DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ذا لاين.. «نقطة إلهام» للاستدامة ومثالية العيش عالميا

تحقق الرفاهية والابتكار وتعزز مكانة المملكة سياحيا

ذا لاين.. «نقطة إلهام» للاستدامة ومثالية العيش عالميا
أكد مختصون أن إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس إدارة نيوم، عن تصاميم مدينة «ذا لاين»، يعكس أهمية خيار إنشاء المدن الذكية كحل أمثل لمواجهة الزيادة السكانية والتوجه البشري للعيش في المناطق الحضرية، مشيرين إلى أن المدن الرقمية، الخيار الأمثل، للمنافسة العالمية، كون التكنولوجيا توفر مدنا صديقة للبيئة، وتعمل على تطوير التنمية الاقتصادية، وتفتح فرص عمل في المجالات وتحسن البيئة الحياتية.
وأوضحوا لـ(اليوم) أن المدينة تعمل بمنظومة متكاملة مع المجالات الأخرى، كالاقتصاد الرقمي والنقل الذكي والبيئة الذكية والتعليم والصحة وغيرها، مبينين أن المدن الذكية تحقق التكامل بين كافة القطاعات وإدارتها، وتحمي الأصول للأجيال القادمة.
دعم الكفاءات وتنمية المهارات المتنوعة
قال المستشار الاقتصادي إياس آل بارود إن مدينة «ذا لاين» تحقق مثالية العيش، وتعالج التحديات الملحة للمجتمعات السكانية، إذ من المتوقع أن توفر «ذا لاين» 380 ألف فرصة عمل إلى جانب المساهمة بـ180 مليار ريال سعودي «48 مليار دولار»، في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، وتأتي تصاميم مدينة «ذا لاين»، انعكاسا لما ستكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلا في بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتسهم في المحافظة على 95 % في المائة من أراضي نيوم للطبيعة، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المائة، لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلا من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية، حيث ستساهم في تنويع مصادر الاقتصاد وخلق مدينة ذكية من الصفر، وتعزيز مكانة المملكة السياحية، إضافة إلى تعزيز الخدمات اللوجستية من خلال مطارها الضخم ومينائها النوعي على البحر الأحمر، لذا تحتضن «ذا لاين» عددا من مستهدفات رؤية 2030 وبرامجها المهمة. وبيَّن أن السياحة ستكون من أهم القطاعات في المدينة نظرا إلى المقومات المناخية وتنوع التضاريس، وهذا سيكون عامل جذب لأكثر من 5 ملايين سائح مستقبلا، مشيرا إلى أن قطاع الطاقة المتجددة والرقمنة من أهم القطاعات التي يمكن أن تخلق قاعدة اقتصادية جديدة، بإذن الله، لافتا إلى أن اقتصاد المعرفة سينطلق من ذا لاين وسيسهم في احتضان الكفاءات، والعقول العلمية، والمهارات من مختلف المجالات.
نموذج استثنائي في حل أزمات الطاقة والمياه
أوضح الخبير في استخدامات النانو بالطاقة م. هاشم الحبشي، أن نموذج ذا لاين، مصمم ليقود تطوير أنظمة الطاقة والمياه المستدامة بابتكار عالمي وغير مسبوق، بما يمكن من استغلال الخبرة والمعرفة، وتصديرها إلى بقية أنحاء العالم، إذ لن تساعد الابتكارات «نيوم» وحدها على النمو والتطور، بل ستجد حلولا لأزمات الطاقة والمياه حول العالم، من خلال تطوير الذكاء الاصطناعي في تسريع تطوير الخدمات يمكنها التنبؤ باحتياجاتنا ورغباتنا وقال: هناك فريق يمد مشروع نيوم بالطاقة المتجددة بنسبة 100 %، مع الحرص على توفيرها بفعالية بتكلفة معقولة للسكان والشركات على حد سواء، مع ضمان أدنى حد ممكن من الانبعاثات. وأضاف: إن هذا المشروع سيكون الأول من نوعه في العالم، الذي يتيح الطاقة المتجددة على نطاق واسع، بما يمهد الطريق لتطوير مشاريع استدامة أخرى في جميع أنحاء العالم، كما سيكون في نيوم أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يصبح المصنع المزمع تدشينه في 2025، الأول من بين العديد من المصانع المماثلة التي ستشكل مركزا لإنتاج وابتكار الهيدروجين الأخضر.
