DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

يا زينك ساكت..

يا زينك ساكت..
يا زينك ساكت..
عيد المسحل
يا زينك ساكت..
عيد المسحل
قال الكاتب الأمريكي إرنست همينغوي: يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين سنة ليتعلم الصمت.
للأسف الشديد أن الكاتب إرنست هيمنغوي كان مخطئاً باعتقادي في وضع مدة أو عمر محدد للصمت، لأن البعض يتعلم الصمت أو يتعلم متى يصمت في فترة زمنية قصيرة، والبعض الآخر يحتاج إلى فترة زمنية طويلة، وهناك من لا يتعلم الصمت إطلاقاً مهما تقدم في العمر.
الأمثلة كثيرة على ذلك، ودعونا نستشهد مؤخرا في المساحات الرياضية المتواجدة بمواقع التواصل الاجتماعي (تويتر مثلاً)، والتي تتناول الحديث عن رياضة كرة القدم تحديدًا، والتي أبرزت لنا أشخاصا مبدعين في حديثهم وطرحهم ومعلوماتهم القيمة رغم أن بعضهم لا يحمل لقب أستاذ أو خبير أو دكتور.. ورغم ذلك هم يعلمون متى وكيف يتحدثون، ويعلمون أيضاً متى وكيف يصمتون، كما أنها أبرزت لنا أشخاصا مهما بلغوا من الخبرة والعلم والعمر لا يزالون لم يتعلموا متى وكيف يتحدثون ومتى وكيف يصمتون، وللأسف الشديد أنهم يحظون بمتابعة الكثيرين ورغم ذلك قد يتناسون أن على عاتقهم مسؤولية كبيرة في طرحهم وحديثهم.
لا أدعي بأنني تعلمت فن الحديث والصمت أو حتى أنني خبير في ذلك، ولكني أخاطب نفسي كثيراً عندما أريد أن أشارك ببعض المساحات بمواقع التواصل الاجتماعي بكلمة «يا زيني ساكت» وهذه الكلمة هي التي تمنعني عن الحديث دون فائدة، وعن المشاركة بلا معنى، وعن التفوه بما لا يليق بي وبالآخرين.
أؤمن بأن المسؤولية كبيرة على عاتقي، عندما أريد الحديث بأي موضوع في المساحات الرياضية المتاحة، وأن هناك من هم صغار في العمر ويستمعون إلى حديثي، وهناك من هم كبار أيضاً، وهناك من هو جاهل، وهناك من هو متعلم، ولذلك ما زلت أردد في داخلي أحياناً «يا زيني ساكت» طالما أن حديثي لا يقدم الفائدة التي تليق بأي مستمع.
وضع الأمور بحجمها الطبيعي هو المطلب والمبتغى، ومن هذا المنطلق نجد أن رياضة كرة القدم أيضاً لا بد أن يتم ربطها في حجمها الطبيعي، ويجب ألا تتجاوز هذا الحجم، وألا تتجاوز بأنها لعبة يحكمها التنافس الشريف والتشجيع الراقي، ويجب ألا تتحول أو تربط بمسائل أخرى، كما يفعل البعض مؤخرا في تجاوز الحدود من خلال طرح آراء غريبة، وغير مرحب بها إطلاقاً، والأغرب أنها قد تأتي من بعض الأشخاص الذين لديهم من الخبرة والتجربة الكثير، لكنهم يسقطون سقطات كبيرة بزلة لسان قد تكون مقصودة أو غير مقصودة ويندمون حين لا ينفع الندم.
أخيرا، وكما قال الإمام الشافعي:
وَجَدتُ سُكوتي مَتجَراً فَلَزِمتُهُ
إِذا لَم أَجِد رِبحاً فَلَستُ بِخاسِرِ
وَما الصَمتُ إِلّا في الرِجالِ مُتَاجِرٌ
وَتاجِرُهُ يَعلو عَلى كُلِّ تاجِرِ.
أو كما قيل، رب كلمة قالت لصاحبها دعني.
أو كما أقول: يا زينك ساكت.