- لكن يجب ألا نصدق كل مَن «تفاخر بمزاجه».. فهناك أمزجة سلبية وبليدة وعقيمة في تفكيرها ونظرتها للناس والمجتمع، ونماذج تلك الفئة كثيرة، وهم على النقيض تمامًا من نماذج «مزاج المجانين» الذي أتى لنا بكوكبةٍ كبيرةٍ من المبدعين الذين يستحقون أن تتصدر نجاحاتهم وإبداعاتهم كافة المشاهد في المجتمع.. وندعو الله أن يكثر من أمثالهم.
- قبل أشهر قليلة وجدتُ نفسي بين أصدقاء هائمين في صناعة الأفلام والإخراج والكتابة، والغوص في كافة تفاصيلها وتفسيراتها.. دارت الأحداث في تلك الجلسة عن الصناعة والرغبة والطموح والدعم.. «وأخوكم كان من بينهم مِثل الذي غلب عليه النعاس»، من شده تعمقهم في تلك التفاصيل.. أحداث عديدة تطرَّقوا لها.. عادوا لغياب القدرات في الماضي، وتحدثوا عن الحاضر المشرق.. وانغمسوا في أدق تفاصيل مواهب زملائهم في المجال مثل المخرجَين عبدالعزيز الشلاحي، وعبدالمحسن المطيري، بالإضافة إلى الممثلين ماجد فواز مطرب، وفيصل دوخي، وعبدالعزيز العمري، وابراهيم حجاج.. والحقيقة أن أمورًا عديدة اسوقفتني بعد ذلك اللقاء.. ولعل أبرزها الأفكار التي يملكها البعض منهم، ومنهم مَن هم خارج دائرة هذا المجال.. وهذا تأكيد على أن «مزاج المجانين» لا يرتبط بعقل ولا مكان أو زمان.. بل هي القدرة على تهيئة الأجواء المناسبة لانتزاع موهبة تلك الأشخاص.. كما أنني لمستُ فيهم الرغبة والطموح والإصرار على تحقيق النجاح لصناعة ابتكارات ملهمة تُثري الساحة بطموحهم وفكرهم، والسير على خُطى مَن سبقوهم خلال السنوات الماضية، بعد أن أصبحت تلك النجاحات مصدرًا للاهتمام في المحافل العالمية التي شاركت بها تلك الأعمال.
وهنا يجب أن أهنئ وزارة الثقافة على تشجيع هذه الصناعة، وزراعتها في جيل شاب سيقول كلمته للعالم في أقرب فرصة..
وعلى الخير نلتقي.