اليوم يعقد مجلس الأمن جلسة للاصغاء الى (باول) وهو يقدم ما قيل انه أدلة دامغة ومقنعة على وجود أسلحة دمار شامل بحوزة العراق, وفي الوقت نفسه ثمة تحركات دبلوماسية مكثفة وسريعة على أصعدة عربية ودولية في سباق مشهود مع الزمن لوقف اقدام واشنطن ـ الذي يبدو وشيكا ـ على قرع طبول الحرب ضد العراق, وفي الوقت الذي عبر فيه مجلس الوزراء في جلسته المعقودة بعد ظهر أمس الاول برئاسة سمو ولي العهد عن أمله في ان تبدي الحكومة العراقية بكل التعاون مع المفتشين الدوليين حتى يمكن ايجاد حل سلمي يجنب اللجوء الى الحرب, أكد البرادعي ان العالم بدأ يفقد صبره بشأن العراق وانه يتعين على بغداد التعاون بصورة أكبر حتى يتمكن المفتشون الدوليون من رفع تقارير ايجابية حول أسلحة الدمار الشامل العراقية, ويبدو ان مسحة التشاؤم بلغت ذروتها حينما أعلن وزير الخارجية اليوناني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ان فرص تفادي وقوع الحرب ضد العراق ضئيلة جدا, وتبدو التحركات السياسية والدبلوماسية عربيا ودوليا على أشدها للبحث عن مخرج منطقي لتسوية الأزمة العراقية, فبالأمس عقدت قمة سعودية أردنية تناولت المساعي العربية لتجنيب المنطقة الحرب المحتملة ضد العراق, وفي نفس اليوم عقد لقاء في باريس بين شيراك وبلير للبحث في التطورات المتصاعدة حول الأزمة العراقية وامكانية الخروج بتقارب في وجهات النظر حول تلك الأزمة بين الأوروبيين واحتواء انقسامهم الحالي حولها, وفي ضوء تلك التحركات المتسارعة فان الوقت بدأ يضيق بالفعل أمام العراق, ولا بد من مرونة سريعة وفاعلة تجنب بها القيادة العراقية بلادها مغبة حرب لن تعود أضرارها على بغداد فحسب بل على دول المنطقة بأسرها وعلى الأمن والسلم الدوليين أيضا.