وتابع: تم البدء في أول مشاريع شبكة البنية التحتية، بتصميم وتنفيذ المحطات الفرعية وخطوط النقل التي تمتد على طول مئات الكيلومترات ضمن خطة تنفيذ الشبكة المستقبلية للطاقة المتجددة بالكامل، وتهدف شبكة البنية التحتية للطاقة إلى نقل الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح من المصدر إلى نقاط الطلب، وهو لم ينفذ هذا المشروع الطموح في أي مكان آخر من العالم. ويعد قفزة هائلة وتغييرا جذريا في هذا المجال، ولذلك فإن الطاقة في نيوم ستكون نقطة إلهام للعالم بكيفية استخدام الطاقة المتجددة في كبرى المدن النموذجية العالمية.
بيئة خالية تماما من الانبعاثات الكربونية
بين الأستاذ المساعد بقسم العلوم البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم البيئية د. أحمد صمان، أن «ذا لاين»، ستنفرد بكونها مدينة خالية من الشوارع والسيارات وبالتالي فهي خالية من الانبعاثات الكربونية، إذ ستمد المدينة بالكامل طاقة متجددة بنسبة 100 %، كما ستكون 95 % من مساحة نيوم طبيعة محمية لن تمس. وستصمم وسائل التنقل والبنية التحتية لخدمة الإنسان وليس العكس كما يحدث في المدن التقليدية. وقال: تخطو المملكة بخطوات رائدة نحو التحول البيئي والاستدامة من خلال تبني وتصميم مشاريع الأولى من نوعها في العالم مدينة بلا طرق ولا مركبات للحد بشكل كبير من مصادر تلوث الهواء والضجيج، وستبلغ مدينة «ذا لاين» 200م عرضا، و170 كم طولا، و500م ارتفاعا فوق سطح البحر، بتصاميم إبداعية تضمن الوصول السريع والمباشر إلى الطبيعة عبر مساحاته المفتوحة على مستويات وارتفاعات متعددة، حيث يمكن للجميع الوصول السهل إلى الطبيعة المحيطة والاستمتاع بمناظرها الخلابة وجبالها الشاهقة وسمائها الصافية، في مدينة ستتحرر من قيود الزحف العمراني بفضل انخفاض آثار البنية التحتية فيها كما ستتميز المدينة بخلوها من الانبعاثات الكربونية بفضل تخليها عن طرق تقليدية للبنى التحتية التي تستهلك الكربون بكثافة، كالسيارات والطرق. وستمد المدينة طاقة متجددة بنسبة 100 %، بما في ذلك تشغيل الصناعات والقطاعات فيها. وسيكون لتكامل الطبيعة مع المساحات المفتوحة في جميع أنحاء المدينة دور أساسي في جودة ونقاء الهواء، وهذا يعطي دلائل أن ذا لاين إلى جانب كونها مدينة رقمية ستكون مدينة بيئية من أعلى الطراز، فالتصاميم توضح أن تخطيطها تعزز من رفاهية المواطنين والمجتمع من خلال التخطيط الحضري المتكامل والإدارة التي تستفيد من فوائد النظم البيئية وتحمي هذه الأصول لأجل مصلحة الأجيال القادمة.
تتبنى التقنيات الجديدة بمختلف مستوياتها
بين مستشار أمن المعلومات الدولي م. سعيد الدوسري أن «ذا لاين»، مدينة رقمية تعتمد على الذكاء الصناعي والقدرات المتطورة في مجال الحماية السيبرانية، وتتبنى الأفكار والتقنيات الجديدة ذات الأجيال المتقدمة جدا، التي تساهم في توفير الوقت إلى أقصر مدة زمنية مقارنة مع المدن التقليدية، لذا فإن خيار إنشاء المدن الذكية على غرار «ذا لاين» هو الخيار الأمثل، لزيادة الإنتاجية والرفاهية الرقمية في وسرعة الإنجاز في مكان واحد، وما يميزها أنها من المدن الصديقة للبيئة والتي تعمل على تطوير التنمية الاقتصادية، وتفتح فرص عمل في مجالات التكنولوجيا المتطورة، كما أنها تعمل بمنظومة متكاملة مع المجالات الأخرى، كالاقتصاد الرقمي والنقل الذكي والبيئة الذكية والتعليم والصحة بمفاهيم متطورة رقمية مستقبلية وغيرها.
وقال إن بناء مدن تكنولوجية رقمية، هو توجه عالمي للحفاظ على الموارد الطبيعية، معبرا عن فخره أن تكون «ذا لاين» النموذج الأول، لهذا القطاع الواعد، والذي يسهم بدوره في خلق بيئة تنافسية على مستوى العالم بأكمله.