DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التركيز والتأمل والتفاؤل.. أسلحتك للتغلب على التوتر

الانفعال السلبي وفوضى الأفكار المتطفلة يعني العبث في كيمياء أجسادنا

التركيز والتأمل والتفاؤل.. أسلحتك للتغلب على التوتر
تتعدد مصادر التوتر لدى الإنسان التي تجعله في حالة انشغال عقلي، وقال الأخصائي النفسي ناصر الراشد، إن الرغبة في المثالية قد تكون في بعض الأحيان مصدرا للتوتر، فهناك إنسان لديه افتراضات أن المثالية تجنبه النقد، وآخر يرى أنها تجعله يتفوق على الآخرين، ومثل هذه الفرضيات حول المثالية يحدد الكثير من توجهات الإنسان في الحياة والطريقة التي يتعامل بها مع مختلف المواقف في حياته، ولذلك قد تكون مصدرا من مصادر التوتر لديه.
وأوضح أنه من الناحية الاجتماعية، منا من يرى الخير في الآخرين ويحب الاقتراب منهم وتكوين علاقات اجتماعية معهم، وهذا ما ينسجم مع طبيعتنا البشرية، فالإنسان اجتماعي بطبعه، هذا النوع من التوجه نحو العلاقات الاجتماعية يبعث على الهدوء، على العكس من ذلك الإنسان الذي ينظر للناس أنهم مصدر للمشكلات فيقرر الانسحاب والانطواء، أو الشخص الذي يبالغ في طلب المزيد من القيمة الاجتماعية وعندما لا يحصل عليها يكون الإنسان غير جيد، النموذج الثاني والثالث هما مصدر للتوتر وعدم الارتياح.
تكرار الأمل وأضاف: من يفكر بطريقة متفائلة سوف يكون مستوى التوتر لدية في حالة احتواء، ويبقى في حالة من تكرار الأمل من خلال بذل الجهد، وهذا النوع من التفكير هو نتاج فكرة أن العالم مليء بالفرص، وعلى الإنسان أن يسعى إلى الحصول على الأفضل، وتوفير متطلبات النمو التي تساعده على الاستعداد للفرص أيضا، بينما يعيش البعض في مستويات عميقه من الإحباط لمجرد فرصة فائتة، هذه نماذج تصنع الفارق بين الأفراد في المجتمعات، فهي تجعلهم في حالة من الحيوية أو حالة من الركود.
التقييم المعرفي
وأوضح الراشد أن أساس تعامل الإنسان مع أحداث الحياة ومواقفها الضاغطة هو تقييمه المعرفي لهذه الأحداث والمواقف، ويتم هذا دون وعي مباشر من الفرد، لذلك عليه الاهتمام بإصلاح اللاوعي، فهو لا يدرك دور التقييمات المعرفية والأفكار في أي اضطراب قد يظهر عليه بسبب النشاط المعرفي السلبي الذي ينتج مشاعر مضطربة، وهنا تختلط الأمور عند الإنسان بين السبب الحقيقي لاضطرابه وبين الحدث، فغالبا لا يكون الحدث هو سبب الاضطراب، ولكن تفسير الإنسان للحدث هو السبب، لذلك فإن الوعي بالأسباب التي تؤدي إلى الاضطراب يساعد الإنسان على التوجه نحو خيارات معرفية أكثر منطقية للتعامل مع الأحداث، وبالتالي تصنع له الهدوء، فالمشاعر هي موقف عقلي معرفي شديد يؤدي إلى إحداث انفعال، فإذا استطعنا التحكم في الموقف العقلي فسنتحكم في المشاعر والعاطفة، وأيضا الاستجابات الفسيولوجية التي تنتج عن الموقف والتي تنعكس على صحتنا الجسدية.
الانفعال السلبي وأشار إلى أن التوتر والانفعال السلبي وترك المجال لفوضى الأفكار المتطفلة يعني العبث بشكل غير مباشر في كيمياء أجسادنا، وحدوث نسب مرضية من الكورتيزول والأدرينالين يمتلئ بها الدماغ والجهاز الهضمي، ما يجعلنا في حالة مزمنة من الاستثارة ويعطل وظائفنا الحيوية والنفسية، وتابع: تأمل علاماتك الحيوية كيف تضطرب، ومع تكرار الانفعالات سيكون الوضع الصحي سيئا بلا شك، لذلك علينا أن نوقف تلك الأفكار التي تعبث في بيولوجيا وفسيولوجيا أجسادنا، من خلال استبدال أفكار أكثر منطقية بها، ما يساعدك على التخلص من النسب الضارة من الكورتيزول والأدرينالين، فنحن بسبب موقف بسيط قد نستهلك الكثير من خلايا أجسادنا السليمة، ونعطي للموقف أكثر مما يستحق.
