من جهته، حذر التيار الصدري قوى «الإطار التنسيقي» من زعزعة السلم الأهلي في العراق. وقال محمد صالح العراقي، المقرب من الصدر، في تغريدة عبر حسابه بموقع «تويتر» أمس: «إياكم والدعوة لزعزعة السلم الأهلي كما فعلتم في اعتصاماتكم ضد الانتخابات الحالية المزورة كما تدعون».
ودعا العراقي عبر حسابه بموقع «تويتر»، إلى عدم التعدي على مجلس القضاء الأعلى، وقال: «إن شئتم إيصال صوتكم للقضاء العراقي، فلا نرضى بالتعدي عليه.. النزاهة واستقلالية القضاء مطلبنا»، وكان متظاهرون من أنصار الصدر قد دخلوا اليوم المنطقة الخضراء، واقتحموا باحات البرلمان العراقي للتنديد بترشيح محمد شياع السوداني مرشحا لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة.
نار الفتنة
ودعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الكتل السياسية إلى الجلوس «للحوار والتفاهم من أجل العراق والعراقيين». وقال الكاظمي في خطاب أمس: «يجب الابتعاد عن لغة التخوين والإقصاء، ويجب التحلي بروح وطنية عالية وجامعة، فألف يوم من الحوار الهادئ خير من لحظة تسفك فيها نقطة دم عراقي».
وأضاف: «ادعو الجميع إلى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية، وعدم الانجرار إلى التصادم، وأدعو المواطنين إلى عدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة».
وقال: «يجب أن نتعاون جميعا لنوقف مَن يسرع هذه الفتنة، والكل يجب أن يعلم جيدا أن نار الفتنة ستحرق الجميع». وأكد الكاظمي أن «الظرف صعب جدا، وهذه حقيقة مرة مع الأسف الشديد، وعلينا أن نتعاون ونتكاتف جميعا، حتى لا ندفع بأنفسنا إلى الهاوية، وعلينا أن نحكم عقولنا وضمائرنا ووجداننا، ونلتف حول العراق والعراقيين، لا حول المصالح الضيقة».
ودعا الكاظمي الجميع «إلى تحمل المسؤولية من الأحزاب والطبقة السياسية والقوى الاجتماعية وسائر المؤثرين، وعلينا أن نقولها وعلى الجميع أن يتصرف وفق قواعد الحكمة والبصيرة من أجل العراق، حتى لا نخسر مجددا». وأكد أن «العراق أمانة، فلا نخسر هذه الأمانة، هذه كلمة أقولها بصدق، وأسمع ما يقال في السر والعلن، ونحن صادقون، ولكن نأمل من غيرنا أن يتحلى بالصدق هذه المرة لأجل العراق والعراقيين». وقال الكاظمي: «سنتحمل المسؤولية، وحاضرون لنفعل أي شيء من أجل العراق».
آلاف المتظاهرين
اقتحم الآلاف من أنصار مقتدى الصدر المنطقة المحصنة للحكومة في بغداد أمس، للمرة الثانية خلال أسبوع، وقال شاهد من رويترز إن المحتجين الذين احتشدوا أزالوا حواجز خرسانية ودخلوا المنطقة الخضراء، التي تضم مباني حكومية ومقار بعثات أجنبية قبل اقتحام مقر البرلمان.
وتحدث أحد المتظاهرين، الذي قال إنه يدعى أبو فؤاد، من خارج البرلمان وسط حشود المحتجين الذين رفعوا صورا للصدر وأعلاما عراقية: «نطالب بحكومة خالية من الفساد.. هذه مطالب الشعب».
تأتي هذه المشاهد في أعقاب احتجاجات مماثلة يوم الأربعاء، لكن هذه المرة أصيب ما لا يقل عن 70 شخصا، بينهم محتجون وأفراد بالشرطة، عندما ألقى أنصار الصدر الحجارة وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، بحسب مسؤولين أمنيين ومسعفين. وأضافوا أن بعض الجرحى إصاباتهم خطيرة.
وجاء حزب الصدر في المركز الأول في الانتخابات العامة في أكتوبر من العام الماضي، لكنه سحب نوابه من البرلمان عندما أخفق في تشكيل حكومة تستبعد منافسيه، ومعظمهم من الجماعات المدعومة من إيران.
ومنذ ذلك الحين، نفذ الصدر تهديدات بإثارة اضطرابات شعبية إذا حاول البرلمان الموافقة على حكومة لا تعجبه، قائلا إنها يجب أن تكون خالية من النفوذ الأجنبي والفساد الذي يعانيه العراق منذ عقود.
وردد أنصاره هتافات مناهضة لخصومه السياسيين، الذين يحاولون الآن تشكيل حكومة. واتجه عدد كبير منهم نحو مقر المحكمة العليا التي اتهمها الصدر بالتدخل لمنعه من تشكيل الحكومة.
والعراق دون رئيس ودون رئيس للوزراء لفترة طويلة قياسية بسبب الأزمة.