بعد 37 سنة من الهروب و21 عاما منذ وضع اسمه على قوائم الإرهاب عقب أحداث 21 سبتمبر في أمريكا، استطاعت الولايات المتحدة القضاء على ثاني أهم رجل في تنظيم القاعدة الإرهاب أيمن الظواهري، في غارة أمس الإثنين بباكستان، لتطوى صفحة الظواهري المستشار السابق والذراع الأيمن لزعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن الولايات المتحدة الأمريكية استعانت بطائرة بدون طيار من أجل قتل الظواهري في ضاربة ثانية قاسمة للتنظيم بعد 11 عاماً من قتل مؤسس التنظيم أسامة بن لادن.
مراقبة دقيقة
وصرح مصدر في إدارة الرئيس جو بايدن، أن الظواهري (71 عاما) اختبأ منذ سنوات ولكن الولايات المتحدة استمرت في التحري الدقيق عن طريق مخابراتها من أجل التوصل بدقة لمكان تواجده، وتتبعت أمريكا الشبكة المقربة منه التي تعمل على دعمه حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان من أجل القضاء على تنظيم القاعدة.
وحصلت الولايات المتحدة على معلومة مهمة منذ فترة تفيد بتحرك الظواهري وزوجته وأولاده إلى منزل آمن في العاصمة الأفغانية كابول بعد فترات من التنقل، الأمر الذي دعا مستشار الأمن القومي جيك سولفان يطلع الرئيس جو بايدن على الوضع في إبريل الماضي، وبعدها بدأ المسئولون جمع المعلومات عن المكان وتحديد طريقة الاستهداف المناسبة بعد مراقبة والتأكد من الإقامة في هذا المنزل من خلال رؤيته في شرفته.
بايدن يعطي إذن الضربة الجوية
وبيّن مستشار الأمن القومي في تصريحات لوكالة رويترز للأبناء، أن المسؤولون راقبوا المنزل من أجل التأكيد من إمكانية استهداف الظواهري دون تهديد سلامة المبنى وتقليل المخاطر على المدنيين وعائلة الظواهري.
واجتمع بادين مع كبار مستشاريه وأعضاء الإدارة الأسابيع الماضية خلال غرفة العمليات بالبيت الأبيض، من أجل تقييم المعلومات التي وفرتها المخابرات والاتفاق على أفضل الخطوات للتحرك بعدها، وسأل بايدن عن معلومات تفصيلية حول المنزل الذي يقيم فيه الظواهري، مثل الإضاءة والطقس ومواد البناء وتحليل التداعيات المحتملة للضربة.
وأوضح المسئول أن بادين طرح في 25 يوليو المنتهي على أعضاء إدارته ومستشاريه وضع تصور عن ردة الفعل الذي سيحدثها قتل الظواهري على علاقة أمريكا بحركة "طالبان" التي تسيطر على الحكم في أفغانستان حاليا، وبعد إيضاح أمر له، أعطى بايدن الإذن بتنفيذ "ضربة جوية دقيقة" مع تقليل خطر إصابة مدنيين في العملية.
ساعة الصفر
وأقلعت الطائرة بدون طيارة لتنفذ الضربة الجوية الدقيقة في الساعة 9:48 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية (01:48 بتوقيت غرينتش) في 30 يوليو الماضي مستخدمة صواريخ "هيلفاير"، دون أي تفاصيل عن الجثة أو مكان دفنها.
المملكة تُرحب
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة بإعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن عن استهداف ومقتل أيمن الظواهري، الذي يعد من قيادات الإرهاب التي تزعمت التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية مقيتة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وعدد من دول العالم الأخرى قتل إثرها الآلاف من الأبرياء من مختلف الجنسيات والأديان بما فيهم مواطنون سعوديون.
وأكدت حكومة المملكة أهمية تعزيز التعاون وتظافر الجهود الدولية لمحاربة آفة الإرهاب واجتثاثها، مهيبة بجميع الدول التعاون في هذا الإطار لحماية الأبرياء من التنظيمات الإرهابية.
