تجددت الصراعات مرة أخرى في أحد أكثر البؤر سخونة حول العالم، على الحدود بين دولتي صربيا وكوسوفو، حيث أصدرت الشرطة الكوسوفية بياناً توضح فيه تعرضها لإطلاق نار في شمال البلاد، بعد إقامتها حاجز على الطريق المؤدي لجارتها صربيا، احتجاجاً على سياسة الحكومة الحدودية.
وأوضحت الشرطة أن الطلقات النارية لم تتسبب في إصابات، غير إنه أدى إلى إغلاق معبرين أمام حركة المرور، وذلك بعد احتشاد مئات من صرب كوسوفو مستخدمين شاحنات وصهاريج ومركبات ثقيلة على الطرق المؤدية نحو معبري يارينيي وبرنياك، وبعدها تجمع الحشود حول المتاريس وقضوا الليل على المعابر.
سبب الأزمة
وبعد أن كان الدخول بين البلدين يتطلب الهوية، أصبح يتحتم على أي شخص يريد دخول كوسوفو قادماً من صربيا يحتاج وثيقة مؤقتة بداية من اليوم الإثنين بعد القرار الحكومي المتخذ من قبل حكومة بريشتينا، التي سبقت وأصدرت قراراً يفرض على صرب كوسوفو استبدال لوحات مركباتهم بلوحات جمهورية كوسوفو خلال شهرين، ولكن تراجعت عن الأمر بعد تصاعد التوتر.
وذكر رئيس الوزراء ألبين كورتي أن قرار الشاحنات جاء تطبيقا لمبدأ المعاملة بالمثل، خاصة أن صربيا لا تعترف باستقلال مقاطعتها السابقة ذات الأكثر الألبانية الذي تم في 2008، وهو نفس العام الذي استقلت كوسوفو عن صربيا ولكن يعيش أكثر من 50 ألف صربي في شمال البلاد رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة لـدولة كوسوفو ويستخدمون أوراق ثبوتية لوحات معدنية تابعة لصربيا حتى الآن
وضع متوتر
من جهتها أشارت بعثة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو في بيان إلى "الوضع الأمني العام في بلديات كوسوفو الشمالية متوتر"، فيما رأت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن سبب الحادثة هو "بالقواعد التمييزية التي لا أساس لها" التي تفرضها سلطات كوسوفو.
وصممت الحكومة الكوسوفية على إعطاء فترة انتقالية مدتها 60 يوماً للحصول على اللوحات المعدنية الجديدة، بعد عام تراجعت فيه عن فكرة فرضها بالإجبار، وتطبق سلطة بلجراد نفس القرار على سكان كوسوفو الذي يزورون صربيا، لكن بعد التشاورات تم الإعلان على تأجيل تطبيق الخطوة شهر لتدخل حيز التنفيذ بداية من سبتمبر المقبل.
اشتباكات عنيفة
ولفتت الشرطة إلى أن المتظاهرين ضربوا الألبان المتواجدين على الطرق، ودوت صفارات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية لأكثر من 3 ساعات في بلد ميتروفيتشا الشمالية الصغيرة التي يشكل الصرب أغلب سكانها، وانتشرت القوات الخاصة قبل عام بعد إغلاق الصرب نفس الطريق اعتراضا على قرار لوحات الترخيص.
وتنتشر بعثة حلف شمال الأطلسي على حدود البلدين بعدد 3770 جندياً على الأرض على السلام الهش في كوسوفو، مع التعزيز بقوات حفظ السلام ظهرت يوم الأحد بعد فشل المفاوضات بين البلدين منذ 2013 التي كانت برعاية الاتحاد الأوروبي.