وكانت اللجنة العسكرية اتفقت في أكتوبر 2020 على الوقف الفوري لإطلاق النار داخل البلاد، وإخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة «الميليشيات» بإعادتها إلى معسكراتها بالتزامن مع خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا، بحسب نص الاتفاق الموقع.
ودعا زنينغا، خلال لقائه مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة الخمسة التابعين للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في بنغازي، لبذل الجهود نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإعادة توحيد المؤسسات العسكرية، الأمر الذي سيحقق نتائج إيجابية تتدارك التحديات التي طال أمدها في ليبيا.
وقالت البعثة الأممية: إن اللقاء شهد تبادل الآراء حول تبعات الانسداد السياسي الراهن على الوضع الأمني في البلاد، بما في ذلك الاشتباكات الأخيرة بين التشكيلات المسلحة في طرابلس ومصراتة، وأيضا إغلاق أجزاء من الطريق الساحلي غرب ليبيا.
وأشادت البعثة الأممية في ليبيا بما وصفته بالتقدم المستمر في المسار الأمني، بعد اجتماع قيادات عسكرية للجيش الليبي، ولجنة (5+5) في طرابلس.واحتضنت العاصمة الليبية قبل أيام، اجتماعًا عسكريًا رفيع المستوى ضم قيادات عسكرية من شرق البلاد وغربها، من بينهم رئيس أركان الجيش الليبي الفريق عبدالرازق الناظوري ونظيره بحكومة الوحدة الوطنية محمد الحداد.
وبحث الطرفان مع لجنة «5+5» آلية توحيد المؤسسات العسكرية بالبلاد والعمل على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
اشتباكات طرابلسوكانت اشتباكات مسلحة اندلعت، الخميس الماضي، بالعاصمة بين ميليشيات الردع والحرس الرئاسي بإمرة أيوب بوراس، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وتدمير منازل ومحال ومؤسسات عامة وخاصة.
وفي السياق، قال سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند: إن الليبيين يستحقون أفضل مما حدث في طرابلس أو مصراتة في الأيام الأخيرة، وحث جميع القادة على «تجنب أي خطوات تصعيدية، ودعم الاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية».
وجاءت تصريحات نورلاند خلال لقائه مع وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، لمناقشة «المسائل العملية في علاقتنا الثنائية، لا سيما المعاملة بالمثل في مسالة التأشيرات»، وفق ما نقل، أمس الخميس، عنه حساب السفارة الأمريكية على «تويتر».
وأوضح نورلاند أن اللقاء تطرق على وجه الخصوص إلى «أهمية الحفاظ على الأمن في ضوء الاشتباكات الأخيرة التي أدت بكل حزن إلى سقوط 16 قتيلًا»، وقال: «الليبيون يستحقون أفضل مما حدث في طرابلس أو مصراتة في الأيام الأخيرة. ونحث بشدة جميع القادة على تجنب أي خطوات تصعيدية، ودعم الاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية».
واعتبر السفير الأمريكي أنه لا يزال بالإمكان «تجاوز موجة العنف الأخيرة» شريطة عمل القادة الليبيين معًا لصالح البلاد، مشددًا على أن «الانتخابات الحرة والنزيهة هي السبيل الوحيد لإقامة حكومة وطنية تتمتع بالشرعية».
من ناحيته، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة: إن الحل في ليبيا يكمن في الذهاب المباشر للانتخابات، والضغط على الأطراف المعنية لوضع قاعدة دستورية لكي تتمكن الحكومة من القيام بدورها في إجراء الانتخابات.
جاء ذلك خلال لقاء الدّبيبة بطرابلس، مدير إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية ستيفن هكي، وسفيرة المملكة المتحدة لدى ليبيا كارولين هورندال، والملحق العسكري بالسّفارة كريس أوفلاهرتي، ومستشار الأمن القومي بالوزارة جيك سوليفان، بحضور وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، وسفير ليبيا لدى لندن، صلاح مريحيل.
وأشاد الدّبيبة بالدور الإيجابي الذي تضطلع به المملكة المتحدة في الملف الليبي، مشددًا على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.