- لأن أصدقائي اختاروه فأحببت أن أكون معهم، ولا نفترق.
في بعض الدراسات العلمية: 48 % من الطلاب الجامعيين دخلوا تخصصات مختلفة عن رغباتهم، و25 % يكرهون تخصصاتهم، و40 % يغيرون تخصصاتهم من السنة الأولى، و33 % من المبتعثين يعودون من السنة الأولى لعدم التكيّف.
ولا شك أن هذا له انعكاساته على الفكر والجهد والوقت والمال، ولذلك لابد أن يحرص الطالب على اختيار التخصص المناسب، ومن الوسائل النافعة بوصلة «رفق» وهي مبنية من:
• الراء من الرغبة، فأحد أساسيات اختيار التخصص الرغبة فيه، وهناك رغبات حقيقية مبنية على المعرفة بالذات والمعلومات المتوافرة عن التخصصات الجامعية من خلال القراءة وزيارة مواقع الجامعات والمعارض التي تقام، وهناك رغبات زائفة تشكلت من انطباعات الآخرين وتجاربهم.
• الفاء من الفرصة، فهل لهذا التخصص فرص مستقبلية واعدة؟! وهناك عدة وسائل تعين على تحديد ذلك، مثل ما يتوافق مع رؤية 2030، وما يطلبه القطاع الخاص، ووضع خريجي التخصص، وما تهتم به الكليات الخاصة وبرامج الابتعاث، وما يحظى بدعم عائلي مما كان فيه أكثر من فرد في العائلة، والندرة.
• القاف من القدرة، فهل لدى المتقدم القدرة على دراسة التخصص والتفوق فيه؟ وقد يكون لدى الإنسان قدرات في أكثر من تخصص، ولكنه يختار أحدها للدراسة الجامعية، ومن الممكن أن تكون البقية هواية، ومما يعين على تحديد القدرة دراسة النفس (نقاط قوة وضعف وفرص وتحديات)، وهل يغلب عليه الحفظ أم الفهم؟، والمواد التي كان يميل لها في الثانوية، والمقاييس العلمية (وكلها موجودة على الإنترنت وباللغة العربية) ومنها: مقياس هولاند وديسك وبيركمان، ومقياس الميول المهنية في موقع قياس.
لابد من «رفق» بأكملها، ففرصة مع رغبة فقط يجب أن يفر صاحبها عنها لأنه لا يمكن أن يسير فيها وهو لا يمتلك القدرة، وقدرة مع فرصة من الأفضل أن يتوقف صاحبها لأنها عذاب في الدراسة والوظيفة، وقدرة مع رغبة ستؤدي إلى طريق مسدود، وأيضا لابد من الحذر من وهم النسبة العالية الذي يجعل أمام البعض طريقين لا ثالث لهما «طب أو هندسة»، فالنسبة العالية توسع الخيارات ولا تضيقها، وتحمي من الخضوع لرغبات الأصدقاء وإملاءات الفاشلين لا الانقياد لها.
أخي الطالب/ أختي الطالبة من حقك أن تحتار في هذه المرحلة، فالحيرة أمر طبيعي لأن على اختيارك يُبنى مستقبلك، ولكن لتكن نتيجة حيرتك اختيارا موفقا، والتوفيق من الله.