرى حتى نهاية يناير 2023.
ويشير القرار، وهو إجراء شكلي اتخذه وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي، إلى العقوبات التي تم فرضها لأول مرة عام 2014 وتم توسيعها بشكل كبير بعد حرب الروس بأوكرانيا في فبراير هذا العام.
في المقابل، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، أمس الثلاثاء: إن التوربين الذي يعمل بالغاز في خط الأنابيب الروسي «نورد ستريم 1» لم يصل بعد من كندا، حيث تجرى له أعمال صيانة، لكن موسكو تأمل أن يتم تركيبه «عاجلًا وليس آجلًا».
واتهم الاتحاد الأوروبي روسيا مرارًا باللجوء إلى الابتزاز عن طريق الطاقة، في حين يقول الكرملين: إن نقص الإمدادات ناتج عن أعمال صيانة وأثر العقوبات الغربية.
إمدادات الغاز
وأكد المتحدث باسم الكرملين مجددا أن العقوبات المفروضة على روسيا تعقد عمل خط أنابيب «نورد ستريم 1» مما يخفض إمدادات الغاز لأوروبا إلى 20% فقط من طاقة الخط خلال أعمال الصيانة.
وقالت شركة «جازبروم» المملوكة للكرملين وتحتكر صادرات الغاز الروسية: إن تدفقات الغاز ستنخفض إلى 33 مليون متر مكعب يوميا اعتبارًا من اليوم الأربعاء، أي نصف مستواها الحال؛ لأنها تحتاج إلى خفض عمليات توربين الغاز في محطة ضغط إلى النصف بناء على توجيهات هيئة رقابية بالقطاع.
وتتوقع «جازبروم» وصول توربين تجرى له أعمال صيانة لدى شركة «سيمنز إنرجي» من كندا بعد استكمال الصيانة.
وقال بيسكوف: «نعم بالفعل هناك بعض العيوب في التوربينات، التوربين لم يصل بعد عملية صيانة كبيرة، وهو في الطريق الآن ونأمل أن يصل عاجلا وليس آجلا».
وأضاف: «إن توربينا آخر به بعض العيوب».
وقال: «الوضع معقد للغاية بسبب القيود والعقوبات التي فرضت على بلادنا»، مضيفًا «إن خط أنابيب «نورد ستريم 1» كان يمكن أن يعمل بشكل طبيعي الآن لولا العقوبات».
وفي سياق منفصل، قالت وزارة الدفاع التركية، أمس الثلاثاء: إنه سيتم افتتاح مركز تنسيق مشترك لصادرات الحبوب الأوكرانية بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة في حفل بإسطنبول، اليوم الأربعاء.
ووقعت كييف وموسكو وأنقرة والأمم المتحدة الأسبوع الماضي اتفاقا يهدف إلى السماح بمرور آمن لشحنات الحبوب من وإلى الموانئ الأوكرانية التي تحاصرها روسيا منذ 24 فبراير، وستقوم جميع الأطراف بتعيين ممثلين في مركز التنسيق لمراقبة تنفيذ الخطة.
قصف ميكولاييف
ومن جنوب أوكرانيا، قال أولكسندر سينكيفيتش رئيس بلدية منطقة ميكولاييف، أمس الثلاثاء: إن القوات الروسية قصفت البنية التحتية لميناء ميكولاييف.
وقصفت روسيا يوم السبت الماضي ميناء آخر في أوديسا بجنوب أوكرانيا، مما يلقي بظلال من الشك على خطة لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية.
وأضاف سينكيفيتش للتليفزيون الأوكراني الحكومي: «تم توجيه ضربة صاروخية ضخمة على جنوب أوكرانيا من اتجاه البحر الأسود وباستخدام الطيران»، دون أن يقدم تفاصيل عن آثار الضربة.
وعلى صعيد آخر، قال رئيس إدارة مدينة دونيتسك، أمس الثلاثاء: إن حريقًا شب ليلا في مستودع للنفط بمنطقة تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا بعد أن قصفت القوات الأوكرانية المدينة.
وقال أليكسي كولمزين رئيس بلدية دونيتسك على «تيليجرام»: «نتيجة القصف الليلي في منطقة بودينوفسكي، شب حريق في مستودع لتخزين الوقود».
وقالت خدمات الطوارئ في دونيتسك: «إنه لم تقع إصابات نتيجة الحريق»، وأضاف كولمزين «إنه تم إخماد الحريق في حوالي الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي».
ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق على الفور من تلك التقارير أو سبب الحريق.
وأظهرت لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حريقا مشتعلا قرب خزانات النفط على خطوط السكك الحديدية في مستودع التخزين. ودونيتسك هي عاصمة جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية المدعومة من روسيا، وهو كيان منشق في منطقة دونباس الأوكرانية ومعترف بها من قبل روسيا وسوريا وكوريا الشمالية فقط.
إلى ذلك، وفيما تجنبت الدول الأفريقية بدرجة كبيرة الانحياز لطرف في الحرب ورفضت الانضمام للغرب في إدانة روسيا وفرض عقوبات عليها، بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء، جولة تشمل ثلاث دول أفريقية بزيارة الكاميرون اليوم.
جولة ماكرون
وتهدف جولة الرئيس الفرنسي إلى تعزيز الروابط السياسية مع القارة والمساعدة في دعم قطاع الإنتاج الزراعي وسط تراجع الأمن الغذائي بسبب الحرب في أوكرانيا.
والكاميرون، الواقعة في وسط أفريقيا والغنية بالمعادن، منتج رئيسي للغذاء في أفريقيا وسيسعى الوفد المرافق لماكرون وراء فرص استثمار في القطاع الزراعي.
وبينما اجتمع ماكرون مع الرئيس الكاميروني بول بيا في العاصمة ياوندي، تواجه العديد من دول أفريقيا مشكلات تتعلق بالأمن الغذائي وأمن الطاقة بسبب الاعتماد على الإمدادات الروسية من الحبوب والطاقة، لكنها تشترى كذلك الحبوب الأوكرانية التي توقفت بسبب الحرب الدائرة هناك.
ويصل ماكرون إلى بنين، اليوم الأربعاء، ثم إلى غينيا بيساو غدا الخميس.
من ناحية أخرى، أعلنت، أمس الثلاثاء، موسكو عن نيتها الانسحاب من محطة الفضاء الدولية بعد 2024 وبناء أخرى خاصة.
وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء الاتحادية الروسية (روسكوزموس)، يوري بوريسوف: إن بناء محطة فضاء روسية خاصة سيكون أولوية رئيسية ضمن جهود استكشاف الفضاء التي تقوم بها الوكالة.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن بوريسوف القول، أمس الثلاثاء، خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «سنواصل مشاريعنا التجريبية وفقًا للخطط المعتمدة، وسيتم تركيز أولوياتنا الرئيسية على بناء محطة فضاء روسية».
وكشف بوريسوف عن أن روسيا ستنسحب من مشروع محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024، وستبدأ قبل ذلك الحين إقامة محطة فضائية وطنية.
وقال: «تعلمون أننا نعمل في إطار تعاون دولي بمحطة الفضاء الدولية. بالطبع، سنفي بجميع التزاماتنا تجاه شركائنا، إلا أن قرارًا قد اتُخذ بمغادرة هذه المحطة بعد عام 2024».