إن هجرة رسولنا الكريم كانت من أجل نشر الدين، ولذا فهي الهجرة إلى الله دعا خلالها نبينا عليه الصلاة والسلام إلى فعل الطاعات والفرائض، والاجتهاد فى عمل الخيرات، واغتنام فرص العطايا والمنح الإلهية والربانية، وما أكثر هذه العطايا والمنح في الأشهر الحرم، التي فضلها الله على سائر شهور السنة، ولقد دعانا ديننا الحنيف وعلماؤنا الأفاضل وولاة أمورنا أن نتعلم من دروس الهجرة النبوية، خاصة أننا فى أمس الحاجة إلى فضل هذه الأيام المباركة في ظل المعاناة، التي يمر بها العالم من حروب ومن أوبئة وارتفاع أسعار طال كل شيء من الغذاء إلى الدواء، ومن فتن ومن محاولات النيل من كل مقدراتنا وفق رغبات الأعداء، وهذا الأمر يتطلب منا جميعا التكاتف والتضامن والوقوف خلف قياداتنا الرشيدة والعمل على التآخي ومساعدة المحتاجين والفقراء، إضافة إلى عظمة وفضل المسارعة إلى الخيرات، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز، (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ).
إن الاحتفال بهذه المناسبه الدينية بشكل عام أمر عظيم لنشر الوعى السليم وترسيخ معانى إسلامية جليلة لتهذيب النفوس وتقويمها نحو الصلاح والإصلاح. لذا يجب علينا اغتنام فضل يوم الهجرة المبارك بالدعوة إلى الله عز وجل بالعفو وصلاح الحال والتصدق وترك المشاحنة والخصام، فما أحوجنا إلى التسارع إلى سبيل الخيرات والأفعال الطيبة، التي فيها النفع للمحتاجين.
إن أهم ما يجب أن نفعله ونحن نحتفل بالعام الهجري أن نتحول إلى الرحمة والتسامح، والتكاتف والتضامن، وأن نقف خلف قياداتنا الرشيدة، وندرك ما تقدمه لنا وما تعمله من أجل النهوض بوطننا ليكون في مصاف الدول الكبرى، وأن يعم الصفاء والوئام والتسامح بين الناس، ليسمو الوطن.
إن الهجرة النبوية الشريفة تمثل حدثًا تاريخيًّا فارقًا في تاريخ الإسلام، ونقلة مهمة انتقل بها المسلمون من الضعف إلى القوة، ومن الظلم والاستبداد إلى العدل والمساواة، وانطلقت بموجبها الدعوة إلى رحاب واسعة يذكر فيها اسم الله تعالى، فلنحاول أن نأخذ من هذه المناسبة الجليلة قدوة نبيلة، وأن ندعو إلى الله في مستهل هذا العام الهجري الجديد أن يمن علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركات، وأن يحفظ ولاة أمورنا ويجنبنا كيد الأعداء.
@khalid_ahmed_o