قصة التقويم الهجري
تم اعتماد التقويم الهجري في شهر ربيع الأول من العام الـ16 من الهجرة في عهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليكون اليوم الأول من شهر محرم في السنة التي تليها هو بداية أول سنة هجرية.
وكان الصحابي أبوموسى الأشعري حاكم البصرة أرسل خطابًا للخليفة عمر بضرورة تحديد طريقة لاحتساب الزمن، بعد الفتوحات واختلاف الشعوب في تقويم الأيام.
وتباينت الأراء حول اعتماد التقويم بداية من مولد النبي أو بتاريخ وفاته صل الله عليه وسلم، أو الهجرة التي حصلت على رأي الأغلبية.
واعتمدت الهجرة النبوية بداية التقويم، وكان ذلك بعد عامين ونصف العام من تولي ثاني الخلفاء الراشدين الخلافة، لتكون أول سنة هجرية في العام 622 ميلاديًا.
وبالرغم من أن هجرة الرسول كانت في شهر ربيع الأول، إلا أنه تم اعتماد شهر محرم ليكون أول شهر بالسنة الهجرية من كل عام.
ويرجع سبب اختيار شهر محرم، لأنه كان الشهر الذي ينصرف فيه الحجاج من بيت الله الحرام بعد أداء فريضة الحج.
مصر
يعد برأس السنة الهجرية حدثا مبهجا في حياة المصريين، لارتباطه بالاحتفالات التي صحبته على مدار قرون ماضية.
وتتمثل مظاهر الاحتفال في اعتبار اليوم عطلة مدفوعة الأجر للعاملين، وكذلك تزيين الشوارع ولبس الثياب الجديدة ذات الألوان البيضاء والخضراء، والدعاء وقراءة القرآن واستحضار مشاهد من السيرة النبوية.
وتنتشر أكلات مصرية شعبية دسمة مع بداية العام الهجري مثل البط المحمر والأرز، والملوخية الخضراء، والفتة، والحلويات السكرية.
تونس
يحتفل التونسيون بقدوم العام الهجري بطرق مختلف، ويعتبر أول أيام السنة عطلة لجميع الأنشطة بالإدارات.
ويتجمع التونسيون على موائد الطعام لأكل الوجبات التقليدية مثل الكسكسي بالقديد أو العصيدة الحارة بالبيض والملوخية، بجانب تجمع الأطفال حول نار موقد لشواء البيض وسماع صوت فرقعته.
ودأبت التونسيات، قديما، على استعمال الحنة ووضعها على شعورهن وأيديهن، كذلك يحرص التونسيون على تبادل الزيارات وتقديم التهاني بتلك المناسبة.
الجزائر
يحتفل الجزائريون برأس السنة الهجرية من خلال إعداد أشهى المأكولات كالكسكسي والرشتة والشخشوخة وهي أنواع من العجائن.
وتعتبر عادة الدراس من العادات الخاصة بالاحتفال برأس السنة الهجرية؛ حيث يتم وضع طفل صغير بصحن كبير وغمره من طرف كبير بالعائلة بمختلف الحلويات.
كما يعكف كبار السن على استذكار السيرة النبوية العطرة وتلاوة القرآن وتقديم الصدقات.
سلطنة عمان
يعتبر العمانيون رأس السنة الهجرية موعدا مهما لإقامة الاحتفالات بذكرى الهجرة النبوية الشريفة واستذكار دروسها المستفادة.
وتكثف المساجد في ذلك اليوم محاضراتها حول الهجرة وما يستخلص منها من عبر، وكونها نقطة تحول في تاريخ الدعوة الإسلامية.
كذلك يفضل العمانيون الاحتفال بالذكرى عن طريق الاستماع إلى تلاوة القرآن بالأصوات الرائدة والجيدة، وكذلك قصائد المديح وتكريم حفظة القرآن من الأطفال.