«القلعة الأثرية».. إطلالة مميزة على تاريخ تبوك

تُعد قلعة تبوك الأثرية إحدى محطات طريق الحج الشامي الذي يربط بين الشام والمدينة المنورة، الذي يتكون من قلاع ومحطات تبدأ من حدود المملكة الأردنية حتى المدينة المنورة، وتقف القلعة شامخة كأحد أهم المعالم والشواهد التاريخية بالمنطقة، لارتباط مكانها بالموقع الذي أقام فيه رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أثناء غزوة تبوك، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 976هـ، ثم أُعيد ترميمها في عام 1064هـ، وفي عام 1259هـ أُعيد ترميمها وتجديدها بالكامل مرة أخرى، وقد وضع بمحراب المسجد داخلها نقش خاص بهذه الذكرى، ثم جُدِّدت القلعة في عام 1370هـ، وأُجريت عليها ترميمات شاملة عام 1413هـ من قِبَل وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف سابقًا.
برَك سلطانية
وتتكوَّن القلعة من دورين، أحدهما أرضي بفناء مكشوف، وعدد من الحجرات ومسجد وبئر، ودور علوي مربوط بسلالم تؤدي إليه، وكذلك مسجد صيفي مكشوف وحجرات، إضافة إلى سلالم أخرى تؤدي إلى الأبراج التي تُستخدم للحراسة والمراقبة، كما توجد خلف القلعة البرَك السلطانية التي تتميز بدقة بنائها، وتتكوَّن من بركتَين، إحداهما مربعة والأخرى مستطيلة البناء.
متحف القلعةوكان للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني دور مهم في تجديد القلعة وتأهيلها عام 1434هـ، لتصبح الآن «متحف قلعة تبوك الأثرية»، وتضم العديد من القِطع الأثرية والتراثية الفريدة، مستقبلة زوارها على مدار الأسبوع.
معالم تبوكوتكتنز منطقة تبوك آثارًا ومعالم وحصونًا وقلاعًا وقصورًا تقف شاهدة على عمق الحقب التاريخية والحضارات التي نشأت في هذه المنطقة وتعاقبت عليها، ما جعلها تمتلك إرثًا يمتد إلى آلاف السنين، وما يميِّزها من موقع جغرافي وممر لطرق التجارة، وحلقة ربط بين الشمال والجنوب والمشرق والمغرب عبر مختلف الحقب التاريخية.