رضا الآخرواستكمل حديثه قائلا: الإنسان يجب أن يكون محبوبا من الجميع، وأن تكون له منزلة في النفوس، فذلك أمر جيد، ولكن أن يسعى الإنسان فقط إلى رضا الآخر وليس عمل الصواب، فهذا شعور فيه إجهاد للمشاعر، ويجعل العقل منشغلا في رضا الآخر الذي يعد من الأمور الصعب إدراكها، وهذه الفكرة سوف تجعل الإنسان يبذل جهدا من أجل إرضاء الآخرين ليحصل على الحب، وأيضا من نتائجها فقدان الثقة بالنفس، وسيكون الإنسان في حالة من الحساسية المفرطة المزعجة، ويتولد لديه الشعور بالرفض في أبسط المواقف، ويمكن تجاوز هذه الفكرة بالكفاية العاطفية للنفس، حيث لا يكون الإنسان معتمدا في استمداد قيمته على الآخرين، بل تكون قيمته نابعة من الداخل، وأيضا يعطي دون أن يتوقع الحصول على شيء، والأمور الخطيرة يجب أن تقع وأن نستعد لها ولأي ألم وقلق وضجيج نفسي، وهناك نوع من الناس يعيش المآسي قبل حدوثها وفي حالة تأهب وتوجس مستمر، ويتوهم المرض ويترقب حدوث الكوارث، ولديه خوف من فقدان الأموال أيضا، فيتحول إلى شخص بخيل لأنه يتوقع الفقر والوجع قبل وقوعهما.
المشاعر الإيجابيةوأردف: الوعي والتعقل والاستبصار من المفاهيم الأساسية التي يركز عليها العلاج المعرفي بالتحديد، والتحكم في مزاجنا وموازنة حياتنا من خلال الممارسة المنتظمة للتفكير الذي ينتج الهدوء، فنحن نحتاج إلى هذه الممارسة المنتظمة للحصول على لحظات من الهدوء اليومي في حياتنا، فمتى آخر مرة فعلت فيها شيئا ببطء وباختيارك؟ وهل يمكنك أن تتذكر آخر مرة علقت فيها في زحام وفعلت ذلك بحالة من الرضا واستمتعت بالفراغ الذي وهبه لك الزحام، واستخدمت الهدوء والتواصل مع جسدك والبيئة من حولك بديلا عن السلوك الاندفاعي والغضب؟كما تساعدنا اليقظة الذهنية على الاختيار وإطالة فترات البقاء في المشاعر الإيجابية، وسوف نستمتع باللحظات أكثر وسنقلل ظهور المشاعر والانفعالات السلبية في يومياتنا، واليقظة الذهنية تعني الانتباه بطريقة معينة، وعن قصد في الوقت الحاضر ودون أحكام، وهذا الانتباه للحظة سوف يحسن رفاهيتنا النفسية وسلوكنا ومشاعرنا، ويعطينا مستوى من الهدوء وتقديرا أفضل للمواقف.
حضور ذهنيواختتم حديثه قائلا: حدد لك مجموعة من الأهداف التي تسعى لتحقيقها، وحدد 5 أفعال لم تعتد القيام بها واعمل على تنفيذها خلال أسبوع، ومارس الرياضة بانتظام، وكن يقظا وأنت تتناول وجباتك الغذائية، حاول أن تتذوق الطعم، وابتعد عن مصادر التوتر، وعليك بالتفكر والتأمل المنتظم، ومن أفضل الأعمال التي تساعد في الحصول على اليقظة الذهنية الصلاة، فهي برنامج روحي منتظم، يستطيع الإنسان الاستثمار فيه، وعندما تذهب للصلاة حاول أن تكون في حالة حضور ذهني، وسوف تحقق عائدا معنويا أعلى في الصلاة، وسوف تشعر بالفارق في مستوى الهدوء النفسي بقدر يقظتك.
اليقظة الذهنية تساعد على حسن الاختيار وتطيل فترات المشاعر الإيجابية
العلاقات الاجتماعية تنسجم مع طبيعتنا البشرية وتبعث على الهدوء
التفكير بطريقة متفائلة يقلل مستوى التوتر ويبقي حالة من تكرار الأمل
السعي إلى رضا الآخر أمر صعب يجهد المشاعر ويقلل الثقة بالنفس