وشكل صالح مدرسة كوميدية في الارتجال تقوم على بناء علاقة تدريجية مع جمهور المسرح فلا يبدأ بالارتجال من أول فصل بل يتحسس طريقه نحو ضحكاتهم في خفة ومحبة.
ورغم الزخم الفني الذي شارك فيه سعيد صالح، كانت محطات حياته الفنية الأبرز في مرحلة شبابه، وتأصلت نجوميته على خشبة المسرح وحصد ثمارها على شاشة السينما والتليفزيون.
هاللو شلبي
كانت مسرحية هاللو شلبي عام 1969 انطلاقة لعدد من نجوم الكوميديا المصرية الذين احتلوا صدارة المشهد المسرحي لعقود بعدها.وشكلت المسرحية بداية أحمد زكي ومحمد صبحي ومديحة كامل في أدوار صغيرة إلى جانب العملاق عبد المنعم مدبولي.
ومثلت الشرارة التي توهجت بسببها عبقرية سعيد صالح التمثيلية وتمكنه من أدوات فن الكوميديا، الذي ظل ميدان تألقه على مدار مسيرته المهنية، مقدما شخصية "شلبي" ومخلدا ذكراها بجملة "أستك منه فيه".
وتعالج "هاللو شلبي" قصة فرقة مسرحية مغمورة تسعى للحصول على تمويل لعرض إحدي مسرحياتها.
وتدور أحداثها أثناء إقامة الفرقة بفندق في انتظار الممول لعرضها المقبل، مع مفارقة أنها لا تملك المال لدفع حساب الفندق، مما يوقع أفراد الفرقة في العديد من المشكلات، وهي من تأليف يوسف عوف وإخراج سعد أردش.
مدرسة المشاغبين
جاءت النجومية كقنبلة متفجرة بعد اشتراك سعيد صالح مع مجموعة الفنانين المتحدين بقيادة المنتج سمير خفاجي، والمخرج جلال الشرقاوي في مسرحية "مدرسة المشاغبين" عام 1971.وكانت مدرسة المشاغبين منصة إطلاق صواريخ الكوميديا ونجوم السينما المصرية لعقود تالية؛ أمثال عادل إمام وأحمد زكي ويونس شلبي وهادي الجيار ومحمود الجندي.
وتعرض المسرحية لمجموعة من الطلاب المشاغبين في إحدى المدارس الثانوية يتسببون في العديد من المشاكل لمدرسي المدرسة جراء استهتارهم، ما يدفع ناظر المدرسة للبحث عن مدرس جديد.
وتحدث المفارقة عندما ترسل اﻹدارة التعليمية الآنسة عفت في وظيفة المدرس الجديد، والتي تحاول أن تتبنى منهجًا مختلفًا في التعامل مع الطلبة.
وارتبطت شخصية مرسي الزناتي التي قدمها سعيد صالح بأذهان الجمهور العربي، وكاد أن يقع في أسر سطوعها إلا أنه استطاع أن يتجاوز نجاحها المدوي بما قدمه في مسرحية "العيال كبرت".
العيال كبرت
من النادر أن تجد مواطن عربي لا يحفظ جمل وتعبيرات قالتها شخصية "سلطان السكري" التي أداها سعيد صالح في مسرحية "العيال كبرت" عام 1979.
كان سعيد صالح في شخصية سلطان طاقة مسرحية متجددة لا تفنى وقطعا لم تستحدث من عدم، ظهر في كافة مشاهد العمل الفني ممسكا بزمام الكوميديا، ومتألقا في نجومية ظن الجميع أنها ستتوجه بطلا أوحدا بلا منافس.
المسرحية جاءت من تأليف سمير خفاجي وبهجت قمر ومن إخراج سمير العصفوري، وعالجت مشكلة اجتماعية حول أب يشرع في ترك أسرته والزواج من أخرى فيتدخل الأبناء لإبطال نيته والحفاظ على تماسك الأسرة.
مع عادل إمام
لم يحظ سعيد صالح بنجومية مثلما نال رفيق دربه عادل إمام الذي بمجرد أن نجح في تجارب البطولة المطلقة لم ينزل عنها أبدا.غير أن صالح شارك في الأعمال التي عرضت عليه بغض النظر عن حجم الدور أو حتى جودة العمل السينمائي، فقدم 500 فيلم ما جعله أحد أكثر الممثلين تقديما لأعمال سينمائية، في وقت كان إنتاج السينما المصرية لا يتجاوز 1500 فيلم منذ بدايتها.
والغريب أن موهبة صالح لم تمنعه من العمل في أدوار ثانوية بجوار عادل إمام أو الظهور كضيف شرف، مثل "بخيت وعديلة" و"الواد محروس بتاع الوزير"، ومسلسل "أحلام الفتى الطائر"، مرجعا ذلك في تصريحات صحفية إلى الصداقة المتينة التي تجمعهما.
عادل إمام وسعيد صالح، تعارفا في مرحلة الدراسة، حين اشتركا في عدد من الفرق المسرحية المدرسية، وبعد تخرجهما من الجامعة عملا داخل مسرح التلفزيون.
وروي الفنان عادل إمام في إحدى اللقاءات التلفزيونية أنه شاهد سعيد صالح في مسرحية "111 كفر أبومجاهد" وانبهر بأدائه.
وتعد أبرز الأعمال التي جمعتهما معا؛ "سلام يا صاحبي" و"المشبوه" و"رجب فوق صفيح ساخن"، و"الهلفوت" و"إلزهايمر"، علاوة على مسرحية "مدرسة المشاغبين".
ولد سعيد صالح في إحدى قرى محافظة المنوفية بدلتا مصر، وحصل على ليسانس الآداب عام 1960 ليتجه بعدها إلى احتراف التمثيل.