وهو في حد ذاته معرض فريد ومتفرّد من حيث محاكاة هجرة الرسول وتقديمها بشكل معاصر وسردها بأسلوب قريب من كل الأعمار ومختلف المستويات، حتى يعيد تجلي الهجرة وتركيز أثرها البليغ والمؤثّر على كل المحتويات ودورها في تثبيت تاريخ المملكة وفي دعم انتشار الدعوة الإسلامية في العالم والتعبير عن تميّز الدين الإسلامي الحنيف بالرقي وتركيز مكانة وحضور النبي الأكرم وكل ما يحيط بالهجرة التي أسّست لتاريخ الأمة والحضارة الإسلامية وحضورها المكين في العالم، مع التأكيد على التجليات الرمزية التي حملت أبعادها للبشرية.
وقد حرص المنظمون على خلق صلة وترابط حقيقي بين المؤسسات والمتاحف والمراكز التي تهتم بالآثار من حيث العرض والتقديم والسرد ومن خلال مشاركة الحرفيين والفنانين والمصممين واعتماد شغف وحضور طاقاتهم وكذلك من أجل تقديم صورة انتمائهم الحقيقية، كل حسب تصوراته البصرية ورؤى راسخة في عمق الأرض وبيئتها بما يعكس الوعي والتطور سواء في قيمة المحتوى وجودة التعبير عنه أو في مستوى الخامات وتطويعها لتتشابه مع الخامات التي كانت تقدّم بها الحياة البسيطة والقريبة والتي تم تصميمها لتكوّن سرديات بصرية تتناسب مع بيئتها من الورق إلى الجلود والمنسوجات والصور التمثيلية والفيديو والمشاهد التي انعكس فيها واقع الترابط والتنوع الثقافي والدافع الإنساني الذي بني عليه الدين الإسلامي.
إن الأهمية التي تميّز بها هذا المعرض تتجاوز العرض بل تؤكد على التصميم والحرص والعمل الجماعي المبني على البحث واعتماد حرفية عميقة من حيث الاستعانة بالخبراء والمختصين وتوظيف الجوانب الأثرية والقطع بالتواصل التفاعلي وهو عمل له جوانبه المدهشة وثقته التي استمرت طيلة ثلاث سنوات من البحث والتصميم ركّزت على طاقات 70 باحثا وفنانا تعاونوا معا من أجل الوصول إلى أساليب عرض معاصرة واعتماد مميّز لأساليب وتقنيات العرض الرقمية والمتطوّرة.