وتابع يقول: ينتهج الأوزبك أجندة طموحة لتعزيز الترابط الاقتصادي والتنمية الإقليمية، على الرغم من أن مشروع الاتصال في أوزبكستان من غير المرجح أن يؤتي ثماره في أي وقت قريب، فإن التقدم التدريجي سيوفر طريقة مؤقتة للتعامل مع أفغانستان ووسط وجنوب آسيا على نطاق أوسع.
وأضاف: يجب على واشنطن وحلفائها دعم جهود طشقند أو مواجهة البديل المتمثل في المزيد من الحرب في منطقتين إستراتيجيتين متجاورتين، ولكنهما غير مستقرتَين بشكل متزايد. وهذا ليس في مصلحة أحد.وأشار إلى أن الاتصال الإقليمي هو أداة تنموية بالغة الأهمية على المدى الطويل يمكن من خلالها لأفغانستان، حتى لو كانت تحت حكم طالبان، أن تحقق تقدمًا نحو استقرار وضعها الاجتماعي والاقتصادي.
واستطرد: الأهم من ذلك، أن الترويج لمفهوم أفغانستان كدولة عبور تسهّل التجارة بين وسط وجنوب آسيا يمكن أن يحفز نظام طالبان على الابتعاد عن القمع الأيديولوجي، وتلبية احتياجات 40 مليون نسمة في أفغانستان، على أقل تقدير، يمكن تحفيز نظام طالبان، الذي يكافح مع تحديات الحكم الهائلة والاقتصادية، لتقليل تركيزه على الأيديولوجية.
وأوضح أنه من بين جميع جيران أفغانستان، فإن أوزبكستان هي الأفضل لقيادة هذا الجهد.
وتابع: على الرغم من أن باكستان لها التأثير المباشر الأكبر في أفغانستان، فإنها دولة ضعيفة بشدة تواجه مشكلة طالبان محلية كبيرة.
وأضاف: تتمتع إيران أيضًا بنفوذ كبير في أفغانستان، ومع ذلك، فإن طهران لن تؤدي إلا إلى زيادة تطرف طالبان، من نواحٍ عديدة، يمثل النظام الإيراني النموذج الوحيد الذي تحذو حركة طالبان حذوه، وهم يعززون حكومتهم الثيوقراطية، للإيرانيين مصلحة في الاستفادة من العزلة الدولية لطالبان لتشجيع حكام أفغانستان الجدد على تبني الأيديولوجيا جيوسياسيا.
وأردف: في غضون ذلك، تفتقر الدولتان الأخريان في آسيا الوسطى المتاخمتان لأفغانستان، تركمانستان وطاجيكستان، إلى القدرة على تشكيل مستقبل أفغانستان.
ومضى يقول: لقد سبق لأوزبكستان بالفعل السبق في التعامل مع نظام طالبان، لا سيما فيما يتعلق بتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الأفغاني، سمحت هذه الإجراءات لطشقند بإقامة علاقة عمل وثيقة مع حكام طالبان الأفغان والتي من خلالها اكتسبت الحكومة الأوزبكية نفوذا كبيرا.وتابع: إضافة إلى ذلك، اكتسبت أوزبكستان أيضًا تقديرًا للتحدي المتمثل في محاولة التأثير على طالبان بعيدًا عن المثل الثيوقراطية في العصور الوسطى.
وأضاف: كدولة مسلمة علمانية، اتبعت في السنوات الست الماضية تحت قيادة الرئيس شوكت ميرزيوييف، سياسة لإتاحة مساحة أكبر للإسلام في المجتمع المدني، وبالتالي، فإن التعامل مع طالبان يمثل تحديًا أظهرت طشقند مهارة دبلوماسية ملحوظة فيه.
ولفت إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا لها تداعيات كبيرة على البلاد والمنطقة، كانت الاضطرابات الأخيرة في منطقة كاراكالباكستان الغربية المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي ربما بتحريض من روسيا، مفاجأة غير سارة، وبالمثل، شهدت كازاخستان اضطرابات داخلية في وقت سابق من هذا العام أدت إلى تغييرات سياسية واقتصادية محلية في أكبر دولة في آسيا الوسطى، من الواضح أن أوزبكستان تعيش في منطقة صعبة.
وأشار إلى أنه لذلك، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين دعم مبادرة أوزبكستان لتعزيز الاستقرار والترابط في أفغانستان، خاصة في وقت توجد فيه حاجة لتنويع واردات الهيدروكربون وتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية، كما أنه يجب على المجتمع الدولي مساعدة البلاد في جهودها لإقناع طالبان بأن من مصلحتهم التعاون الإقليمي.