عقول لم نر ما في داخلها، والذكريات شيء معك يعيش وتظل محتفظا به طيلة حياتك، واللحظات التي يقع فيها ألم في قلبك تظل خالدة في عقلك وقلبك، تظل تحتفظ بها طيلة حياتك نعم وكأنها جزء من يومك وقلبك، والألم تظل تتذكره وتفرح عند نسيانه ويصبح رمادا كأنه لم يكن جزءا منك ويمكن أن تتخذ قرارات أو أن تكون هناك قرارات وقوانين لعبت دورا كبيرا في شخصيتك وجعلتك تكون كما أنت عليه الآن، وهذا واقع لا يمكننا الهروب منه أو حتى نسيانه، وعندما نتحدث عن مرحلة الدراسة وهي مرحلة مهمة جداً في حياة كل إنسان، وهي مَن تحدد مصيره عندما يكبر وعندما نرى أنه يجب أن يتقن اللغة الإنجليزية، وهناك اختبارات يجب أن ينجح فيها لكي يكمل دراسته الجامعية أو الدراسات العليا، وهذا يحدث في جميع مراحل الدراسة، وهذا يقلل فرص وقبول العديد من الطلاب، وهذه مرحلة خطيرة جدا على الأجيال القادمة، التي يمكن لها أن تحرم من إكمال تعليمها ويصبح المكان الوحيد الذي تتعلم منه وتبني هويتها منه هو وسائل التواصل الاجتماعي، وهي أخطر شيء يمكن أن يقع ضحية له وهي الأجيال القادمة، التي حرمت من التعليم وأصبحت بلا أساس تستند عليه لكي يكون لها وجود، وعندما نتحدث عن الدول المتقدمة مثل أمريكا وغيرها جميعهم لا يتقنون اللغة العربية، وجميعهم يسافرون إليها وهم لا يتقنون اللغة، وعندما نرى ما تفعله هذه الدول العظيمة وهي ما بحوزتها القوة نجد أنها تفكر بشيء مختلف عما نحن نفكر فيه، فهي تفكر بما سيقدمه الفرد لوطنه وليس بإتقانه لغتهم، واللغة شيء تافه يمكن لك أن تستعين بمترجمين وطاقم يترجم لك ما تريد معرفته، وهذا حدث في مسابقة ملكة جمال الكون تشارك فيها دول أجنبية مثل فرنسا وغيرها ولا تتقن ملكة جمال إلا لغة بلدها، فيكون هناك مترجم لها يترجم لها السؤال، ويترجم أيضاََ إجابتها عليه ولا يشترط لقبولها في المسابقة إتقان اللغة الإنجليزية، وعندما نرى ما يفكرون به نجد أن ما أقدمه لوطني أهم من قدرتي على التحدث بجميع لغات العالم. نعم هذا واقع نحن بحاجة لمعرفته جيدا، وهناك الكثير ممن يمكن أن يكتبهم التاريخ، وكان سيكون لهم وجود في وطنهم ولكن عدم معرفتهم باللغة الإنجليزية جعل وجودهم يكون من المستحيل في عالم السياسة والاقتصاد، الذي نحن بحاجة له في جميع المجالات أن يكون هناك اهتمام بالذي يستحق أن يقدم شيئا لوطنه، وأن يكون هناك طاقم يكون متخصصا في جميع اللغات، ومهمته أن يترجم فقط، وأن نفتح بابا في إكمال الدراسة دون الحاجة لهذه الاختبارات الصعبة، التي هي وقفت عقبة في طريق كل مَن يريد إكمال دراسته نعم، وهناك عقول دفنت لعدم حبها لهذه القوانين، التي هي بمثابة عقبة لعقول كان يمكن لها أن تخترع أو تدخل في السلك الدبلوماسي وتبدع فيه وكان يمكن لها أن ترسم صورة جميلة للدول الأجنبية عن تاريخ العرب، ولذلك هناك أقلام وعقول وقلوب لا تباع بثمن؛ لأن الوطن لديها هو أغلى من أي ثمن، ونحتاج أن ندرك أن اللغات ليست شيئا يحدد قيمتك ولا شيء يقلل مما ستقدمه لوطنك، ونتخذ الدول الأجنبية قدوة، فإنها لم تشترط على أي فرد في جميع المجالات أن يتقن اللغة العربية، بل إنها تبحث عمن يقدم لوطنه ما يستحقه، وهذا واقع نحن بحاجة لفهمه جيداََ ومعرفته جيداََ لكي لا نخسر خسارة كبيرة نحن في غنى عنها.
@sahla_almadani